«الروم الأرثوذكس» ترصد تاريخ الدير الأحمر بسوهاج (صور)
قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، المتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، إن الدير الأحمر يحمل اسم قديس مصريً يدعى أبا بيشاي.
ويقع الدير 12 كم غرب مدينة سوهاج في مصر العليا (الصعيد)، وعلى بعد حوالى 4 كم شمال غرب الدير الأبيض، وسُمي الدير بالأحمر؛ لأن لون مواد بناء الجدران الخارجية من الطوب الأحمر (المحروق)، وهي أكثر سمكًا عند القاعدة منها عند القمة، وهو يشبه في شكله المعماري الدير الأبيض، وعلى الأرجح يعود تاريخ بنائهما إلى نفس الفترة (ربما القرن الخامس الميلادي).
أضاف نيقولا، في بيان رسمي عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن تاريخ تأسيس الدير الأحمر كتجمع رهباني غير معروف ويعتقد أنه تم تأسيسه في القرن الرابع الميلادي نحو عام ٣٥٠م، من قبل الراهب المصري أبا بيشاي، أبا بيشوي (Pshoi) أو أبا بيسوي (Psoi).
كان أبا بيشاي معاصرًا لأبا بيجول (Pcol) مؤسس ورئيس دير الأبيض لفترة تناهز الثمانين عامًا، والذي تنيح عام ٤٦٥م أو ٤٦٦م، وبدأ أبا بشاى كراهب متوحد، ثم عندما صار له تلاميذ، أسس تجمع الرهباني، ثم تطور مجموعة من الرهبان المتوحدين الانفراديين إلى شركة رهبانية الشركةفي دير، والذي يعرف الآن باسم الدير الأحمر الذي صار منذ أواخر القرن الرابع جزءًا من تجمع اتحاد الأديرة الشنودية.
أضاف أن أيقونات الدير الأحمر الموجود بسوهاج بمصر، هي أيقونات الدير الجدارية في كنيسة تعود إلى القرنين الرابع والخامس وما بعدهما، لكن ما يهمنا هو ما تحمله الأيقونات الرئيسية للكنيسة من معانٍ لاهوتية فالأيقونة 1 و2: في منحنى قبة الكنيسة ثلاث أيقونات؛ في الوسط يسوع المسيح، وعن يمينه العذراء مريم، وعن يساره القديس يوحنا المعمدان السابق، والأيقونة 3 و4: أيقونة الرب يسوع المسيح. رافعًا يده اليمنى ويبارك. في بركته يرفع إصباعيه السبابة والوسطى ويضع الإبهام على البنصر، وجميع الأصابع متحدة في كفه. دلالة على طبيعتيه الإلهية والإنسانية المتحدتان بدون انفصال.
وتابع:"الأيقونة 5 6، 7، و8: أيقونة العذراء مريم. في حضنها الطفل يسوع المسيح وهي ترضعه. دلالة على بشريته التي اتخذها من مريم العذراء بعد أن سكن في أحشائها بحلول الروح القدس عليها. فهو الشخص الإلهي المتجسد.
واكمل:"الأيقونات 9 و10 و11: أيقونة القديس يوحنا المعمدان السابق وهو يبارك بيده اليمنى كما يبارك الرب يسوع المسيح. في إشارة إلى طبيعتي يسوع المسيح الإلهية والإنسانية المتحدتان بدون انفصال، وفي جميع أيقونات القديسين هم يباركون كما يبارك الرب يسوع المسيح.. وعن رسم الأيقونات فهي مرسومة بالفن المصري القريب من فن القدماء المصريين كما يظهر من شكل العينين ورسم الملامح".