26 مرشحا بالقائمة الوطنية.. كيف ألقت «تنسيقية الأحزاب» حجرًا في مياه السياسية الراكدة؟
«قطفنا أولى ثمار النجاح، هذا الإنجاز الكبير يعود إلى جميع الزملاء داخل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، لقد استطعنا المحافظة على كيان سياسي دشن منذ عام ونصف، بذلنا فيه جهدًا منقطع النظير بعدما جنبنا فيه التوجهات والايدلوجيات السياسية المختلفة للخروج بكيان قادر علي المشاركة في صناعة القرار بالدولة» بهذه الكلمات وصفت الدكتورة شيماء عبد الإله، المتحدث باسم تنسيقية الشباب، حينها فخرها بحيازتهم ثقة القيادة السياسية، واختيار مجموعة من أعضائها لأداء اليمين اليوم أمام رئيس الجمهورية؛ نوابًا لمحافظي المنوفية والجيزة وبني سويف وقنا والدقهلية.
ويبدو أن الإيمان بمنح الشباب الفرصة كاملة للمشاركة في الحياة السياسية بفاعلية أكبر هو منهاج الدولة في الآونة الأخيرة، فلم تتوقف التنسيقية عند هذا الحد حيث استطاعت التنسيقية اقتناص 5 مقاعد في مجلس الشيوخ ضمن القائمة الوطنية «من أجل مصر»، خلال الانتخابات التي أجريت في أغسطس الماضي.
واستمرت المسيرة حتى استطاع هذا الكيان الجديد الناشئ في الحياة السياسية حصد 26 مقعدًا بالقائمة الوطنية «من أجل مصر» التي ستخوض انتخابات مجلس النواب، مع توارد أنباء عن ترشح عدد من الأعضاء للمنافسة على المقاعد الفردية بانتخابات مجلس النواب 2020.
«الدستور » ترصد في هذا التقرير مراحل وكواليس تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وأبرز فعالياتها ودعمهم للشباب علي كافة المستويات السياسية.
مهد فكرة التأسيس
خرجت فكرة تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فى 16 مايو خلال الجلسة الافتتاحية من المؤتمر الوطني الخامس للشباب بعنوان «رؤية شبابية لتحليل المشهد السياسي في مصر»، والتى استمع فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، للشباب وقراءتهم فى الحياة الحزبية والسياسية في مصر.
خلال هذا المؤتمر أعلن الرئيس السيسي، تأييده لتشكيل لجنة من الأحزاب السياسية للتواصل مع السلطة التنفيذية، لتيسير التعامل فيما بينهم ونشر الوعي والتثقيف السياسي لدى الشباب، داعيًا جميع الأحزاب المصرية إلى وحدة الصف والتعاون فيما بينهم لإعادة الروح للحياة السياسية مرة أخرى.
وبمجرد إعلان الرئيس، دبت الحركة فى الحياة السياسية وأعلن عدد كبير من الأحزاب سعيها لتنفيذ توصيات المؤتمر، وخاصة أن تلك اللجنة ستكون بمثابة جسر حقيقى وفعال بين الأحزاب السياسية والدولة.
في هذه الفترة لم تتوقف محاولات عديدة من شباب الأحزاب للمشاركة في الحياة السياسية والتأثير في صناعة القرار داخل الدولة، إلى أن طفى على السطح واحد من هذه الكيانات في 2018 وسمي «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين».
البيان التأسيسي
قبل مرور شهر على مؤتمر الشباب الخامس وفى 12 يونيو خرجت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين للنور، وأعلنت عن بيانها التأسيسي الأول، الذى أكدت فيه أن مصر تعيش حالة تأسيس وطنى فى كل المجالات فى مرحلة يواجه فيها الوطن تحديات ضخمة من التصدى لمخاطر الفوضى والإرهاب مرورًا بتحدى الإصلاح الاقتصادى وتثبيت الدولة المصرية وذلك انطلاقًا لتحقيق مرحلة التنمية الشاملة.
