إنهاء الحرب والمعاناة.. كيف ساهمت مصر في حل الأزمة الليبية؟
لم تنقطع جهود مصر لحل الأزمة الليبية والجمع بين الفرقاء، من أجل الدفع بحل سياسي لإنهاء الأزمة التي قاربت على عقد كامل، وآخر هذه الجهود استضافة مصر لمشاورات الغردقة اليومين الماضيين، بين وفد حكومة الوفاق ووفد الجيش الليبي للاتفاق على المسارات الأمنية والعسكرية لحل الأزمة.
وخلال شهر سبتمبر الجاري فقط، رعت مصر ثلاثة لقاءات من أجل الدفع في اتجاه الحل السلمي للأزمة وتنفيذ مبادرة "إعلان القاهرة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي يونيو الماضي.
مشاورات الغردقة.. رعاية مصرية لحل الملف الأمني والعسكري:
أعلنت البعثة الأممية إلى ليبيا، أمس الثلاثاء، عن اختتام المحادثات الأمنية والعسكرية المباشرة بين وفدي حكومة الوفاق والجيش الليبي، على مدى يومين في مدينة الغردقة لمناقشة عدد من القضايا الأمنية والعسكرية الملحّة، مشيدة باستضافة مصر لهذا اللقاء المهم.
ولأهمية اللقاء أعلنت البعثة توصل المجتمعون إلى عدة توصيات ستعرض على اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، ومن بين هذه التوصيات الإسراع بعقد اجتماعات لجنة "5+5" بلقاءات مباشرة الأسبوع القادم، والإفراج الفوري عن المحتجزين على أساس الهوية من دون أي شروط أو قيود، واتخاذ التدابير العاجلة لتبادل المحتجزين بسبب العمليات العسكرية قبل نهاية أكتوبر المقبل.
كما اتفق المجتمعون على إيقاف حملات التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية، والاتفاق على الإسراع في فتح خطوط المواصلات الجوية، ومناقشة الترتيبات الأمنية للمنطقة التي سوف تحدد في المرحلة المقبلة، وأن يتم إحالة موضوع مهام ومسؤوليات حرس المنشآت النفطية إلى اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 وإعطائه الأولوية لغرض تقييم الموقف من جميع جوانبه ودراسته واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان انتظام عملية الإنتاج والتصدير.
السيسي يجمع عقيلة صالح وخليفة حفتر بالقاهرة:
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم 23 سبتمبر الجاري، عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، وخليفة حفتر قائد الجيش الليبي لبحث تطورات الوضع في ليبيا، كما أن اللقاء جاء في سياق الجهود المصرية المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار للدولة الليبية ودعم شعبها في الحفاظ على سلامة ومقدرات بلاده في مواجهة التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وتقويض التدخلات الخارجية.
وجدد الرئيس السيسي خلال اللقاء على موقف مصر الثابت من دعم مسار الحل السياسي للأزمة الليبية، بعيدا عن التدخلات الخارجية، والترحيب بأي خطوات إيجابية تؤدي إلى التهدئة والسلام والبناء والتنمية.
كما أثنى الرئيس السيسي على الجهود والتحركات التي قام بها عقيلة صالح لدعم المسار السياسي وتوحيد المؤسسات التنفيذية والتشريعية في ليبيا، وثمن أيضا موقف المؤسسة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر في مكافحة الإرهاب والتزامه بوقف إطلاق النار، ما يعني إرسال رسالة قوية بأنه لا توجد خلافات بين البرلمان والجيش وأن أي مبادرة هدفها وحدة البلاد وطرد المرتزقة والقوات الأجنبية.
وإلى جانب ذلك، دعا الرئيس السيسي كافة الأطراف للانخراط الإيجابي في مسارات حل الأزمة الليبية المنبثقة من قمة برلين برعاية الأمم المتحدة وصولا إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وذلك في إشارة إلى الطرف الآخر وهي حكومة الوفاق، وأن مصر لا تفرق بين الليبيي وهدفها توحيدهم وليس مجاملة طرف على حساب طرف.
مصر تحتضن ممثلي حكومة الوفاق لدعم الحل السلمي:
وسبق لقاء الرئيس السيسي بعقيلة صالح وحفتر، استضافت مصر منذ التاسع من سبتمبر الجاري ولعدة أيام، الاجتماع الثاني بين وفد غرب ليبيا واللجنة الحكومية المصرية المكلفة بملف الأزمة الليبية، وضم هذا الوفد نواب من برلمان طرابلس وأعضاء من مجلس الدولة الاستشاري التابع لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج.
وشارك في وفد الوفاق شخصيات سياسية وعسكرية ليبية، وتم التأكيد خلال اللقاء على تثبيت وقف إطلاق النار، وكذلك تكثيف تواصل مسؤولي غرب ليبيا مع القاهرة، باعتبار مصر الأقرب جغرافيا واجتماعيا للشعب الليبي.
مبادرة القاهرة.. رؤية السيسي لإنقاذ ليبيا:
أعلن الرئيس السيسي، في السادس من يونيو الماضي مبادرة سياسية لحل الأزمة سلميا في ليبيا محذرًا من الخيار العسكري لحل الأزمة وأن أمن مصر من أمن واستقرار ليبيا.
ونصت المبادرة على الالتزام بإعلان دستوري وإحياء المسار السياسي لحل الأزمة، وإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها وضمان تمثيل عادل لأقاليم ليبيا في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب.