التحقيقات مع المتهمين في انقلاب 2016 تكشف تورط «أردوغان» في افتعاله
عززت التحقيقات مع المتهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب المزعوم ضد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عام 2016، ما كشفته المعارضة التركية حول تدبير الديكتاتور لتلك المحاولة الفاشلة لكسب تعاطف شعبه.
تورط إردوغان
نقل موقع "نورديك مونيتور" السويدي، أمس الاثنين، عن أحد جنود الجيش، والمتهم بالمشاركة في محاولة الانقلاب المزعوم، تصريحات صادمة خلال محاكمته، مشيرا إلى أن أوامر صدرت لهم بضرورة التصدي لتنظيم داعش.
ونشر الموقع السويدي، مقطع فيديو خلال جلسة محاكمة العسكري التركي رقيب أول دوغان أكتاش، المتهم بالمشاركة في الانقلاب، كشف فيه المؤامرة المنصوبة للجنود الذين أرسلوا إلى مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون تي آر تي ليلة المحاولة.
وقال أكتاش خلال المحاكمة: "تعرضنا للخديعة والتوريط، قالوا لنا: "سيحدث هجوم إرهابي من قبل داعش سيداهموا هيئة الإذاعة والتلفزيون للاستحواذ على البث ولو 5 دقائق. بالتأكيد يجب علينا ألا نسمح لهم بذلك أبدًا"، مبينًا أن طائرات مروحية عسكرية أطلقت النيران على الجنود في ليلة الانقلاب.
وأشار المتهم إلى أنه كان من الواضح أن هناك شيئا مغلوطا، مضيفًا: "حيث لم يأتِ لمساعدتنا أي من الجنود ولا الشرطة. ولم نكن نعلم أن هناك شرطيين مدنيين اختفوا بين صفوف المواطنين المدنيين. لقد أرسلوا ثلاثة جنود لمرافقتي في المهمة، لكني لم أكن أعرف أيا منهم، لم أرهم لا في وحدتنا ولا في طابورنا ولا في فوجنا".
ووفقا للمعارضة التركية، فإن شهادة الجندي التركي تعزز وصف المعارضة للانقلاب الفاشل الذي تمر ذكراه الرابعة هذا الأسبوع، بأنه انقلاب مدبر من قبل أردوغان وكبار قادة الجيش.
إحراج الديكتاتور
من جانبه وجه المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب الجمهوري المعارض فائق أوزتراك أسئلة، مطالبا بأن يجيب عليها أردوغان، قائلا: "ماذا كنت تفعل في بلدة مرمريس (منتجع جنوب البلاد) قبيل الانقلاب؟ لماذا كانت طائراتك ومروحياتك في وضع الاستعداد في ذلك الوقت. هل حصلتَ على معلومات استخباراتية مسبقة؟ متى صعدت إلى الطائرة".
تساءل البرلماني من حزب الشعب الجمهوري يأتي تعليقا على ما قاله أردوغان سابقا إنه أمر بإعداد ثلاث طائرات في ثلاثة مطارات مختلفة ليلة الانقلاب؛ للتشويه على العسكريين الانقلابيين أثناء الانتقال من بلدة مرمريس التي كان يبيت فيها حينها إلى مدينة إسطنبول، في حين زعم صهره وزير الموارد الطبيعية، آنذاك، برات ألبيراق أن أربع طائرات مختلفة كانت بانتظار أردوغان خارج مدينة إسطنبول.
ومن المؤشرات على تورط أردوغان في تدبير الانقلاب، هي أن السلطة الحاكمة في البلاد لا تقدم للمجتمع التركي والدولي رواية متماسكة ومنطقية عن أحداث الانقلاب، كذلك لا تسمح للباحثين والصحفيين بالبحث والتدقيق فيها والكشف عن ملابساتها.