«الدستور» تحصد المركز الأول في تغطية الصحف لانتخابات «الشيوخ»

أصدر ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان بالتعاون مع التحالف المصري لحقوق الإنسان والتنمية تقريرًا حول تقييم أداء الصحف لانتخابات مجلس الشيوخ 2020 تحت عنوان "الغرفة الثانية من شرفة الصحافة" وذلك خلال الفترة من 11 يوليو 2020 وحتى 8 أغسطس 2020، وهي الفترة من بداية فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ 2020 وما تضمنته بعد ذلك من فترة تقديم الطعون الانتخابية والفصل فيها".

وجاءت الإجراءات المنهجية لتحليل المضمون بعد تحديد إشكالية البحث، والتي تتمثل في: "تقييم أداء التغطية الصحفية لانتخابات مجلس الشيوخ" وجاء التصنيف كالآتي:

حصلت مؤسسة "الدستور" للصحافة والنشر على المركز الأول فى أفضل تغطية للغرفة الثانية حتى الآن، ثم المصري اليو، واليوم السابع والشروق، والوطن، شركة المستقبل للنشر والتوزيع والصحافة، والبوابة نيوز، المركز العربي للبحوث والدراسات.

وحدد التقرير الإطار الزمني للدراسة والتى كانت في الفترة من 11 يوليو 2020 وحتى 8 أغسطس 2020، وهي الفترة من بداية فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ 2020 وما تضمنته بعد ذلك من فترة تقديم الطعون الانتخابية والفصل فيها.

كما حدد التقرير بعدد من الحدود، هي:

• يتحدد التقرير بحدود الأهداف التي تسعى وراء التحقق منها، وكذلك بحدود موضوعها فهي لا تخرج عن "تقييم أداء التغطية الصحفية لانتخابات مجلس الشيوخ 2020 ".

• يُجرى التقرير على (6) صحف، وبالتالي فبقية الصحف تقع خارج نطاق التقرير الحالية.

• كما يتحدد التقرير بحدود العينة، وبالتالي فالنتائج التي يصل إليها التقرير الحالي يمكن أن تمدنا بمؤشرات عامة عن التغطية الصحفية للعملية الانتخابية، تُمكّننا من تحقيق نوع من الفهم، الذي يساعد على تقييم أداء الصحافة بشيء من الموضوعية، وهي بطبيعة الحال نتائج يمكن الاستناد إليها عند إجراء دراسات أخرى.

• وكذلك تتحدد الدراسة بمجال زمني محدد له ظروفه وطابعه الخاص والمميز له، مما يُبرز أهمية مواصلة القيام بدراسات أخرى في هذا المجال نظرًا لكون الظروف التي أُجريت الدراسة في ظلها عرضة للتغيير المستمر.


وشمل التقرير النتائج الخاصة بالصحف من ناحية:

( أ ) أشكال المواد المنشورة حول الانتخابات

أظهرت النتائج المبدئية لعملية تحليل المضامين التي تم نشرها في الصحف الخاضعة للتحليل زيادة اعتماد هذه النوعية من الصحف على الخبر كشكل من أشكال المعالجة الصحفية للمضامين المتعلقة بالانتخابات، حيث بلغت نسبة الاعتماد عليه ( 46.2%)، أما أقل الأشكال الصحفية فكان بريد القراء، وكان أكثر الصحف اهتمامًا بالخبر الصحفي: صحيفة "الدستور"، إذ استحوذ الشكل الصحفي على ما نسبته (61.8%) من إجمالي تغطيتها لشأن الانتخابات، تليها صحيفة المصري اليوم بنسبة متقاربة منها إذ وصلت (61.1%) ثم اليوم السابع (59.5%) ثم الشروق، بنسبة (54.2%)، وموقع الوطن بنسبة (48.1%) لتأتي صحيفة البوابة نيوز في الترتيب الأخير بنسبة (38.2%).

( ب ) القضية الرئيسية للمضمون الصحفي

ثبت من التحليل المبدئي تركيز التغطية الصحفية للصحف على تقديم المضامين المتعلقة بالمرشحين بصفة عامة بنسبة بلغت ( 53.9 % ) من إجمالي تغطية القضايا الرئيسية للمضامين الصحفية المتعلقة بالانتخابات، وفي الترتيب الثاني جاء التركيز على الأحزاب وبرامجها في سير العملية الانتخابية، وكانت أكثر الصحف عرضًا للمضمون الذي يتناول المرشحين المصري اليوم حيث بلغت نسبة المضامين المتعلقة بالمرشحين ( 54.4 % ) من إجمالي تغطيتها للانتخابات.

( ج ) وسائل الإبراز المستخدمة

أشارت النتائج أيضًا إلى أن أكثر أنواع العناوين استخدامًا كانت العناوين الممتدة لتصل النسبة إلى ( 83.2 % )، وتراجع الاعتماد على العناوين العريضة (المانشيت) إلى ( 5.8 % ) من إجمالي العناوين المستخدمة في المعالجة الإعلامية للانتخابات.

أما فيما يخص الصورة، فنجد تزايد الاعتماد على الصور الموضوعية حيث بلغت نسبتها ( 70.3 % ) من إجمالي الصور التي تم نشرها في الصحف التي خضعت للتحليل، وذلك في مقابل ( 29.7 % ) للصور الشخصية، مما يشير إلى توافر نوع من الموضوعية في التغطية وكذلك إلى تمتع هذه النوعية من الصحف بنوع من الحرية في التعبير.

