القصة الكاملة لمأساة المعادي.. «السوابق» ينهون حياة الملاك «مريم»
دفعت الفتاة مريم محمد عمرها الذي لم يتجاوز 24 سنة ثمنًا غاليًا للدفاع عن حقيبتها التي لن تكن تحمل بداخلها غير أدوات "مكياج" بسيطة عندما أقدم مسجلان على خطف الحقيبة منها أثناء سيرهما بسيارة "ميكروباص" فما كان منهما إلا أن قاما بسحل الفتاة التي تشبثت بالسيارة حتى داست العجلاتُ على جسدها.
قرارات ضد المتهمين
قررت النيابة العامة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد، بعدما تم ضبط المتهمين خلال مأموريات أمنية تم توجيهها بالقاهرة وخارجها لمطاردتهم بعد تحديد السيارة الميكروباص المستخدمة في الواقعة، واصطحبت النيابة العامة بالمعادي المتهمين لتمثيل الجريمة وسط حراسة أمنية مشددة لعدم فتك الأهالي بهما.
بداية الأحدث
بدأت الواقعة بتلقى قسم شرطة المعادى بلاغٍ بتواجد جثة لسيدة بالمعادي وتبين أنها مريم محمد علي 24 سنة موظفة ببنك، مصابة بجرح بالرأس ونزيف دموى من الأذن وكدمات وسحجات متفرقة، وتبين أن المسروقات عبارة عن حقيبة يدها تحوى أدوات مكياج وحافظة جلدية بها أوراق المتوفاة وملابس رياضية وعثر بجوارها على هاتفها المحمول.
وقال أحد الشهود إنه شاهد ميكروباص يستقله شخصان قام المرافق للسائق بخطف حقيبة يد المجنى عليها وأثناء ذلك اصطدمت بالسيارة وسقطت أرضا وأصيبت وحدثت وفاتها وقام مستقلا السيارة بالهروب من مكان الواقعة.
تم تحديد المتهمين من خلال فحص كاميرات المراقبة، وتبين أن السيارة ملك محمد عبد العزيز محمد أمين وشهرته "حماصه" مواليد 1969، مقيم مصر القديمة، سبق اتهامه في 6 قضايا أخرها سرقة، يؤخر سيارته لسائق يدعى وليد عبد الرحمن فكرى عبد الرحمن، مقيم في اسطبل عنتر، مسجل في قضايا مخدرات، ارتكب الواقعة بمشاركة نجل خالته محمد أسامة محمد وشهرته "الصغير" يعمل فرد أمن ومقيم شارع الملكة – كفر طهرمس بولاق الدكرور، سابق اتهامه في قضايا مخدرات وسلاح.
اعترافات المجرمين
اعترف المتهمان بتكوين تشكيل عصابي لسرقة الحقائب، وأقرا أنها شاهدا المجنى عليها وبحوزتها الحقيبة فاقتربا منها لخطف الحقيبة فأمسكت بها ثم اصطدمت بالسيارة وسقطت أرضا وسحبت لمسافة مع السيارة، وحصلا على متعلقاتها من أدوات المكياج واحتفاظ الأول بها بمسكنه وتخلصهم من الحقيبة بإلقائها بأحد الأماكن، وجارٍ مناقشة المتهمين عن وقائع أخرى ارتكبها بذات الأسلوب.
وقررت النيابة دفن الجثمان عقب مناظرة المكان والجثة، واستمعت لشهود العيان الذين أقروا أن خلال التشبث بالسيارة اختل توازن المجني عليها، فارتطم رأسُها بمقدمة السيارة التي كانت تتوقف بجوارها، وفرَّ الجانيان بالحقيبة، بينما ابتعدت الفتاة التي كانت بصحبة المجني عليها خوفًا أثناء وقوع الحادث، وأضاف أنها مكثت نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، ثم فارقت الحياة.
وقررت النيابة العامة استكمالًا للتحقيقات استدعاء مَن كانت بصحبة المجني عليها لسماع شهادتها، وتكليف «الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية» ببيان الأفعال المادية الظاهرة بالمقاطع المأخوذة من آلات المراقبة للواقعة.