«تركيا تترنّح».. الليرة التركية ستواصل انخفاضها
انخفضت قيمة الليرة التركية بصورة كبيرة منذ مطلع العام الجاري، حيث سجلت مؤخرًا أضعف مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار، ولكن المحللين يشيرون إلى أن المخاطر لا تزال قائمة ومن المتوقع أن تواصل الليرة الهبوط إلى أبعد ما يكون.
وكانت تحركات السياسة النقدية والمالية غير التقليدية في تركيا وتقلص استقلالية البنك المركزي «TCMB»، محور الأزمة وزادت من انخفاض الليرة التركية، وفقًا لتقرير لقناة «سي إن بي سي» العالمية.
وتدخلت الحكومة التركية منذ فترة طويلة لتحقيق الاستقرار في العملة، لكنها تواجه الآن فجوة تمويل خارجية، ومحدودية الاحتياطيات، وتوقعات تضخم متدهورة، وارتفاع الودائع بالعملة الأجنبية محليًا، وكلها من المتوقع أن تمارس مزيدًا من الضغط الهبوطي.
من جانبه، رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لـ3 أشهر لكل من الدولار والليرة إلى 7.75، مشيرًا إلى أن الاتجاه المتوسط وطويل الأجل سيعتمد على مسار السياسة.
وعلى الرغم من اتخاذ البنك المركزي التركي بعض الإجراءات لتشديد السيولة، إلا أنه لم يكن هناك تعديل لسياسة النظام التركي التي تدار بشكل سلبي، مما يزيد من مخاطر أن صانعي السياسة يمكن أن ينتظروا حتى يزداد الضغط على الليرة قبل رفع أسعار الفائدة بشكل جدي، وفقًا لما قاله رئيس الصرف الأجنبي كاماكشيا تريفيدي، في مذكرة يوم أمس الخميس.
كما أوضح محللو بنك جولدمان أن التمركز الأجنبي في الأصول المحلية التركية أقل بكثير الآن مما كان عليه في 2018.
وفي السياق نفسه، قال تيموثي آش، كبير المحللين الاستراتيجيين في الأسواق الناشئة في «BlueBay Asset Management»: "إن الانخفاض الأخير في قيمة الليرة يظهر اعترافًا بأن الدفاع الصارم عن الليرة حول المستوى 6.85، في محاولة لتقديم صورة عن الاستقرار ووقف انخفاض الليرة قد فشل.
وأضاف آش: "لقد فجروا 65 مليار دولار للدفاع عن الليرة، ولم يكن هناك فائدة تذكر لأنهم يقبلون الآن أن عليهم ترك الليرة تنخفض لموازنة متطلبات التمويل الخارجي".
ويرى المحللون على نطاق واسع أن رفع سعر الفائدة ضروري لوقف النزيف، لكن معارضة أردوغان القوية قد تكون نقطة شائكة.