سياسي ليبي لـ«الدستور».. حوار تونس فشل بسبب هيمنة الإخوان
أكد حسين مفتاح نائب رئيس تحرير بوابة إفريقيا الإخبارية، أن حوار تونس بين الأطراف الليبية لم يصل إلى اتفاق نهائي لوجود أسباب عدة عرقلته على رأسها سيطرة مكون الإسلام السياسي على الملتقى وخاصة التابعين لجماعة الإخوان.
وأوضح مفتاح الكاتب الليبي في تصريحات خاصة لـ«الدستور» أن البعثة الأممية إلى ليبيا اتبعت آلية مغلوطة في اختيار الـ75 شخصا المشاركين بحوار تونس، فهم لا يمثلون كافة الأطراف والمكونات الليبية، لأن معظمهم يدور في فلك أيدولوجي واحد وهو تيار الإسلام السياسي لأن أكثر من ثلث المشاركين بالملتقى من جماعة الإخوان.
وأشار السياسي الليبي إلى أنه من ضمن آليات اتخاذ القرار في هذا حوار تونس والذي عقد على مدار أيام والخروج باتفاق ضروة موافقة 75 % من المشاركين على البنود التي يتم اقتراحها ليصدر قرار باعتماد المقترح، وهو ما يعني أنه في حالة وجود أي مقترح أو قرار يتعارض مع تيار الإخوان لن يتم تمريره، لأنهم يملكون ثلث الأصوات بشكل مباشر إلى جانب امتلاكهم أصواتا أخرى بشكل غير مباشر، ممن يدورون في فلكهم ومن يرتبطون معهم مصلحيا وهذا ما حدث وكان متوقعا.
وأضاف: "لذا فشل الحوار بسبب نوعية المشاركين أنفسهم بجانب آلية الاتفاق على أي قرار يصدر عن الملتقى السياسي".
واعتبر مفتاح أن المسار العسكري والأمني يسير بشكل جيد على خلاف المسار السياسي، مؤكدا أن لجنة "5+5" العسكرية قامت بجهد مهم وهو من أنجح المسارات حتى أن اللجنة توصف الآن بأنها "لجنة العشرة" باعتبار وجود توافق ومقر موحد للجنة في سرت، والاجتماع بشكل تلقائي بعيدا عن التوجس الذي كان سائدا من قبل، وقد حققت الكثير من الإيجابيات وإن كانت نظرية بشكل كبير.
وتابع: "هناك نجاح آخر للجنة العسكرية، تمثل في عقد اجتماع اليوم الاثنين، بين طرفي حرس المنشآت النفطية في الشرق والغرب في مدينة البريقة بحضور المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز للتباحث ورئيس مؤسسة النفط الوطنية مصطفى صنع الله لبحث تشكيل قوة عسكرية أمنية موحدة تتولى حماية المنشآت النفطية، وهذا اللقاء كان مثمرا بشكل كبير وهذا يعتبر من ضمن نتائج التقارب والحوار الأمني ضمن لجنة(5+5)".
وأشار حسين مفتاح إلى أن لجنة "5+5" انبثق عنها أيضا لجان فرعية أخرى أكدت نجاحها وكانت معنية بنقل وتبادل السجناء والأسرى وفتح المطارات والطرق المغلقة، ولجان أخرى معنية بوقف خطابات الكراهية والحملات الإعلامية المتبادلة بين كافة الأطراف.
وقال السياسي الليبي إن هناك نقاط صعبة سيتم التفاهم بشأنها فهي ليست ليبية محضة بل هناك أطراف دولية وإقليمية مشتركة فيها مثل خروج المرتزقة ورفض التدخل الخارجي مثل التدخل التركي والقطري وهذا يحتاج جهد كبير من قبل الأطراف الدولية والإقليمة من أجل تنفيذه، لكن كل ما تقوم به 5+5 يسير في اتجاه إيجابي ويقدم نتائج مقبولة ويفتح الطريق أمام باقي المسارات الأخرى السياسية والاقتصادية وغيرها من المسارات وعقدها بشكل مباشر في ليبيا كما حدث في اجتماعات اللجنة العسكرية بغدامس الليبية وحذو مسارها.