رغم ارتفاع الإصابات.. وفيات كورونا تتراجع في أمريكا
تفاوتت نسب الإصابات بفيروس كورونا المستجد " كوفيد-19" في الولايات المتحدة الأمريكية مع نسب حالات الوفاة، ففي الوقت الذي تسجل فيه الولايات المتحدة أرقامًا قياسية جديدة من الإصابات لا يوجد ارتفاع كبير في حالات الوفاة.
وسببت الزيادة في أعداد الإصابات على مدار الأسابيع الماضية، حالة من القلق المتزايد من انهيار المستشفيات والأنظمة الصحية مرة أخرى، والخوف من انتظار كارثة في ارتفاع عدد الوفيات، وعلى الرغم من كل ذلك، تتجه أعداد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء البلاد إلى الانخفاض، حتى مع ارتفاع عدد الإصابات إلى مستويات لم تشهدها البلاد من قبل.
وفي السياق نفسه، يشعر الأمريكيون الذين ينتظرون عودة الحياة إلى وضعها الطبيعي بالإحباط المتزايد من الإجراءات الاحترازية التي لا زالت قائمة مثل التباعد الاجتماعي، والالتزام بالقناع الطبي، رغم أن الأزمة بدأت حدتها في الانحدار.
من جانبها، تحدثت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إلى الخبراء الذين شرحوا كيف أن قرار إعادة فتح البلاد، وزيادة الشباب الذين يصابون بالفيروس والتغييرات في معايير الاختبار في الولايات المتحدة، قد تكون كل هذه الأسباب من العوامل التي أدت إلى تأخر ارتفاع عدد الوفيات على المستوى الوطني.
وذكرت الصحيفة أن معدل الإصابة في الولايات المتحدة سجل أرقامًا قياسية لمدة 7 أيام للحالات الجديدة في اليوم، لما يقرب من 30 يومًا متتاليًا، ويرى الخبراء أن معادلة حساب التفاوت بين الإصابات ووفيات فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة تعتبر معقدة، فمع تسجيل البلاد أكثر من 3 ملايين إصابة، تجاوز عدد الوفيات حاجز 130 ألف وفاة هذا الإسبوع، مع استمرار عدد الوفيات يوميا في جميع أنحاء البلاد في التضاؤل.
على صعيد متصل، قال الدكتور أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة: "ربما نشهد تأخيرا في عدد الوفيات، لذا كونوا حذرين، فمع مرور الأسابيع قد نشهد تصاعدًا في عدد الوفيات".
على الجانب الآخر، أوضح الدكتور مارم كيلباتريك، عالم الأحياء التطوري في جامعة كاليفورنيا، أن انخفاض معدل حالات الوفاة يعتمد على عدد من العوامل التي تغير الكثير منها في الأسابيع الأخيرة، وتابع: يقدر الوقت بين الإصابة بالفيروس والوفاة بحوالي 4 أسابيع وليس أسبوعين، كما أن هناك تأخيرا في الحصول على نتائج الاختبار، والتي يتراوح متوسطها حاليًا بين 5 و8 أيام.
وأشار " كيلباتريك" إلى أن ولايات أريزونا، وفلوريدا، وتكساس تشهد زيادات حادة ومخيفة في أعداد الحالات، وأوضح لصحيفة ديلي ميل أنه لطالما كان التعامل مع الفيروس أمرًا صعبًا، بسبب التأخير في الإبلاغ من المستشفيات إلى المقاطعات، ومن المقاطعات إلى الولايات، والولايات إلى المستوى الفيدرالي، مما أضاف تأخيرات إدارية إلى الحالات الوبائية.
وحذر الخبراء من أن هذا قد يكون مؤشرًا على أن عدد الوفيات قد يرتفع بشكل حاد في الأسابيع المقبلة، وأكدوا على أنه لا يوجد دليل جوهري يشير إلى أن الفيروس أصبح أضعف، على الرغم من أن علاج "ريدميسفير" قد يساعد في الحد من مخاطر وفاة بعض المرضى، إلا أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد لقاح قادر على تغيير مجريات الأحداث.