سياسي لبناني لـ«الدستور»: تكليف «أديب» بتشكيل الحكومة مفاجىء
قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، إن تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة خلفا لحسان دياب أمر مفاجىء فهو شخصية سياسية غير معروقة للكثيرين.
وأوضح السياسي اللبناني في حوار خاص لـ«الدستور» أن هناك مخاوف من تدويل قضية لبنان ووضعها تحت الوصاية الدولية بسبب فساد وفشل النخبة السياسة الحاكمة على مدار عقود، وإلى نص الحوار:
* كيف ترون تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة الجديدة وهل سينجح في مهمته؟
تم تكليف الدكتور مصطفى أديب برئاسة الحكومة الجديدة في لبنان بشكل مفاجئ فهو غير معروف على الساحة السياسية اللبنانية، رغم أنه يملك مؤهلات علمية خاصة في المجال المالي والمصرفي وله علاقات دولية كسفير للبنان في ألمانيا منذ سبع سنوات، وحظي بمباركة فرنسية كونه عمل مدرسا في إحدى جامعات باريس.
* برأيك لماذا يوجد قبول لدى العديد من الأطراف السياسية بتكليف أديب لرئاسة الحكومة؟
معظم النواب الذين اختاروه في الاستشارات الملزمة لا تربطهم به أية معرفة وكل ما علم في هذا المجال هو أن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري اختاره ومعه ثلاثة رؤساء حكومة سابقين ووافق عليه الثنائي الشيعي وتيار رئيس الجمهورية وعدد من الأحزاب.
* ما أهم التحديات التي تنتظر رئيس الوزراء الجديد مصطفى أديب؟
تنتظر الرئيس أديب عدة مهام أولها سرعة تشكيل الحكومة الجديدة من أخصائيين مستقلين عن الطبقة السياسية، إذ أن حكومة رئيس الوزراء حسان دياب ضمت أخصائيين لكن غير مستقلين مما قيد حركة الحكومة السابقة بمواقف الأحزاب التي ينتمون إليها.
وثاني المهمات هو التزام الحكومة الجديدة ببرنامج زمني محدد لفرملة الانهيار المالي والاقتصادي وإعادة اعمار ما هدمه انفجار مرفأ بيروت، أما ثالث المهمات فهو إنجاز قانون انتخابات نيابية على أساس النسبية واعتماد الدائرة الواحدة سواء على صعيد لبنان أو المحافظة الواحدة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة خارج القيد الطائفي مع إنشاء مجلس شيوخ يطمئن الطوائف ويشارك في بت القرارات المصيرية حسبما ينص الدستور الوطني.
ولا شك أنها مهمات ثقيلة على الحكومة الجديدة القيام بها وهي تمثل الخيار الوحيد المتبقي للبنان وإلا فإن مقومات الدولة الوطنية اللبنانية ستكون في خطر وجودي.
* كيف ترون زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الثانية إلى لبنان؟ وما هي النتائج المتوقعة عن الزيارة؟
يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان ليستكمل مبادرته من أجل الإصلاح والتغيير وهو تحدث، كما وزير خارجيته جان لودريان، عن عواقب شديدة سيتعرض لها لبنان حال عدم السير في هذه المبادرة، وأبرزها اعتبار المجتمع الدولي أن الشعب اللبناني يحتاج إلى الحماية من الطبقة السياسية ما يفتح الطريق نحو تدويل المسألة اللبنانية، صحيح أن معظم أطياف الشعب اللبناني يرفض التدويل ويتمسك بالحل العربي الوطني للأزمة قياسا على كل التجارب اللبنانية السابقة التي لم ينفع فيها تقسيم أو تدويل واستطاع الحل العربي الوطني بقيادة القاهرة ومشاركة دول الخليج العربي ضمان وحدة لبنان واستقراره وأمنه وانتمائه العربي.
لكن إذا حصل التدويل فإن المسؤول الأول والأخير عن ذلك هو الطبقة الفاسدة التي تحالفت مع بعضها لتشكل سلطة حارمة مقابل شعب بأكمله أصبح محروم، وما بدل على ذلك هو مستندات مؤتمر باريس الثاني عام 2018 التي أظهرت بالوثائق أن الطبقة الحاكمة في لبنان منذ 32 سنة وحتى الآن أهدرت وتقاسمت ما قيمته 1700 مليار دولار طيلة هذه الفترة.
* أعلنت وزير وزيرة الجيوش الفرنسية عن إرسال فرقة عسكرية فرنسية جديدة الى بيروت مكونة من ٧٥٠ جندي.. كيف ترون هذه الخطوة وما أهدافها؟
لا شك أن إرسال المزيد من الجنود الفرنسيين ليلتحقوا بمن سبقهم إضافة إلى تواجد حاملات الطائرات الفرنسية والأميركية والبريطانية والروسية قبالة المياه الإقليمية اللبنانية مؤشر خطير على توجه معين نحو التدويل، ولذلك فإن خيارات لبنان باتت ضيقة جدا فإما الإصلاح وتغيير تسلط الفاسدين وإما مصيرا خطيرا ينتظر لبنان كدولة وشعب.