وجاء البيان التأسيسي في نصه كلمات تؤكد علي نبذ الاختلافات السياسية للتيارات السياسية كالآتي: "نحن جيل جديد من الشباب المنتمي للعمل السياسي، نؤمن بأننا جزء من نسيج المجتمع المصري يدرك مسئولياته تجاه وطنه ويرغب فى المضي قدما وترتيب الصفوف وعيا بقضايا الوطن وحماية أمنه القومي كأولوية فى مواجهة التحديات التى يتعرض لها وفى مقدمتها الارهاب الاسود.. وثقة منا في دعوة رئيس الجمهورية إلى تنمية الحياة السياسية وإدراجها على أولويات أجندة العمل الوطني خلال المرحلة القادمة.. فقد أخذنا على عاتقنا نحن مجموعة من شباب الأحزاب والسياسيين باختلاف توجهاتنا وآرائنا التكاتف سويا والاصطفاف خلف الوطن، إيمانا منا بأن الحوار المستمر والهادف هو الوسيلة الفعالة لتحقيق الأهداف الوطنية وتحقيق الصالح العام".
وأضاف البيان: "نحن نؤمن بأن التشدد في بعض المواقف والرضوخ للمزايدة كان أحد معوقات العمل السياسي، وأن الاستمرار فيه لن يحقق الصالح العام الذي نستهدفه على الدوام، نحن نؤمن بأننا جيل جديد يستحق ممارسات جديدة تبني ولا تفرق، تعزز التماسك الاجتماعي وتحفظ مكتسباتنا الوطنية".
العمل على فتح قنوات اتصال مع الدولة.
على هذا الأساس جاءت مبادرة التنسيقية فى فتح قنوات اتصال مباشرة مع الدولة ومؤسساتها من خلال تشكيل "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" التي تأتي تأكيدا على رغبة جادة لدينا في تحمل المسؤولية الوطنية بتجرد ولجعل أصوات الشباب مسموعة وحاضرة فى صنع القرار السياسي، كما أن هدف هذه التنسيقية السياسية الشبابية هو العمل على تحقيق التكامل والتلاحم بين شباب الأحزاب والسياسيين وترسيخ تجربة جديدة فى ممارسة العمل العام بهدف التكاتف خلف مشروع وطني جامع تتعاظم فيه وبأكثر من أي وقت مضى أهمية البحث عن المساحات المشتركة بين أطياف العمل السياسي في مصر واستثمارها الجيد بما من شأنه إرساء دعائم الدولة المصرية وإعلاء مصالح المجتمع حسب تعبيرهم.
المشاركة بلجنة العفو الرئاسي
جنت التنسيقية أولى ثمارها في العمل السياسي بالتعاون مع لجنة العفو الرئاسي في إطلاق صراح عدد من المحبوسين علي ذمة قضايا الرأي والتظاهر، وأعلنوا حينها أنهم لمسوا شفافية كاملة واستجابة مختلفة سوف يتم الإعلان عنها بعد الانتهاء منها، وهو ماحدث بالفعل بعد تنفيذ توصيات منتدي شباب العالم عام 2018.
تنظيم صالون ثقافي على هامش منتدى الشباب العربي الافريقي 2019
عقدت تنسيقية الصالون السياسي الأول لها للتعريف بمبادئها ومقترحاتها بمحافظة أسوان على هامش منتدى الشباب العربي الإفريقي 2019، ليكون جانبًا من نجاح المنتدى، والقدرة على إجراء المزيد من الحوار والنقاش والخروج بالمزيد من التوصيات من المنظور الشبابي والفكري ليكونوا قوة دفع لبلادهم في كافة المجالات حسب تعبيرهم.
وضع وثيقة عمل
في ضوء ذلك فقد وضعت التنسيقية "وثيقة عمل" تهدف إلى إرساء عدد من القواعد التنظيمية لعمل التنسيقية وتؤسس لمجموعة القيم والمبادىء لاعضائها من أجل الإصرار على تحقيق أهدافها.
وأكدت التنسيقية آنذاك أنه مازال الباب مفتوحا أمام كل الجادين فى تحمل مسئولية الوطن بلا مزايدة أو مغالاة فى التحيزات السياسية التى حكمتها مصالح شخصية على الدوام لأننا نستهدف ممارسة جادة للحوار حول القضايا الكبرى وأولويات العمل الوطنى، ذلك إيمانًا بأن الوطن يستحق منا الكثير وأن الفرصة سانحة أمام جيلنا على اختلاف انتماءاتهم الحزبية وتوجهاته السياسية لإثراء الحياة السياسية خلال هذه المرحلة التى باتت قضايا وأصوات الشباب تطرح نفسها وبقوة نظرا لاهتمام الدولة الواضح بها والتأكيد دائما أن الدولة وشبابها كلاهما جنب الى جنب من اجل ان تحيا مصر.
