«الأمور تغيرت فى 2013».. سر إصرار أردوغان على عودة الإمبراطورية العثمانية
كشفت مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية، تفاصيل وأسرار إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عودة الإمبراطورية العثمانية، حيث ينظر جزء كبير من الأتراك إلى تحويل آيا صوفيا إلى مسجد كجزء من جهود أردوغان المبذولة لاستعادة تاريخ بلادهم.
وقالت المجلة إن الكثير تم نشره عن الأسباب المباشرة وراء تحرك أردوغان لتغيير هوية آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، في حين أن عوامل مثل بحث أردوغان عن تحركات شعبوية لدعم شعبيته المتدهورة بسبب عدم الكفاءة الاقتصادية، فإن الهبوط السريع لليرة، وزيادة البطالة، وأسلوبه الاستبدادي في الحكم، تساعد في تفسير توقيت هذا الإجراء، لكنها لا تلقي الضوء عليها.
وتابعت أن الأتراك هم الورثة الحقيقيون للإمبراطورية العثمانية، فسرعان ما محا الأتراك جهود أتاتورك لإزالة البقايا العثمانية من نفوس الأتراك، وهو ما تظهره الشعبية الهائلة للأفلام التركية ذات الموضوعات والمسلسلات العثمانية، والتي تشهد على صحة هذا التأكيد.
وأضافت أن هذه المشاعر قد تنامت مع انتخاب حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان في مطلع القرن الحالي، ووصوله إلى السلطة وافتخاره بماضيه التركي العثماني وتحديدًا عام 2002، وقلل بشكل كبير من تأثير الضباط العسكريين العلمانيين الذين اعتبروا أنفسهم حامي الأيديولوجية الكمالية في الحياة السياسية للبلاد.
وأشارت إلى أن الأمر كان بمثابة تحالف من سكان الأناضول الملتزمين دينيًا والعناصر الليبرالية المناهضة للاستبداد في المناطق الساحلية، هو الذي أوصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة وساعد في تفكيك هيكل السلطة الاستبدادي الكمالي الذي يهيمن عليه الجيش في البلاد.
وأوضحت أن الأمور تغيرت بعد عام 2013، وأصبح القطاع العريض من الشعب، وخصوصًا النخبة الليبرالية محبطة للغاية من الميول الاستبدادية لأردوغان ووضوح معالم خطته واعتماده على الإخوان والمتطرفين، ليكون الخليفة العثماني الجديد.
وأكدت المجلة أنه على الرغم من انهيار الشعبية العثمانية وأردوغان إلا أنه ما زال يبحث عن مجده الضائع في تاريخ العثمانيين، فهم الطريق الوحيد له لإخضاع العرب لحكمه مرة أخرى.