الحلقة 18 من رواية «الصديق أبو بكر».. غزوة أحد
ما زال الأب وشقيقيه أيمن ومحمد ومعهما يارا ونور وزياد عائدون فى سيارتهم من مزرعتهم إلى بيتهم فى الصعيد وما زال حب الصديق مهيمنا على قلوبهم جميعا فسيرته العطرة زاهرة مثل الزرع الأخضر الذى يمرون عليه فى طريقهما للبيت
يارا: حدثتمونا عن مواقف كثيرة للصديق فى بدر وماقبلها فهل كان للصديق موقف فى غزوة أحد؟
محمد: نعم.. فما من مشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لصاحبه موقف يظهر حبه وصدقة ومروءته وكرمه وشجاعته.
الأب: أقاطعك لبرهة.. شقيقى محمد ونعود للوراء قليلا.
محمد: نعود للوراء بمعنى أن أرجع بالسيارة ؟
الأب: لم أقصد ذلك بل استمر بارك الله فيك
زياد: أنا فهمت ذلك أيضا
يارا: أبى يقصد أنه سيعود بحديث نسيه
الأب: يارا تفهمنى
نور: وأنا لا
الأب: وأنت أيضا
أيمن: ماهو الشئ الذى ترغب قى العود إليه؟
الأب: لقد تحدثنا عن وصول النبى صلى الله عليه وسلم للمدينه وأنه اشترى أرض سهل وسهيل لبناء المسجد
نور: نعم
الأب: كان بجوار هذه الأرض.. بستانا لبنى النجار..أخوال عبد المطلب جد النبى صلى الله عليه وسلم.. فقال لهم النبى ثامنونى بحائطكم هذا
زياد: ما المقصود بثامنونى؟
الأب: أى بيعوا لى هذا الحائط بثمنه
نور: وهل وافق بنوا النجار على بيعه؟
الأب: بل رغبوا فى التبرع به دون مال.. لكن النبى صلى الله عليه وسلم رفض ذلك، واشتراه بمال صاحبه أبو بكر الصديق رضى الله عنه أى أن سيدنا أبو بكر له نصيب من أرض المسجد النبوى.
محمد: رضى الله عنه
الأب: أما موقفه رضى الله عنه فى غزوة أحد يسرده لنا عمكم محمد.. مع تركيزه فى السير
محمد:على الرحب والسعة.. كان النبى قد وصى الرماة بألا يتركوا أماكنهم فى النصر أو فى الهزيمة..وقال لهم لووجدتم الطير تخطفنا.. لا تتركوا أماكنكم حتى أأذن لكم.. لكنهم لما وجدوا جيش الكفار قد فروا.. نزلوا لجمع الغنائم..وخالفوا أمر رسول الله..فالتف من خلفهم خالد بن الوليد رضى الله عنه.. وكان وقتها كافرا.. وانقلب نصر المسلمين إلى هزيمة
يارا: كيف يهزم المسلمون وفيهم رسول الله ؟
أيمن: بل قولى كيف ينتصر المسلمون إذا خالفوا رسول الله ؟ لقد هزم المسلمين لأنهم عصوا أمر النبى صلى الله عليه وسلم.
يارا: أحسنت ياعمى أشكرك
محمد: وفى وقت المعركة..أشيع أن النبى قد استشهد.. فأحبط المسلمون وتركوا اسلحتهم.. فقال الصحابى الجليل أنس بن النضر للمسلمين مايجلسكم؟ قالوا: مات رسول الله.. فقال: ماذا تصنعون بالحياة من بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه فقاموا. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحارب..ولم ينهزم أو يستسلم..وكان معه أبو بكر الصديق.. وعمر بن الخطاب.. وعلى بن أبى طالب..والزبير بن العوام.. وطلحه بن عبيد الله.. والحارث بن الصمه.
أيمن: صلى الله عليه وسلم ورضى عن صحابته الطيبين
محمد: وكان النبى قد أصيب ودخل المغفر فى وجهه
يارا: ياحبيبى يارسول الله
نور: ماهو المغفر ؟
الأب: غطاء للرأس والوجه وقت الحرب
زياد: أكمل ياعمى
محمد: اقترب الصديق من النبى صلى الله عليه وسلم..لينزع الحديد من وجهه الشريف.. فأقسم أبو عبيده..على أبى بكر ونزعها هو.. حتى سقطت ثنيته أى احدى أسنانه.
الأب: لقد وصلنا البيت بحمد الله تعالى
ونكمل غدا بإذن الله