بالتفاصيل.. الموقف التنفيذى لتطوير العشوائيات والتخلص من المناطق الخطرة
عانت مصر على مدار عقود طويلة من العشوائيات، وشكل هذا الملف خطرًا كبيرًا على المجتمع، جراء عدم الالتزام بشروط الحيز العمراني، لتكون النتيجة هي افتقار وجود مجتمعات عمرانية آدمية يعيش فيها المواطنون، لتقرر الحكومة الحالية قبل بضع سنوات فتح هذا الملف والعمل على تطويره.
وقطعت الدولة شوطًا كبيرًا في ملف الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة، حيث وعدت الحكومة بالانتهاء من آفة العشوائيات بحلول 2030، من خلال توفير الإسكان الاجتماعي بالمدن الجديدة.
وتستعرض «الدستور» في التقرير التالي جانبًا من خطة الحكومة في ملف تطوير العشوائيات والتخلص من المناطق الخطرة، ورصدت عدد من مشروعات الإسكان التي نفذتها الدولة لإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة.
المحروسة «1 و2»
في منطقة النهضة على مساحة قُدرت بنحو 33 فدانًا أُقيم مشروع «المحروسة 1»، ويتكون من 128 عمارة تم تصميمها من خلال 4 نماذج معمارية، تضم نحو 3157 وحدة سكنية، بالإضافة إلى 84 محلًا تجاريًا، و39 وحدة إدارية بتلك العمارات، تضم 72 وحدة سكنية لضيافة المرأة المعيلة.
يضم المشروع عددًا من المباني الخدمية، تتمثل فى وجود 6 منافذ بيع، وحضانة للأطفال، ومركز طبي، ونقطة شرطة، ونقطة مطافئ، ومسجد، بالإضافة إلى منطقة ملاعب، وذلك لخدمة أهالي المنطقة وسعيًا للارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية.
أما مشروع «المحروسة 2»، فقد تم تنفيذه على مساحة 18 فدانًا بمنطقة النهضة، ويتكون من 65 عمارة صُممت على طراز 3 نماذج معمارية، وتضم تلك العمارات 1594 وحدة سكنية، 6 وحدات إدارية، فضلًا عن 72 وحدة سكنية تم تخصيصها لضيافة المرأة المعيلة.
كان الهدف من هذا المشروع هو استيعاب نحو 24 ألف نسمة من سكان منطقة أبورجيلة بترعة الطوارئ العشوائية غير الآمنة، والمصنفة تحت درجة الخطورة الثانية، وذلك بتكلفة تبلغ 600 مليون جنيه.
الأسمرات
تضمن تنفيذ مشروع الأسمرات أكثر من مرحلة إلى أن وصلت الحكومة إلى المحطة الثالثة منه، إذ يعد مشروع «الأسمرات 3» الكائن بالمقطم من أكبر مشروعات تطوير العشوائيات، الذي يضم قرابة 124 عمارة، تتكون من دور أرضي، و9 أدوار متكررة، وتضم كل عمارة 60 وحدة سكنية، و176 محلًا تجاريًا متنوع الاستخدام، وتم تنفيذه عام 2018.
المرحلة الثالثة من مشروع الأسمرات تكلفت نحو مليار و750 مليون جنيه، وهذه التكلفة لا تشمل سعر الأرض، ومكونة من 7400 وحدة سكنية جاهزة.
بشاير الخير
تجاوزت مشروعات تطوير العشوائيات حدود القاهرة الكبرى لتشمل محافظة الإسكندرية، حيث وضعت المحافظة بالتعاون مع صندوق تنمية العشوائيات والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خطة لتطوير مناطق عشوائية نتج عنها مشروع «بشاير الخير 1، 2».
مر «بشاير الخير»، بثلاث محطات مختلفة ضمت 3 مراحل، كان الهدف الأبرز منها تطوير أكثر المناطق خطورة مثل منطقة غيط العنب، وافتتح «بشاير الخير» في عام 2016، الذي يضمن إنشاء 24 عمارة بإجمالي 1632 وحدة سكنية، بتكلفة بلغت 532 مليون جنيه.
كما تم الانتهاء من مشروع إنشاء مدينة «بشاير الخير 2»، الذي شمل التطوير الحضاري لمنطقة غيط العنب العشوائية، وذلك بتكلفة 400 مليون جنيه؛ لإنشاء 18 بلوكًا وعمارة فردية بإجمالي 37 عمارة، تشمل 1870 وحدة سكنية، بها عدد من الخدمات والمحلات والمولات التجارية.
من ناحيته، أكد خالد صديق، المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، أن الدولة بصدد الانتهاء من مشروعات تطوير المناطق الأكثر خطرًا والغير الآمنة خلال العام الجاري، وتشمل 357 منطقة على مستوى الجمهورية، بإجمالي 240 ألف وحدة، حيث تم الانتهاء من 298 منطقة منها بتكلفة وصلت إلى 24.6 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن الدولة تسير على خطى ناجحة في ملف تطوير العشوائيات.
وأكد«صديق»، أن حوالي 40% من المناطق العمرانية في 230 مدينة مصرية بمساحة 160 ألف فدان غير آمنة وعشوائية، من إجمالي 417 ألف فدان، ويعيش في هذه المناطق غير المخططة حوالي 22 مليون مواطن.
وأوضح مدير صندوق تطوير العشوائيات أن الدولة تعمل على تطوير المناطق العشوائية أو غير الآمنة في مصر وفق خطة تطوير التجمعات السكنية الأكثر خطورة، وذلك عن طريق توفير مساكن بديلة آمنة للمواطنين في مناطق أخرى، لافتًا إلى أنه من المقرر الانتهاء من تطوير المناطق غير الآمنة في محافظة الإسكندرية منتصف العام الحالي، كما سيتم الانتهاء من جزء كبير من تطوير القاهرة التاريخية خلال العام المقبل.
وقُدرت عدد المناطق العشوائية غير الآمنة بنحو 351 منطقة، ربما تعد منطقة «الدويقة» أبرزها، لاسيما بعد حادث سقوط صخرة الدويقة عام 2008، وذلك بحسب إحصائية أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2016.