«البيومترية».. تفاصيل «العلم» الذي أسقط قتلة فتاة المعادي
أمرت النيابة العامة، اليوم السبت، بعرض المتهمين مُرتكبي واقعة سرقة وقتل فتاة المعادي على "قسم المساعدات الفنية بالإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية" بوزارة الداخلية؛ لمضاهاة قياساتهما "البيومترية" مع تلك التي قد تظهر في أي من المقاطع المصورة للواقعة.
ويعتبر "البيومترية" هو علم تحقيق شخصية الإنسان عن طريق مكونات الأجسام البشرية، لأنه يضم وسائل التعرف على الهوية للأشخاص تلقائيا على أساس الصفات الشكلية والفسيولوجية والتشريحية الخاصة بكل شخص.
وتستخدم بشكل رئيسي لتحديد الهوية والتحكم في الوصول لمرتكبي الجرائم، ويطلق عليها أيضا اسم "القياسات الحيوية"، وتعتبر البيومترية من الأنظمة التكنولوجية التي تعمل على تحديد كل شخص بدقة من خلال صفاته الجسدية أو السلوكية، ويشمل عمل نظام البيومترية التعرف على الوجه وبصمات الأصابع ومسح شبكة العين ومطابقة الحمض النووي بالإضافة إلى المعرفات السلوكية مثل أنماط الكتابة وطريقة السير.
وأعلنت النيابة العامة، اليوم عن حبس ثلاثة متهمين أربعة أيام احتياطيًّا؛ لاتهام اثنين منهم بجناية قتل فتاة بحي المعادي عمدًا المقترنة بجناية سرقتها في الطريق العام وبطريق الإكراه الواقع عليها، حال كونهما يحملان سلاحين ناري وأبيض، واشتراك المتهم الثالث معهما بطريقي الاتفاق والمساعدة في ارتكاب الواقعة.
وأوضحت أنه في إطار استكمالها التحقيقات في الواقعة قد تلقت تحريات "وحدة مباحث قسم شرطة المعادي" التي أسفرت عن تحديد بيانات السيارة المستخدمة في الواقعة ومالكها، الذي أكدت التحريات تأجيره السيارة لمرتكبي وقائع مماثلة لاستخدامها فيها، وكذا تحديد المتهمين اللذين ارتكبا الواقعة المذكورة، وأنهما اعتادا سرقة حقائب السيدات بالإكراه، فأمرت "النيابة العامة" بضبطهم لاستجوابهم وضبط السيارة.
ونفاذًا لذلك ضُبط أحدهم وبحوزته السيارة وسلاح ناري فرد خرطوش، وقد أرشد عن بعض المنقولات المسروقة من المجني عليها (مستحضرات تجميل) أخفاها بمسكنه، كما أمكن ضبط شريكه بالواقعة وبحوزته سلاح أبيض، وكذا ضبط مالك السيارة، وقد تبين "للنيابة العامة" أن المتهمين اللذين ارتكبا الواقعة قد تطابقت مواصفاتهما مع تلك التي أدلى بها أحد الشهود في التحقيقات.
وباستجواب "النيابة العامة" المتهمين أقر اثنان منهما بارتكابهما الواقعة، حيث اتفقا يومها على سرقة حقيبة إحدى السيدات بحي المعادي، ونفاذًا لاتفاقهما استقلا السيارة المشار إليها، وقادها أحدهما عقب طمسه لوحاتها المعدنية بمادة "الشحم السوداء"، ثُم بحثا عن ضحيتهما بطرقات الحي حتى شاهدا المجني عليها خلال سيرها منفردة في الطريق العام؛ فاقتربا منها وتشبث أحدهما بحقيبتها التي كانت على ظهرها حتى اختل توازن المجني عليها، فارتطم رأسها بسيارة متوقفة بالطريق، وظل متشبثًا بالحقيبة حتى تمكن من انتزاعها بينما سقطت المجني عليها أرضًا وفرا هاربين، ثم لما وصلا إلى مأمن لهما تخلصا من الحقيبة ومحتوياتها؛ عدا مبلغ نقدي كان بها، واحتفظ أحدهما بمستحضرات تجميل المجني عليها بمسكنه.
هذا، وقد أقر المتهمان بملكية السيارة للمتهم الثالث الذي ادعيا عدم علمه بالواقعة، وقد أنكر الأخير بدوره ما نُسب إليه من اتهام.
وكانت "النيابة العامة" قد عاينت السيارة فتبينت طمث لوحاتها المعدنية وتطابق مواصفتها بتلك التي بينها أحد الشهود والمتهمان في التحقيقات، كما تمكنت "النيابة العامة" من رصد مقطع مرئي بمواقع الاجتماعي ظهرت فيه المجني عليها بالطريق العام مُرتدية ذات الملابس التي كانت عليها خلال مناظرة "النيابة العامة" جثمانها، وكذا ظهرت فيه السيارة المستخدمة في الواقعة، وشيء يسقط جوارها خلال سيرها، حيث أقر المتهمان مرتكبا الواقعة خلال مواجهتهما بالمقطع أن الحقيبة التي تظهر على ظهر المجني عليها هي التي سرقاها منها، وأن ما ظهر يسقط جوار السيارة هي المجني عليها.