«تيجي تصيده يصيدك».. مكتشفو الفيروسات في قبضة كورونا
لم يفرق فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بين إنسان عادي أو عالم، ولم يسلم حتى الأطباء وعلماء الأوبئة الأشهر على مستوى العالم من الفيروس القاتل.
وتعرض العديد من العاملين في مجال الصحة والخبراء في الفيروسات والأوبئة في مختلف دول العالم للإصابة بفيروس كورونا، ومنهم من فارق الحياة عقب رحلة صعبة مع المرض فى حين ان هناك من لا يزال يعانى من أعراض الفيروس.
ويرصد "الدستور" من خلال التقرير التالي أبرز الأطباء وعلماء الأوبئة الذين لم يسلموا من الفيروس اللعين، ووقعوا فرائس سهلة تحت مخالب كورونا.
-مكتشف الإيبولا يصارع أعراض كورونا
بعدما جعل حياة الفيروسات صعبة، على حد تعبيره، ما زال الدكتور بيتر بيوت، البالغ من العمر 71 عامًا، أحد عمالقة أبحاث الإيبولا والإيدز، يكافح من التعافى من فيروس كورونا.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن الدكتور بيوت، وهو مدير مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، عانى بشدة ولا يزال يعاني من تداعيات فيروس كورونا.
وقال بيوت في حديث عبر سكايب: "قبل أسبوع، لم يكن بإمكاني إجراء هذه المقابلة، هذا انتقام من الفيروسات بعدما جعلت حياتها صعبة، الآن تحاول هذه الفيروسات الإيقاع بي، كورونا كاد أن يودي بحياتي".
وأشارت الصحيفة إلى أن بيوت يطلق عليه "صائد الفيروسات"، لكن كورونا جعله فريسة له بعدما استخف به، وفقًا لما نقلته فضائية "سكاي نيوز".
وتابع بيوت: "لقد استهنت به وبقوته خطأي أنني اعتقدت أن كورونا يشبه السارس، الذي كان محدودًا في نطاقه، أو مثل الإنفلونزا العادية لكنه ليس كذلك، لم أكن أظن أنه سينتشر بهذه السرعة".
وفي عام 1976، يذكر أن بيوت اكتشف عام 1976 برفقة فريق دولي فيروس إيبولا، وذلك في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكان أنذاك طالبًا في علم الفيروسات.
كما كان من بين مكتشفي الإيدز في عام 1980، وخلال الفترة الممتدة ما بين 1991 و1994، ترأس الدكتور بيوت الجمعية الدولية للإيدز، ثم مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية.
وظهر على بيوت منتصف شهر مارس الماضى أعراض فيروس كورونا، قائلًا في قرارة نفسه: "آمل أن لا يكون كورونا".
وعقب أن ازدادت حالته سوءًا، وبعد الخضوع للاختبار يوم 26 مارس، كانت النتيجة إيجابية، ثم تحولت نتيجة اختباره إلى سلبية وخرج من المستشفى يوم 8 أبريل.
وعلى الرغم من خروجه من المستشفى، قال بيوت إنه لا يزال يعاني من التداعيات بسبب ما وصفها بـ"رد الفعل المناعي المتأخر".
-وفاة مخترع سكين جاما
تسبب فيروس كورونا في وفاة أحد أشهر العلماء في الصين والعالم دوان تشنج تشنج، خلال شهر فبراير الماضي، والذي حقق خلال مسيرته الطبية والعلمية كثيرا من الإنجازات، أبرزها سكين جاما.
وفارق تشنج تشنج الحياة بعد أن أجهده المرض، ومات عن عمر يناهز 86 عاما.
وكان تشنج تشنج يملك براءات اختراع عديدة، كلها ذات تأثير هائل في المجال الطبي والهندسي، على رأسها الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين جاما.
واستخدم سكين جاما في العمليات الدقيقة جدًا ولعلاج الأورام والتشوهات الوعائية وتشوهات الدماغ.
من جانبها، اعتبرت الصفحات المتخصصة بالشأن العلمي وفاة تشنج خسارة كبرى للمجتمع الطبي والعلمي العالمي، كما نعى أطباء كثيرون من حول العالم صور جمعتهم مع العالم في تغريدات انتشرت على تويتر، عبروا فيها عن حزنهم الشديد.
وسكين جاما عبارة عن اختراع جراحي يساعد على تركيز 200 حزمة صغيرة من الإشعاعات، والتي تصيب الهدف بدقة عالية جدًا، حيث تقوم بإزالة الأورام بشكل فعال، خصوصا في العمليات الدقيقة التي تتم في المناطق الخطيرة كالدماغ.
-وفاة مكتشف فيروس كورونا
ولم يسلم مكتشف فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، من أنياب الفيروس اللعين، وتوفى لى وين ليانج في 6 فبراير الماضى عقب إصابته بالفيروس.
وأصيب ليانج بكورونا عقب انتقال الفيروس له عن طريق العدوى من مريض كان يعالجه.
وحذر ليانج مرارًا وتكرارًا من خطورة الفيروس القاتل.
-وفاة مدير مستشفى ووهان الصينية
كما قضى فيروس كورونا على مدير مستشفى ووهان الصينية ليو تشى مينج، البالغ من العمر 51 عاما.
وأصبح مينج، واحدا من أشهر ضحايا فيروس كورونا في الصين؛ كونه مدير مستشفى ووهان بؤرة الفيروس.
ومات مينج عقب أيام قليلة من احتفاله بعيد ميلاده الـ51، وأحرقت جثته، بحسب وسائل إعلام صينية.