عميد أصول الدين: خوارج العصر يروجون مفهوم الخلافة لأغراض سياسية
قال الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن تداول الجماعات الإرهابية لمفهوم "الخلافة " يتم لأغراض سياسية ودنيوية، وأن محاولة فرض هذا الفكر علي الناس يترتب عليه إراقة دماء المسلمين، والقتل المستمر بين الذين يحكمون بهذه الخلافة المتوهمة وبين بقية دول المسلمين التي لا يمكنها تحقيق هذه الأحكام.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها اليوم بعنوان " مفاهيم مغلوطة حول الخلافة "، ضمن فعاليات الدورة التدريبية التي تعقدها المنظمة لعدد من أئمة الصومال والهند، عبر "الفيديو كونفرانس" تماشيا مع الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".
وأكد عميد كلية أصول الدين أن الآيات القرآنية ُحذرت من هذا الفعل وجرمت فاعله واعتبرت أن هؤلاء "خوارج" من البغاة والمجرمين والمفسدين في الأرض مصداقا لقوله تعالى " إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ".
وأضاف أن هناك أيضًا العديد من الأحاديث الشريفة التي تصدت لهذا الفكر التكفيري، وهذا الفساد الاجتماعي الخطير مدللًا بقوله صلى الله عليه وسلم: "من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة، فقتل فقتلة جاهلية".
وأشار "العواري" إلي أن تداول وترويج هذه الأفكار المغلوطة المزعومة من قبل جماعات التطرف والإرهاب، ترتب عليه ارتباك في المشهد وأزمات سياسية طاحنة، وصراعات أمنية مفزعة، ومعارك فكرية اكتوي بنيرانها دول الشرق الإسلامي.
وفي الختام أوصى الأئمة بتحذير المجتمع وخاصة الشباب، حتى لا يغرر به من فكر هذه الجماعات التكفيرية التي تمثل أكبر خطر على الإسلام، حيث شوهت صورة الإسلام السمحة، وأساءت إلى حقائقه الناصعة وأظهرته بصورة غير صورته الصحيحة، مضيفًا أنهم بزعمهم وترويج فكرة "الخلافة" وأخذ البيعة، يفرقون الجماعة ويشقون عصا الطاعة.