قصص جديدة لفتيات تعرضن للاعتداء الجنسى إحداها داخل مدرسة
قضايا ساخنة أثارت الجدل خلال الفترة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ما بين تعرض بعض الفتيات للتحرش الجنسي والآخر للاغتصاب، وسط قصص مؤلمة تحملها تفاصيل مختلفة، لكن النتيحة دائمًا تكون واحدة، جميعهن تعرضن للعنف الجسدي، ولم يستطعن استرداد أي من حقوقهن إلا كتابة كلمات تعبر عن المأساة التي تعرضن لها عبر رسائل مجهلة ليست لها هوية.
هنا في "الدستور"، رصدنا حكايات لعدد من الفتيات، اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي والاغتصاب، وظلت قصصهن مهجورة لا يعرف أحد عنها شيئا، ولاحقهن الذنب منذ وقت وقوع الحادث، شعورًا منهن بالتقصير في الدفاع عن أنفسهن سواء يوم الحادث أو الإبلاغ عنه بعد ذلك للجهات المعنية بالأمر.
القصة الأولى في هذا التقرير، وقعت منذ ثلاث سنوات داخل أحد الفصول المدرسية في محافظة الغربية، واضطرت صاحبتها لإخفاء الأمر تمامًا عن ذويها، ولم تتقدم بأي بلاغات رسمية ضد المدرس الذي تحرش بها، لكنها لم تفعل ذلك خوفًا من الوصم المجتمعي فهي مدركة أن ما حدث ليس لها دخل به.
"لما جرس الفسحة ضرب طلب مني المدرس أفضل في الفصل عشان يشرحلي حاجات كنت حليتها غلط في الواجب"، تحكي "سارة" (اسم مستعار)، الفتاة العشرينية، المشهد المؤلم الذي عاشته في مرحلة الثانوية العامة، حين استفرد بها مدرس اللغة الأجنبية، وأغلق باب الفصل ليستفرد بها بعيدًا عن أعين الناس.
لم يستطع المدرس حينها السيطرة على رغباته الجنسية، ولم يفكر في شيء سوى الانقضاض على الفتاة الصغيرة لحظة انفراده بها داخل الفصل، بل حاول أيضًا تجريدها من ملابسها بعد أن لمست يداه أجزاء من جسدها، وسط خوف شديد من الفتاة، لم تعرف وقتها ماذا تفعل، ولم تستطع مقاومته بالشكل الكافي، كونها كانت قلقة للغاية من انتشار الخبر في المدرسة.
وبمجرد أن قرر المدرس نزع ملابسها، سرعان ما انفجرت في البكاء لتسقط على الفور مغشيًا عليها، إثر الصدمة التي تعرضت لها حين شعرت بأنها على وشك فقدان عذريتها في أي لحظة، وعندما استفاقت وجدت رواية لم تستطع أن تكذبها، حين ادعى المدرس أن الفتاة كانت تعاني من ألم شديد في جسدها جعلها تفقد الوعي.
تستكمل "سارة"، التي حافظ "الدستور" على اسمها، حديثها معبرة عن لحظات الندم والشعور بالذنب عن صمتها الذي أجبرت عليه، بعد أن ابتزها المدرس بنشر فضيحتها في جميع أركان المدرسة، بل هددها أيضًا بمستقبلها الدراسي ووجودها في المدرسة.
توجهنا بعد ذلك إلى إحدى عيادات التحرش الجنسي في مصر، وطلبنا من أحد الأطباء بداخلها أن يوصلنا بضحية من ضحايا الاغتصاب اللاتي لم يستطعن الإفصاح عما تعرضن له، وبالفعل لم يتردد الطبيب في مشاورة إحدى الحالات المتابعة معه، واستجابت بالفعل لتحكي لنا تفاصيل ما حدث لها، لكنها أصرت على إخفاء هويتها خوفًا من الوصم المجتمعي.
واقعة أخرى لا تقل دناوة وانحطاطا عما قبلها، فالحادث هذه المرة كان لفتاة تعمل كمربية أطفال، لم تستطع الحصول على عمل آخر، بهدف توفير المال لأشقائها الصغار بعد أن تركهم والدهم يواجهون الحياة بمفردهم، وفي هذا الحين عملت الفتاة لمدة شهرين كاملين داخل منزل في المهندسين، ولم يحدث شيء مريب من قبل رجل البيت حتى جاءت الفرصة له وانفرد بالفتاة في أحد الأيام.
في صباح يوم الواقعة، وصلت الفتاة المنزل الذي تعمل به، إذ فوجئت بعدم وجود والدة الطفل المسئولة عن تربيته، والذي لم يكمل عمره حينها عاما واحدا فقط، وفي هذا الوقت لاحظت تواجد الرجل في المنزل وعدم ذهابه إلى العمل، مدعيًا أنه يعاني من مرض شديد ويشترط مكوثه في السرير.
مرت ساعة من لحظة وصولها، لتستقبل أول طلب من الرجل الذي استغل غياب زوجته من البيت، وانقض على الفتاة حين دخلت إلى غرفته لتعطيه ما طلب من طعام ومياه، لم تستطع الفتاة الدفاع عن نفسها كونه كان مفتول العضلات وجردها من ملابسها بكل سهولة.
كان يعلم الرجل ما هو على وشك فعله مع الضحية، واتضح أنه جهز شريطا لاصقا ليضعه على فمها حتى لا يسمع أحد صراخها بعد الهجوم عليها، وبالفعل ارتكب المغتصب جريمته بكل هدوء دون أن يلاحظ أحد، وبعد استفاقة الفتاة من الحادث طردها من منزله، وأبلغها أن في حالة تقدمها بأي شكوى ضده سيبلغ الجهات الأمنية أنها سرقت أغراضه من المنزل.
خافت الفتاة من الوصم المجتمعي الذي سيلاحقها في حالة تقدمها ببلاغ ضده، وهي تعلم جيدًا أنها لم تستطع إثبات هذه الجريمة عليه، فقد اغتصبها المجرم بطريقة كلية، لكنها اختارت عدم الدخول في حرب لا تعلم مصيرها، وحاولت الحفاظ على أشقائها الصغار بعيدًا عن المشاكل والفضائح الأخلاقية، وما زالت تخضع للعلاج النفسي من هذه الجريمة البشعة التي تلاحقها ذكراها حتى وقتنا هذا.