تفاصيل النداءات السورية للمجتمع الدولي لإنهاء العدوان التركي
فى خطوة غير مسبوقة بعدما وصلت انتهاكات الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة والقوات التركية الموجودة فى الشمال السورى لأعلى مستوياتها، خرجت كافة القوى الكردية بمختلف طبقاتها وفئاتها تطالب باتخاذ موقف دولى حازم ضد تركيا.
-أهالي عفرين ينتفضون
ودعت جموع القوى الكردية السياسية والمثقفين بمختلف توجهاتهم الفكرية إلى اتخاذ موقف حازم والخروج من دائرة الكلام النظري، والإجابة على السؤالِ المباشر حول المصير، وإيجاد سبل لإنهاء الاحتلالِ التركي لسوريا ووضع حد للمعاناة القاسية لأهالي عفرين دون صيغة للمساومة أو مبررات للمماطلة.
وقالت القوى الكردية في بيان شعبي لها يحمل عنوان "صرخة الزيتون" إن دخول القوات التركية لعفرين العام الثالث دون أفق محدد لنهاية الكارثة التي ألمت بها وموعد لعودة أهاليها الأصلاء إلى ديارهم، ولازال مئات الاف المهجرين قسرا مشتتين في مخيمات النزوح وقرى وبلدات الشهباء وحلب ومناطق سورية أخرى.
وأضافت البيان أن القوات التركية تستمر التضييق على من بقى من أهالي عفرين الأصلاء لتهجيرهم وإخراجهم من بيوتهم، فقد كافأت أنقرة فصائلَ المرتزقة التي قاتلت معها بنهب عفرين واستباحتها وممارسة كل ساديتهم فيها، لافتا إلى أن عفرين أصبحت اليوم منطقة خارجة عن كل القوانين والأعراف يحكمها السلوك العصاباتي لمجموعات القتل المتنقل والتي غالبا ما تنخرط في اقتتال فيما بينها على تقاسم الأسلاب والغنائم حسب منطقهم.
وأشار البيان إلى أن أهالى عفرين أصبحوا رهائن في بيوتهم وقراهم، مضيفا أنهم يناشدون بقية الضمير الإنساني لإنقاذ الحياة بأدنى صورها.
-تركيا تمارس الإبادة الجماعية
وتابع البيان، "ما يحدث إبادة جماعية وإنهاء للوجود، إذ تمارس بحق أهالى عفرين كل أشكال الانتهاكات والتعديات من جرائم القتل والخطف والاعتقال القسري وطلب الفديات، ولا يعلم أحد عدد المقرات الأمنية والمعتقلات الخاصة وما يحدث فيها، فيما يتكتم على كثير من التعديات على الممتلكات والأعراض والأفراد، وما عاد أهالي عفرين الأصلاء اليوم يأمنون على أنفسهم أن يسيروا في الشوارع ولا في بيوتهم، كما يستمر دون هوادة الاستيلاء على البيوت وطرد أصحابها منها.
وأوضح البيان أنه فى ظل وجود القوات التركية، بات مألوفا وجود جثث مرمية بالعراء أو مقتول في بيته ذبحا رجلا كان أم امرأة، وأن يتم تسور البيوت واقتحامها وسرقتها وقتل أصحابها، بجانب قتل المسنين الذى أصبح مؤخرا هو استهداف لاخر خط دفاعي عن عفرين بتاريخها وخصوصيتها.
وتابع البيان، أن ما يجري في عفرين أيضا إبادة ثقافية، إذ يتواصل العمل على تغيير الهوية الثقافية والاجتماعية للمنطقة عبر التتريك بفرض اللغة التركية وعقائد وعادات وتقاليد مختلفة، وفرض الأسلمة بنهجها الإخواني وتغيير مناهج التعليم، وشملت الانتهاكات تدمير المزارات الدينية والمقابر الإسلامية والإيزيدية بتهمة الإلحاد والتكفيرِ، فيما سرقت هذه المزارات كليا.
وأكد البيان أن التغيير الديمغرافي هو أهم أهداف تركيا، فالمطلوب إخلاء المنطقة من أهلها الكرد بتهجيرهم، وقد بوشر بذلك خلال العدوان وتصاعدت وتائره برفع العلم التركي على المؤسسات العامة، وإعلان الاحتلال.
هذا بجانب، تضييق سبل المعيشة والإفقار والتجويع المتعمد بفرض الإتاوات والغرامات الجائرة، ومصادرة الممتلكات واقتلاع أشجار الزيتون والتحطيب الجائر للغابات وحرقها وتمت سرقة مياه سد ميدانكي بتحويلِ القناة إلى ولايةِ هاتاي، وفقا لما نقله موقع تركيا الان.
وتوجهت القوى الكردية للأطراف الدولية الراعية بأن تكونَ قضية عفرين وسائر المناطق المحتلة على رأس الأولويات وصياغة برنامج عمل وخارطة طريق واضحة المعالم لإنهاء كامل الاحتلال التركي وضمان العودة الكريمة للمهجرين قسرا وتبيان مصير آلاف المفقودين والعمل على تحرير المعتقلين، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات والتعويض العادل لأسر الضحايا.
-منظمات حقوقية ومدنية تطالب بمحاسبة فصائل أنقرة
وفى السياق، أطلقت منظمات مدنية وحقوقية نداء رسميا للمعنيين من أجل محاسبة الفصائل الموالية لتركيا في سوريا.
وناشدت 20 منظمة مدنية وحقوقية، مجلس الأمن الدولي للتدخل ووضع حد للانتهاكات التي يقوم بها أتباع تركيا في الشمال السوري.
ومن بين تلك المنظمات "المرصد السوري لحقوق الإنسان، والهيئة القانونية الكردية، وجمعية الدفاع عن الشعوب المهددة فرع ألمانيا، والمنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا، واللجنة الكردية لحقوق الإنسان، ومركز توثيق الانتهاكات في شمال وشرق سوريا، ومنظمة مهاباد لحقوق الإنسان، وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في النمسا، ولجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا، ومركز ليكولين للدراسات والأبحاث القانونية، ومؤسسة ايزدينا الإعلامية والحقوقية، والمركز السوري للدفاع عن حقوق الإنسان، ومنظمة حقوق الإنسان في سوريا (ماف)، ومنظمة حقوق الإنسان عفرين، وشبكة عفرين بوست الإخبارية، ومركز عفرين الإعلامي، ومبادرة دفاع الحقوقية -سوريا، ومنظمة حقوق الإنسان في الجزيرة، ومنظمة حقوق الإنسان قي إقليم الفرات، وجمعية هيفي الكردية – بلجيكا".
وأوضحت تلك المنظمات فى بيان لها أن أفعال الفصائل المسلحة التي أطلقت لها تركيا العنان في الشمال السوري بعد أن قدمت لها الدعم اللازم، بدأت تسيء لادمية الإنسان دون أدنى اعتبار أو احترام، وقد تجاوزت أفعالهم كل المحركات والأسس الأخلاقية بحق سكان عفرين من الكرد السوريين، رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا، وفقا لما نقلته العربية.
كما أشار النداء إلى أن هدف هذه الجماعات إجبار سكان عفرين وإكراههم على ترك ديارهم والنزوح منها بغية استكمال تركيا لمخططاتها في تغيير ديموغرافية المنطقة وطمس هويتها وخصوصيتها الكردية.