علماء الدين يوضحون حكم من ينكر وجود الجن

حكم من ينكر وجود الجن، مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر يفتعلون قضايا حول الجن ووجوده وإنكاره، حيث يصف البعض وجوده بأنه خرافة، ويقول الآخر بأنه كائنات ضارة، وثالث يؤكد بوجودها وآذيتها للبشر، وأنه يستطيع صنع أشياء يعجز عنها البشر من الحب والطلاق والتفرقة، جدل مستمر حول هذا الأمر، بينما دلت الكثير من الآيات والأحاديث التي تؤكد وجود الجن، منها قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وقوله عز وجل: (يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي).

من جانبه، خرج الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في لقاء تليفزيوني في برنامج"الإمام الطيب" قال: إن القرآن الكريم أخبر عن كائنات تسمى الجن لها مواصفات، ومن هنا وجب الإيمان بوجودها حسب القدر الذي بيَّنه القرآن وأوضحته السنة النبوية، وفيما وراء هذين المصدرين تصبح معلوماتنا عن الجن عارية عن أي دليل من أنواع الأدلة الحسية أو العقلية.

وأضاف شيخ الأزهر، حول الجن، أن هناك فرق بين الإيمان بالملائكة والإيمان بالجن، فالإيمان بالملائكة أصل من أصول الإيمان التي حددها وبينها النبي صلى الله عليه وسلم وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، أما الإيمان بالجن فإن القرآن مع كثرة ما تحدث به عن الجن لم يجعل الإيمان بهم عقيدة من عقائد الإسلام كما جعل الملائكة، وإنما تحدث عنهم فقط كما يتحدث عن الإنسان وعن كل شيء، فالتصديق بوجودهم من مقتضيات التصديق بالقرآن في كل ما حدث عنهم.

وأضافت الدار، كان إسلام الجنِّ ووفادتهم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كوفادة الإنس فوجًا بعد فوج وقبيلة بعد قبيلة وحدث ذلك أكثر من مرة سواء بمكة وبعد الهجرة في المدينة المنورة.

وحول حكم من ينكر وجود الجن قال ابن حزم في كتاب الفصل في الملل: من أنكر الجنَّ أو تأوَّل فيهم تأويلًا يخرجهم به عن هذا الظاهر، فهو كافر مشرك"، بينما قال ابن قتيبة في كتابه تأويل مختلف الحديث: هو -يعني إنكار الجن والشياطين- من عقد قوم من الزنادقة والفلاسفة، يقال لهم: الدهرية، وليس من عقد المسلمين.

بينما قال الدكتور أحمد البصيلي عضو هيئة التدريس، بجامعة الأزهر، في تصريحات لـ"الدستور" من أنكر وجود الجن، فهو كافر، لأنه أنكر أمرًا معلوما من الدين بالضرورة، وأما المنكر فقد يكون معذورا لجهله أو لشبهة عنده.