الإعلان عن أسماء الأحزاب المشاركة
أصدرت التنسيقية بيانها الثانى والتي ذكرت فيه أسماء المشاركين والتعريف بعمل التنسيقية التي تضم عددا من الأحزاب والشباب مؤكدة آنذاك أنها تضم عددا من الأحزاب السياسية المصرية والسياسيين الشباب من مختلف التوجهات، الذين يقدمون تجربة جديدة في ممارسة العمل العام".
وأضاف البيان: "يبحث هؤلاء الشباب عن المساحات المشتركة بينهم لاستثمارها على أكمل وجه بما من شأنه إرساء دعائم الدولة المصرية، وإعلاء مصالح المجتمع وفتح قنوات اتصال مباشرة مع الدولة ومؤسساتها، استجابة لدعوة القيادة السياسية لأهمية تنمية الحياة السياسية خلال المرحلة القادمة".
انضمام 25 كيانا حزبيًا
بدأت بـ 19 حزبا حيث ضمت في إنطلاقها أحزاب هم "الإصلاح والتنمية والإصلاح والنهضة والتجمع والجيل والحركة الوطنية المصرية والحرية والشعب الجمهوري والغد والمحافظون والمصري الديمقراطى الاجتماعي والمصريين الأحرار والمؤتمر والناصري والنور والوفد وحماة الوطن ومستقبل وطن ومصر الحديثة ومصر بلدي"، كما تضم في عضويتها شباب سياسيين وهم "أميرة العادلي، وسها سعيد عبد المنعم، وشهاب وجيه، وعمرو جمال يونس، وعمرو درويش".
وتضم التنسيقية أكثر من 25 حزبا سياسيا و15 من الشباب السياسيين، وكلفت التنسيقية شيماء عبد الإله عبد الحميد ومحمد إبراهيم موسى كمتحدثين إعلاميين باسم التنسيقية للرد على استفسارات الصحفيين والإعلاميين.
الهوية المصرية أولي مقترحاتها بالمؤتمر الوطني السادس للشباب
مارست التنسيقية دورها الذى تعهدت به فى بيانها التأسيسي وشاركت بجلسة "استراتيجية بناء الإنسان المصرى" ضمن فعاليات المؤتمر الوطنى السادس للشباب، بجامعة القاهرة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تحدث فيها علاء عصام، ممثل تنسيقية شباب الأحزاب عن الهوية المصرية، وحروب الجيل الرابع والخامس، مستعرضا عدد من التوصيات كان أهمها تشكيل المجموعة الثقافية أسوة بالمجموعة الاقتصادية من خلال وزراء الثقافة والتعليم العالى والشباب والرياضة والتنمية المحلية، وعدد من الشباب لوضع استراتيجية للهوية الثقافية تمكنهم من التواجد بشكل قوى بالتعاون مع المجتمع المدنى، ومراجعة كل المناهج الدراسية وتنقيتها، فضلا عن الدعوة إلى مشروع ثقافي وطني تحت عنوان الثقافة والهوية يضم كل المثقفين الوطنيين والمهتمين بهذا الشأن.
ويذكر أن أسماء الأعضاء الـ 26 الذين تم الدفع بهم من التنسيقية لخوض غمار انتخابات النواب كالتالي: "محمد عبدالعزيز، محمد تيسير مطر، أحمد زيدان، أحمد فتحي، محمود بدر، مي كرم جبر، أميرة صابر، مارثا محروس، أميرة العادلي، مارسيل سمير، عمرو درويش، أحمد مقلد، عمرو يونس، هيام الطباخ، طارق الخولي، غادة علي، نشوى الشريف، رشا أبو شقرة، أحمد رمزي، علاء عصام، هادية السعيد، إيمان عبدالقادر، محمد إسماعيل، رحاب عبدالغني، خالد بدوي، ورشا فايز".