( د ) مصدر المادة الصحفية والانتماء الحزبي للشخصيات المحورية في التغطية

كشفت النتائج المبدئية أن الصحفي كان هو المصدر الأكثر شيوعًا بين مصادر المضمون الصحفي المنشور عن الانتخابات بنسبة بلغت ( 72.0 % )، بينما كان المصدر التشريعي هو أقل المصادر في الاعتماد عليه كمصدر من مصادر المادة الصحفية بنسبة تصل إلى (3.9%)، وتصدرت صحيفة "الدستور" صحف التحليل في نسب الاعتماد على الصحفي لتصل إلى ( 80.4 % ) مما يشير إلى عدم اهتمام الصحيفة بالتنويع في مصادر المادة الصحفية، وهو ما يشير إلى قدر الثقة التي تمنحها هذه النوعية من الصحف لمحرريها الصحفيين الذين سيلتزمون بطبيعة الحال بسياسة الصحيفة، وبالتالي فلم تترك هذه النوعية من الصحف المساحة المفترض توافرها في التعبير الحر عن الآراء، ويدل على قدر الحذر في التعامل مع القضايا المتعلقة بالمشاركة في العمل السياسي.


( هـ ) اتجاه التغطية نحو العملية الانتخابية

كنتيجة لتوافر نوع من التوازن في عرض وتغطية الأخبار المتعلقة بالمرشحين على اختلاف انتماءاتهم الحزبية وتوجهاتهم الفكرية، واتساقًا ما سبق التوصل إلية آنفًا، ثبت أن الاتجاه نحو العملية الانتخابية كان محايدًا، حيث بلغت نسبة الاتجاه نحو حزب مستقبل وطن (46.2 %)، وذلك في مقابل ( 32.4 % ) لباقي المرشحين، كما ثبت أن أكثر المواقع الصحفية حيادًا هي صحيفة المصري اليوم، بينما كان موقع البوابة نيوز هو الأقل حيادًا، وبالتالي يمكننا أن نقول أن التغطية الصحفية الخاصة بالانتخابات في الصحف قد اتسمت بالحياد وتوافر قدر كبير من الموضوعية.

( و) أساليب الإقناع المستخدمة في التغطية

أبرزت النتائج غلبة أسلوب الاعتماد على التقارير كأسلوب للإقناع بأحد وجهات النظر، حيث بلغت نسبة الاعتماد على هذا الأسلوب ( 54.2 % )، مقابل (25.0%) لأسلوب عرض وجهتي النظر، و( 20.8 % ) عرض وجهة نظر واحدة سواء ( مؤيد لحزب مستقبل وطن أو باقي المرشحين )، وكانت "الدستور" هي الأكثر اعتمادًا على التقارير بنسبة بلغت ( 71.7 % ) من إجمالي المعالجة، بينما كانت جريدة البوابة هي الأقل اعتمادًا على هذا الأسلوب حيث بلغت النسبة ( 7.4 % )، كما أظهرت النتائج أن صحيفة الشروق كانت أكثر صحف التحليل استخدامًا لأسلوب عرض وجهة نظر، وبالتالي فهذه النتائج تعكس أن ان هذه الصحف ليست كلها صحف صفراء قائمة على عنصر الإثارة والتحيز.

( ز ) نوع الإطار المستخدم في التغطية

أشارت النتائج الخاصة بتحليل مضمون الصحف محل البحث أن أكثر الأُطر الإعلامية استخدامًا كان الإطار التشريعي والذي يعتمد على عرض وجهات النظر القانونية في العملية الانتخابية وذلك بنسبة بلغت (33.0 %)، وكان أقل هذه الأُطر هو الإطار الإنساني الذي يعتمد على الخدمات التي يقوم المرشحين بتقديمها بنسبة ( 1.0 % )، وكانت أكثر الصحف استخدامًا للإطار التشريعي صحيفة المصري اليوم، حيث بلغت نسبة استخدام هذا الإطار ( 31.4 % ) في مقابل ( 15.5 % ) بصحيفة الدستور، وتعكس هذه النتيجة مدى اهتمام وتركيز الصحافة بتعريف جماهير قرائها بالأسس القانونية للعملية الانتخابية، وبيان حقهم الدستوري في التصويت، كما أنه من الممكن إرجاع سيطرة الإطار التشريعي على معالجات الصحف لهذه الانتخابات من خصوصية، حيث أنها:

• أول انتخابات تجرى بعد التعديلات على الدستور المصري في 2019.

• اكتسب مجلس الشيوخ أهمية مغايرة عن ذي قبل، وذلك من حيث أهميته في الحد من هيمنة واندفاع الغرفة الأولى قصد مراقبتها والتحكم في توجهاتها، من حيث تليين النزاعات بين الغرفة الأولى والحكومة، وتليين الديناميكية الديمقراطية بالغرفة الأولى. وكذلك في بناء منظومة تمثيلية تؤمّن توازنًا أفضل في ممارسة السلطة والمراقبة ونجاح الوظيفة التشريعية من حيث ضمان العمل لمجلس هادئ ومتوازن.