عقب اغتيال «زاده».. العراق ترفع حالة التأهب.. وترامب يهدد إيران
رفعت الحكومة العراقية حالة التأهب خشية اندلاع أى مواجهات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وخاصة عقب التطورات الأخيرة الحاصلة في المنطقة.
وأفادت مصادر مطلعة لصحيفة واشنطن بوست بأن الرئيس الأمريكي المنتهى ولايته، دونالد ترامب، أبلغ مستشاريه أنه مستعد لإصدار أوامر برد مدمر إذا قتل أي أمريكي في الهجمات المنسوبة إلى إيران وفصائلها في العراق.
وأشار التقرير إلى أن رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، يتعرض لضغوط من قبل مسؤولين أمريكيين لتصعيد حملة حكومته على الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، والتي استهدفت صواريخها مرارا خلال العام الماضي مواقع دبلوماسية وعسكرية يستخدمها الأمريكيون.
ومع تصاعد التوترات، هناك مخاوف من أن الأعمال الاستفزازية من قبل أي من الجانبين يمكن أن تؤدي إلى صراع غير مقصود، وفقا للصحيفة.
وارتفعت حالة التأهب مع تزايد التوترات في المنطقة بشكل أكبر خاصة عقب اغتيال العالم النووي الإيراني البارز، محسن فخري زاده في هجوم قرب طهران أمس الجمعة.
واتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل بأنها وراء عملية الاغتيال، مما أثار احتمال أن تنتقم طهران أو وكلاؤها في الشرق الأوسط من أهداف غربية.
يذكر أن إحدى الميليشيات أطلقت الأسبوع الماضي صواريخ باتجاه السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد، منتهكة بذلك هدنة سارية قبل شهر.
من جانبها، نفت كتائب حزب الله المدعومة من إيران تورطها، قائلة إن الهدنة لا تزال سارية المفعول، مما سلط الضوء على الانقسامات الواضحة في معسكر الميليشيات والتهديدات المحتملة التي تشكلها الفصائل التي تقصف من تلقاء نفسها.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن خطة إغلاق السفارة ما زالت ممكنة، وصدرت تعليمات لمسؤولي الإدارة للتحضير لسيناريوهات مختلفة، وفقا للصحيفة.
وبينما نصح مسؤولون أمريكيون مؤخرا ترامب بعدم توجيه ضربة استباقية لإيران، بحسب مسؤول كبير، فإنهم أشاروا إلى أن ترامب توعد بأن مقتل أي أمريكي هو خط أحمر ومن شأنه أن يؤدي إلى انتقام فوري وساحق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عقب لقاء ترامب مع مستشاريه لمراجعة الإجراءات المحتملة ضد إيران، زار قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاني المسؤول عن العمليات الخاصة لطهران في الخارج بغداد للحث على ضبط النفس.
وحذر الميليشيات والفصائل التابعة لبلاده من أي تصعيد للهجمات على أهداف أمريكية قبل مغادرة ترامب منصبه، وفق ما أفاد أفراد مطلعون على الأمر.
من جهته، أصر متحدث باسم كتائب حزب الله على أن ضبط النفس هو أفضل مسار، خاصة أن إدارة ترامب بصدد سحب بعض القوات الأمريكية من العراق.
ولفتت واشنطن بوست إلى أن الانقسامات الظاهرة داخل معسكر الميليشيات قد تجعل من الصعب، حتى بالنسبة لأكثر الميليشيات نفوذا ودعما من طهران، الحفاظ على الهدوء خلال هذا الوقت الحساس.