صحيفة تدعو الناتو للضغط على تركيا لعدم التصعيد بين أرمينيا وأذربيجان
دعت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، حلف شمال الأطلسي "الناتو" للضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل الاستجابة لضبط النفس، والتأكيد عليه بأن الناتو لن يساعده في أي صدام قد يشعل التوترات في إقليم ناجورني قراباغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.
ورأت الصحيفة (في افتتاحيتها التي نشرتها على موقعها الالكتروني في هذا الشأن)، اليوم الخميس- أن الدول الغربية لعبت دورا مهما أيضا في تصعيد الأحداث الراهنة بين أرمينيا وأذربيجان؛ حيث كانت واشنطن وباريس، الرئيسان المشاركان لمجموعة مينسك، بطيئتين في الرد على أعمال العنف التي بدأت في شهر يوليو الماضي وأنذرت بوقوع الاشتباكات الأخيرة.
وقالت: "إن الصراعات المجمدة التي خلفها انهيار الاتحاد السوفيتي تركت نزعة خطيرة نحو الاشتعال مجددا حيث يهدد الصراع داخل إقليم ناجورني قراباغ، والذي أسفر حتى آلان عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين منذ يوم الأحد الماضي، بإشعال حريق أوسع نطاقا، ورغم أن روسيا لديها بالفعل صلات مع الجمهوريات السوفيتية السابقة وساعدت في نزع فتيل التصعيد في الماضي، إلا أنها جزءا من اتفاق دفاعي مع أرمينيا يلزمها بحماية الأخيرة في حال تعرضها لأي هجوم خارجي.
وفي غضون ذلك، أصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤيدا صريحا لأذربيجان، بما وضع القوتين الإقليميتين على الأرجح على جانبين متعارضين في منطقة مضطربة تعتبرها أوروبا طريقا مهما في إمدادات النفط والغاز".
وأشارت الصحيفة إلى حقيقة أن ناجورني قراباغ كان يتمتع بالحكم الذاتي في أذربيجان السوفيتية حتى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي عندما اتهم غالبية السكان المحليين المنتمين لجذور أرمينية "باكو" بإضفاء "الطابع الأذري قسريًا" وسعوا إلى الاتحاد مع أرمينيا حتى نشبت الحرب بين الجمهوريتين أسفرت عن مقتل نحو 20 ألفا قبل وقف إطلاق النار في عام 1994، مما أدى إلى تجميد القتال دون ابرام تسوية طويلة الأجل. ومنذ ذلك الحين، توسطت ما يسمى بمجموعة مينسك، التي تشارك في رئاستها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، في المحادثات.
وأضافت الصحيفة:"أنه على عكس العديد من مناطق الصراع الأخرى في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي، لم تفضل روسيا تغيير الحدود أو نشر قوات على الأرض، كما أنها لم تُتهم في الواقع بزعزعة الاستقرار في جنوب جبال القوقاز بل سعت إلى البقاء على الحياد في النزاع بين حلفاء موسكو، لكن هناك حقيقة أخرى لا يمكن التغاضي عنها وهي أن روسيا لديها قاعدة عسكرية في أرمينيا واتفاقية دفاع تحتوي على بند للمساعدة المتبادلة إذا تعرضت الأخيرة لهجوم من قبل دولة ثالثة، على الرغم من أن هذه البنود لا تغطي تحديدًا مجريات النزاع حول ناجورني قراباغ".
وأكدت "فاينانشيال تايمز"، قائلة "ما غير ديناميكيات النزاع الراهن هو الدور الذي لعبه أردوغان وشهيته المتزايدة لخوض المغامرات العسكرية، استنادا إلى حقيقة أن بلاده تتمتع بروابط لغوية وعرقية وثقافية واقتصادية وثيقة مع أذربيجان المجاورة، لكن أنقرة نفت مع ذلك مزاعم أرمينية بأن مرتزقة سوريين تدعمهم تركيا يقاتلون في ناجورني قراباخ، رغم أن وسائل الإعلام التركية ذكرت بالتحديد أن أذربيجان استخدمت طائرات دون طيار من تصنيع شركة دفاع يديرها أحد أقارب أردوغان".