الكاثوليكية تحتفل بعيد صعود جسد العذراء.. تعرف على القصة
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر، اليوم السبت، بذكرى صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء.
وقال الأب وليم سعيد عبدالمسيح الفرنسيسكاني: بدأ الاحتفال بالعيد فـى الشرق منذ القرن الخامس الـميلادي، فبعد صعود السيد المسيح أرسل إلى أمه مريم العذراء ملاكًا يحمل إليها خبر انتقالها، فطلبت أن يجتمع إليها الرسل، فأمر المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم، حيث كانوا متفرقين يكرزون بالإنجيل.
وأضاف: "بمعجزة إلهية وجدوا جميعًا فى لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما الرسول الذى كان يكرز فى الهند وكان عدم حضوره إلى الجثمانية لحكمة إلهية، وفرحت العذراء قالت إنه قد حان زمان انتقالها، وبعدما عزَتهم وودعتهم حضر إليها ابنها وسيدها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة القديسين فأسلمت روحها الطاهرة بين يديه المقدستين ورفعها الرسل ووضعوها فى التابوت وهم يرتلون والملائكة أيضًا غير المنظورين يرتلون معهم".
وتابع: "لمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها، كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا المكان إلا بعد انقطاع صوت التسابيح ورائحة البخور أيضًا، وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر إلى السماء محمولًا بواسطة الملائكة، وكان القديس توما في الهند، وكما قلنا لحكمة إلهية– لم يحضر انتقال السيدة العذراء من أرضنا الفانية– ولكن سحابة حملته لملاقاة جسد القديسة مريم فى الهواء. وسمع أحد الملائكة يقول له "تقدم وتبَارك من جسد كلية الطهر، ففعل كما أمره الملاك"، ثم ارتفع الجسد إلى السماء ثم أعادته السحابة إلى الهند".
وأكمل: "فكَــر القديس توما أن يذهب إلى أورشليم لمقابلة باقى الرسل فأعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء، فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد، قائلا: "إنه توما الذى لم يؤمن بقيامة السيد المسيح إلا بعد أن وضع يديه فى آثار المسامير"، فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان فحزنوا جدًّا، ظانين أن اليهود قد جاءوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم "بل رأيت جسد العذراء الطاهرة محمولًا بين أيدى الملائكة"، فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث اذ انقطعت فيه التسابيح ورائحة البخور فقرروا جميعًا أن يصوموا واستمر الصيام لمدة أسبوعين، وهو الصوم المعروف بصوم العذراء رافعين الصلاة والطلبات لله أن يمنحهم بركة مشاهدة هذا الصعود لجسدها إلى السماء، فحقق الرب طلبتهم، وأعلمهم أن الجسد محفوظ تحت شجرة الحياة فى الفردوس لأن الجسد الذى حمل الله الكلمة تسعة أشهر وأخذ جسده أي ناسوته من جسدها لا يجب أن يبقى فى التراب ويتحلل ويكون عرضة للفساد".
واستطرد: "لقد ظهر من القبر الذي كانت قد وضعت فيه عجائب ذاع خبرها، مما أذهل اليهود الذين اجتمعوا وقرروا حرق الجسد الطاهر، فلما فتحوا القبر لم يجدوا فيه إلا بخورًا عطرًا يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وانصرف مشايخهم خائبين.. وأعلن البابا بيوس الثاني عشر في الأول من شهر نوفمبر عام 1950م، في رسالته البابوية "إن والدة الإله المنزهة عن كل عيب مريم الدائمة البتولية، بعد أن أنهت مجرى حياتها الأرضية رفعت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي".