«يابوسعيد نظرة ومدد»: ظهور «صاحب كرامات» في نجع حمادي.. و«الأوقاف» ترد
في أقصى جنوب مصر وتحديدًا في مركز «نجع حمادي» شمالي محافظة قنا، تحوّل رجل خمسيني إلى «صاحب كرامات» يهتف الناس باسمه في الشوارع وعلى المقابر، وذلك بقرى «شرق النيل» يتباركون به ويقدمون له القرابين للتقرب إليه ويعتبرونه من «أولياء الله الصالحين».
«نظرة ومدد يابوسعيد» بهذا الهتاف يستقبل الأهالي «صاحب الكرامات» وفق وصفهم عند خروجه من المنزل متوجهًا إلى تبة جبليّة بالقرب من ضريح «الشيخ أبو عسران» في قرية «القصر» وأثناء توجهه إلى المقابر، حتى أنَّ صورته باتت تزين جدران المنازل للتبرك بها.
«الشيخ محمد أبو سعيد» لا يعرف الناس اسمه الحقيقي وهو يقيم في قرية «القصر» شرق نيل نجع حمادي منذ فترة، ويعتبره الأهالي «صاحب كرامات» يحل مشاكلهم إذا لجأوا إليه. على حد قولهم.
«أبو سعيد ده بينام في المقابر ومبيروحش البيت وكل الناس بتجيله من كل مكان»، بهذه الكلمات بدأ «محمود سيد» حديثه إلى «الدستور»، لافتًا إلى أنَّ الجميع يعرف بل يعلم كرامات هذا الرجل، الذي يعتبر معشوقًا للأهالي في مركز نجع حمادي وقراه، قائلًا «أبو سعيد، الكثير يعتبره أحد العارفين بالله».
ويضيف أنَّ «الشيخ أبو سعيد» الذي يقبل عليه الأهالي لحل أي مشاكل يمرون بها أو أي ازمة مستعصية عن الحل، دائمًا ما ينام في المقابر، وفقما شاهده العديد من الأهالي، وفي موعد عودته من المقابر يوميًا ينتظره الأهالي ويبدأون في الرقص والتهليل مرددين «نظرة ومدد يابوسعيد».
ويتابع: «الناس هنا بتذبح الذبائح وتقدم الولائم للشيخ أبو سعيد، الذين يعتبرونه منجيهم من كل هم ومن كل مشكلة مستعصية، حيث تذهب إليه أسرة الطالب الذي يحلم بدخول كلية ما، وتذهب إليه السيدة التى تزوجت ولم تنجب حتى الآن، وتذهب إليه الفتاة التي لم تتزوج، وتذهب إليه الأسرة التي كبر طفلها ولم يبدأ في التحدث، أو يعاني من أمراض، حتى كبار السن الذين يعانون من الأمراض المزمنة يذهبون إليه ليعالجهم».
ولفت إلى أنَّ «الشيخ أبو سعيد» قد تحوّل إلى رمز لدى الأهالي في حالات العلاج من المس والسحر والجن والعفاريت، حيث تحضر له الأسر والعائلات الولائم والذبائح ويقفون بالطوابير في انتظاره من أجل تقبيل يديه.
وأكد أن «كراماته ظهرت في دخول الطلاب الكليات أو الجامعات التي يحلمون بها، بعد أن يقوموا بتقديم القربان واللحوم والذبائح، ومن يحاول الاقتراب منه يؤذى لأنه معاشر جن»، بحسب تعبيره.
وقال «محمود علي» إنَّ الأهالي يحاولون التوسل والتقرب منه لذا يجلسون أمام منزله ويرددون هتافات «نظرة ومدد يابوسعيد»، حيث إن كل من تريد الزواج وتحلم بالإنجاب تذهب وتنتظره أمام منزله، لأنهم يعتبرونه ولي من أولياء الله الصالحين.
وأضاف «علي» لـ«الدستور» أن هناك رجل يرافق ذلك الشيخ لا يفعل أي شيئًا إلا بإذن وأمر الشيخ أبو سعيد، قائلًا «مبيستحماش غير لما يأمره الشيخ أبو سعيد».
وحاولت «الدستور» التواصل مع «الشيخ أبو سعيد»، الذي يعتقد فيه الناس أنّه «صاحب كرامات»، لكنه رفض التواصل والحديث، وعلمت «الدستور» أنَّ «أبوسعيد» حذّر مريديه من الحديث إلى وسائل الإعلام.
بدوره، علّق الشيخ محمود علي، مدير عام إدارة الأوقاف في مركز نجع حمادي، على هذه الواقعة قائلًا إنَّ العبد يطلب من الرب فقط ويسأل الله فقط ولا يطلب من العبد على الإطلاق، فلا يوجد واسطة بين العبد وربه.
وأضاف «علي» لـ«الدستور» أنَّ الكرامات لا تظهر إلا على رجل صالح فقط، وهذا الولي لا بد أن يكون فطن وتقي وورع وزاهد وعاقل في الأساس ليس متخلف عقليًا، فمتى توافرت هذه الشروط نعرف أنه رجل صالح، موجهًا رسالته إلى المواطنين بأن يتوجهوا ويطلبون من الله فقط.
وأكد أنه سوف يتم تخصيص وقت من خطبة الجمعة المقبلة عقب الخطبة الأساسية المدرجة من قبل وزارة الأوقاف للحديث عن تلك الأفعال الخاطئة في المجتمع.