شبلول: عبد الناصر كان الحلم والأمل لدى معظم الشعب
نصف قرن على الرحيل لكنه مازال باق في الوعي الجمعي المصري٬ مازالت صوره تزين حوائط بيوت ومحلات المصريين٬ حتى من اختلفوا معه أو مع سياساته مازالوا يحملون له الود والمحبة. إنه الزعيم جمال عبد الناصر والذي يمر اليوم خمسين عام علي مفارقته عالمنا.
استطلعت الــ"الدستور" آراء الكتاب والمثقفين حول حضور "ناصر" رغم غياب الجسد٬ ولماذا هذا الوهج ساري حتى الآن.
قال الكاتب أحمد فضل شبلول، في تصريحات خاصة لــ"الدستور": جمال عبد الناصر كان الحلم والأمل لدى معظم الشعب المصري والشعوب العربية، ولم يزل الكثيرون يعتبرونه كذلك حتى الآن، على الرغم من رحيله في 28 سبتمبر 1970 ما بين الهزيمة والنصر، والكثيرون يعتبرون أن حرب الاستنزاف التي بدأت قبل رحيل عبدالناصر هي مقدمة لنصر أكتوبر 1973.
وأضاف أن الكثيرون يرون أن عبد الناصر كان نصيرا للفقراء وللطبقات الدنيا من المجتمع فأتاح لها التعليم بالمجان، وحقق لها انتصارات كبيرة من مثل قانون ملكية الأرض الزراعية، وقوانين تأميم الشركات والمشروعات الكبرى التي كانت مقتصرة على عدد معين من أثرياء الشعب، وكان قبلها في عام 1956 قرار تأميم قناة السويس الذي كان أكبر تحد للاستعمار الغربي، وخاصة إنجلترا وفرنسا، وما أعقبه من حرب العدوان الثلاثي (إنجلترا وفرنسا وإسرائيل) الذي صمد له الشعب المصري، وخاصة في بورسعيد، والبعض يقلل من أهمية هذا الصمود والتحدي، بعد أن تدخلت أمريكا ووجهت إنذارا للدول المعتدية على مصر فجاء انسحابها، نتيجة لهذا الإنذار، وليس نتيجة صمود الجيش والشعب.
وتابع: "وأنا أعتقد أن هذا الإنذار جاء ليحفظ ماء وجه المعتدين عندما تفاجأوا بصلابة وقوة الجيش والشعب في مصر".
وأردف: "لقد أحس الشعب والناس البسطاء في مصر بأن زعيمهم يعيش من أجلهم ويخطط لهم ولمستقبلهم ومستقبل أولادهم، ويرسم أحلامهم، حتى وإن حالت الظروف والأجواء المحيطة عالميا من تحقيق ذلك، ولكن الناس بالفعل أحسوا بإخلاص هذا الرجل وصدقه، وأن مصر في عهده كانت قوة تخشاها الدول الكبرى ويعملون لها ألف حساب عندما يتحدثون عن القضايا العالمية، ومن هنا أحب الناس عبدالناصر، ورغم مرور خمسين عاما على رحيله، إلا أنه لا يزال في القلب وفي الفكر وفي العين".
واستكمل:" أما عن مشروع السد العالي الذي بسبب إنشائه قام عبد الناصر بتأميم قناة السويس لتمويل هذا المشروع الضخم العظيم، ففي أكثر من مرة ثبتت صحة رؤية عبد الناصر في إقامة هذا المشروع الذي حمى مصر من فيضانات مدمرة على مدى سنوات كثيرة كانت من الممكن أن تدمر في طريقها الكثير من القرى والمدن المصرية المقامة على ضفتي النيل في صعيد مصر والدلتا. فضلا عن توليد كمية كبيرة من الكهرباء التي تحتاجها البلاد. ومنذ إنشاء السد العالي كان هناك المشككون في جدواه، ولكن عند كل فيضان نحس بالأمان، ونحس ببعد نظر القائد والزعيم الإنسان الخالد جمال عبدالناصر".