الحلقة 26 من رواية «الصديق أبو بكر».. حروب الردة 1
زياد: أكمل ياعم ماذا حدث فى حروب الرده ومن الذى انتصر؟
الأب: أرسل الخليفة أبو بكر الصديق..أحد عشر جيشا.. قوام كل جيش ما بين ألفين وأربعة آلاف.. إلى القبائل التى ارتدت حيث لم يبق على الإسلام.. إلا أهل المدينة وأهل الطائف وأهل مكة.
نور: أهل مكة الذين أسلموا قبل وفاة النبى بعامين فقط.
إسلام: نعم وثبتهم على الإسلام سهيل بن عمرو.. الذى وقع صلح الحديبية
يارا: ولما أسر من قبل فى بدر.. قال سيدنا عمر رضى الله عنه..للنبى صلى الله عليه وسلم.. يارسول الله دعنى أخلع له سنتين.. حتى لا يخطب فى الناس.. ويقول محمد كذاب.. فقال النبى: والله لا أمثل به فيمثل الله بى ولو كنت نبيا..دعه ياعمر وسترى منه موقفا يسرك.
نور: وكان هذا الموقف هو أن وقف خطيبا فى أهل مكة وقال لهم يا أهل مكه أنتم أهل رسول الله..فلا تكونوا آخر من آمن..وأول من ارتد فثبت إيمانهم.
محمد: ماشاء الله.
زياد: لا تستغرب ياعم محمد.. فعمى قص عليهم سيرة سيدنا عمر فى القطار.
الأب: بارك الله فيكم جميعا.. ونعود الى حروب الردة.. دون خوض فى تفاصيل.. ربما لم تفهموها الأن.. وكان أكبرها هى حرب اليمامة التى استشهد فيها حوالى خمسمائة مسلم.. أغلبهم من حملة كتاب الله.. وفيها انتصر البطل خالد بن الوليد على بنى حنيفة وهلك مسليمة الكذاب الذى قتله وحشى.
زياد: وحشى قاتل حمزة ؟
إسلام: نعم كان وحشى ماهرا فى رمى الحربة.. ويحلم بالعتق من العبودية..لا يعنيه فى الحياة سوى هذه.. ولم يقدم على دخول الإسلام.. مثل بلال بن رباح.. بل كان يغالى فى خدمة سيدة جبير بن مطعم.. كى يعتقه.. لكن الرجل لم يفعل.. حتى كانت هزيمة بدر الكبرى لكفار قريش.. فاختاره سيدة ليكون معهم فى أحد.. دوره فقط هو قتل حمزة بن عبد المطلب بحربته.. وجاءته هند بنت عتبة لنفس الطلب.. انتقاما لأبيها عتبة بن ربيعة.. وعمها شيبة بن ربيعة.. وأخوها الوليد بن عتبة.. ودخل وحشى الحرب ونفذ مهمتة ليلقى الحمزة ربه شهيدا فى أحد.
زياد: لعن الله
الأب: لا يا زياد.. لا تسب الوحشى فقد أسلم وحسن إسلامه.
نور: ومتى أسلم الوحشى.
إسلام: لما فتح الله على المسلمين مكة.. انزوى وحشى بعيدا.. فذهب إليه بلال.. ثم عاد به للنبى صلى الله عليه وسلم.. ونطق الشهادتين ولكن النبى لم يقدر على رؤيته.. وطلب منه ألا يكون أمامه حتى لا يذكره بحمزة.. ولما مات النبى.. وارتد بعض المسلمين.. وأمر الخليفة أبو بكر بمحاربتهم.. كان وحشى مع المسلمين.. محاربا ومجاهدا فى سبيل الله.. وفى اليمامة..هاجم خالد بن الوليد بنى حنيفة فتحصنوا فى حديقة لها أسوار فطلب البراء بن مالك من الصحابة أن يرفعوه.. فاعتلى السور ودخل الحصن.. وجرى على الباب..ورفع المزلاج رغم الطعنات والضرب الذى تعرض له.. ودخل جيش خالد بن الوليد سيف الله المسلول.. فقال الوحشى اللهم كما أصبت الحمزة فاغضبتك وأغضبت رسولك.. اللهم يسرلى أن أقتل مسيلمة الكذاب فارضيك وأرضى رسولك.. وفعلا كان له ما أراد وهلك مسيلمة وانتصر المسلمون..فى كل البلاد التى ارتدت.. بل وشاركوا فى الفتوحات.. ومنهم طليحه بن خويلد الأسدى الذى إدعى النبوة مثل مسيلمة.
يارا: ادعى النبوة مثل مسيلمة ؟
الأب: نعم ولكنه رجع عن ذلك.بعد هزيمة بنى أسد وأعوانها على يد خالد بن الوليد رضى الله عنه..وعاد طلحة للإسلام ومات شهيدا فى موقعة نهاوند.
إسلام: ولما انتهت حروب الردة.. واستقرت الجزيرة العربية على الإسلام أمر الصديق بفتح العراق والشام.
ونكمل غدا بإذن الله