كيف كشف «الأمن» كواليس مقتل خليجية خلال 168 ساعة بالطالبية؟
168 ساعة قضاها رجال مباحث الجيزة في البحث والتحري وجمع الخيوط لكشف ملابسات مقتل سيدة مصرية تحمل الجنسية الإماراتية داخل شقتها بمنطقة الطالبية، وقاد تتبع الأدلة فريق البحث لحارس العقار الذي اختفى فور اكتشاف الجريمة والذي بدوره كشف عن باقي العصابة.
البواب المتهم يروي تفاصيل جريمته التي عاونه بها شقيقته وصديقه، مشيرا إلى أنه يفكر في تنفيذها منذ فترة فمع كل عام تعود فيه المجني عليها من دولة الإمارات لقضاء إجازتها السنوية مع أشقائها تنتابه الفكرة لرؤيته ثرائها الفاحش، وإغداقها عليه بالأموال طوال فترة تواجدها لقيامه على رعاية شقتها وتلبية احتياجاتها.
قال المتهم: "أختي عايشة معايا في العقار بس مفهم الناس إنها مراتي كنت استعين بيها عشان تنضف شقة الست الخليجية اللي بترجع كل فترة من الإمارات وبتديها فلوس كتير جدا"، وعن خطة الجريمة أوضح أنه كان يجلس برفقة شقيقته وصديقه وعرض عليهما ما يدور في ذهنه من سرقة شقة العجوز الثرية لما فيها من مجوهرات ومبالغ طائلة.
لاقت الفكرة إعجاب الشقيقة والصديق بل شجعه كلاهما على تنفيذها عندما لاحظا استغراقه في التفكير، ورددت شقيقته: "أخيرا هتلعب معانا ونخلص من الفقر"، لحظات من التفكير، وكانت الخطة كاملة، واتفقوا على توجه المتهمة إلى شقة المجني عليها بحجة تنظيفها كما اعتادت فيما يقوم الآخران بتتبعها والدخول إلى الشقة.
يوم الجريمة نفذت المتهمة جانبها من الخطة عندما طرقت باب الشقة وفتحته لها السيدة الثرية وسمحت لها بالدخول ولكنها خلال ثوان قليلة فوجئت بدخول البواب وشخص آخر غريب، وقبل أن تتساءل عن سبب تواجدهما بمنزلها قام الرجلان بتكميم فمها وتقييد يديها وقدميها وضربها أحدهما على رأسها بـ"طفاية" زجاجية، ما أدى لإصابته بجرح بالرأس ثم أطبق الآخر على رقبتها ما أدى لاختناقها ومقتلها.
كانت المتهمة متوقفة لمشاهدة الجريمة أثناء تنفيذها وفور إنتهاء الآخران من قتل المجني عليها بدأت رحلة البحث عن الكنز المنشود فجردا القتيلة من مصوغات ذهبية كانت ترتديها عبارة عن 3 "غوايش" وخاتمين وسلسلة ذهبية كبيرة الحجم "ما شاء الله" و4 هواتف محمولة، واستغرقت الجريمة قرابة 15 دقيقة.
فريق البحث كشف من خلال معاينة مسرح الجريمة عن وجود كاميرات مراقبة وضعتها المجني عليها داخل شقتها ولكن تم اكتشاف تعطل جهاز DVR الخاص بتسجيل مقاطع الفيديو، فعكف فريق البحث مستعينا بالتقنيات الحديثة التي نجحت في إعادة تشغيل الجهاز والإفصاح عما سجله؛ لترصد آخر من دخل إلى شقة المجني عليها من الباب "شابين وفتاة" ولكن لم تمتد الكاميرا لداخل الشقة.
تحريات مباحث الجيزة التي ترأسها اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث واللواء عاصم أبوالخير مدير المباحث الجنائية نجحت في تحديد هوية المتهمين من خلال فحص المترددين على المجني عليها، وآخر مشاهدات لمحيط العقار والشقة تم التوصل إلى قيام حارس العقار وآخرين بتنفيذ الجريمة.
وتم رصد دخولهم للعقار في وقت معاصر لتوقيت مقتل المجني عليها طبقا لما حدده الفحص الأولي للطب الشرعي، ونجحت قوة أمنية ترأسها المقدم إسلام السيد رئيس مباحث الطالبية من خلال عدة أكمنة ثابتة ومتحركة وعدة مأموريات على مدار أيام من الكشف عن مخبأ المتهمين بمنطقة الدويقة في شقة أحدهم وتبين قيامهم بإخفاء المسروقات بالمنزل ولم يقوموا ببيعها.
وتم اقتياد المتهمين إلى النيابة العامة التي وجهت لهم تهمتي القتل العمد والسرقة، وقررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، فيما تم اصطحابهم وسط حراسة أمنية مشددة إلى مسرح الحادث لتمثيل الجريمة أمام النيابة العامة.