لا يعدي المحيطين به.. القصة الكاملة لـ«الأجنبى» حامل «كورونا»
منذ أن ظهر فيروس "كورونا" في مدينة "ووهان" الصينية، وانتشر فى 17 دولة أخرى واتخذت وزارة الصحة والسكان عددًا من التدابير الاحترازية للتحكم فى عدم دخوله إلى مصر، وذلك بتشديد الرقابة على جميع منافذ ومداخل البلاد، سواء الجوية أو البحرية أو البرية.
كما اتخذت وزارة الصحة، إجراءات صحية للصينيين والأجانب المتواجدين على أرضها والعاملين بها، وذلك من خلال فحص دوري لهم، بعد توزيع كروت تعريفية خاصة لهم وتفعيل البرنامج الإلكتروني لتسجيل ومتابعة القادمين من الدول التي ظهرت بها إصابات بفيروس "كورونا" المستجد، ومن خلال الفرق الوقائية التي تتابعهم على مدار الساعة، وهي كروت موضح بها بيانات الوافدين كاملة، من الاسم ورقم التليفون ومكان الإقامة ومدة الإقامة، وذلك حتى تتم متابعتهم تحسبا لظهور أي أعراض عليهم، وحتى يتم التعامل سريعا مع الحالات.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس الجمعة، عن اكتشاف أول حالة حاملة لفيروس "كورونا" وليس مصابا به لـ"أجنبي" يعمل في مصر.
وكشف مصدر بوزارة الصحة والسكان، للدستور عن أنه تم اكتشاف مواطن صيني الجنسية يعمل بإحدى الشركات فى مصر حاملا فيروس "كورونا" المستجد، وتم نقله لمستشفى النجيلة المخصصة للعزل فى محافظة مرسى مطروح.
وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عن القصة الكاملة لذلك المواطن الذي رفض الإفصاح عن جنسيته ومكان عمله قائلا إن الحالة الحاملة لفيروس "كورونا" المستجد، هي لشاب يبلغ من العمر 33 عاما، ولا تظهر عليه أي أعراض للفيروس ولا يعدي المحيطين به، وأن هذا التوصيف وفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية.
وأوضحت زايد أنه تم اكتشاف الحالة عبر المسح الذي تقوم به وزارة الصحة بمكان عمله، حيث تمت إعادة التحليل 3 مرات متتالية وجميعها أكدت أن الشخص حاملا للمرض وليس مريضًا، ولا يوجد لديه أي أعراض.
وأشارت إلى أن حامل الفيروس تم نقله لمستشفى العزل المخصص لذلك، لافتًا إلى أنه يجري التعامل مع مخالطيه، وهم 3 شباب من نفس الجنسية كانوا يعيشون معه في المسكن، و6 أشخاص يتعامل معهم بشكل غير مباشر، و8 آخرين يتعامل معهم بشكل غير مباشر وجميعهم يخضعون لإجراءات وقائية مشددة ولَم يتم اكتشاف الفيروس لدى أي منهم.
ومن جانبه قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن وزارة الصحة تتخذ عددا من الإجراءات الاحترازية، حيث تم إجراء عزل ذاتي في منطقة السكن للمخالطين للحالة، وهذا أمر يحدث في كل دول العالم وتجربة ناجحة جدا، بجانب متابعتهم عبر الفرق الصحية، كما ستتم متابعتهم كل 8 ساعات لمدة 14 يومًا "فترة حضانة المرض"، وإعطائهم الإرشادات الصحية الواجب اتباعها.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية عرفت الإصابة بأنه ظهور أعراض على الشخص المصاب بارتفاع درجة حرارته 38 درجة فيما أعلى، مع كحة وضيق في التنفس وسعال واحمرار في العينين، ويكون قادما من مكان به الفيروس أو اختلط بشخص مصاب بكورونا".
وفي السياق ذاته أكدت وزيرة الصحة والسكان، الدكتورة هالة زايد، أن الحالة تم نقلها للمستشفى بعيدا عن معسكر الحجر الصحي المتواجد به المصريون العائدون من مدينة "ووهان" الصينية، موضحة أن جميع العائدين حالتهم الصحية بخير ولا يوجد اشتباه فى إصابة أى منهم بالفيروس.
وكانت أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية ومنظمة الصحة العالمية مساء الجمعة، عن اكتشاف أول حالة إيجابية حاملة لفيروس "كورونا" المستجد داخل البلاد لشخص "أجنبي".
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام، والمتحدث الرسمي للوزارة، بأن الوزارة نجحت في اكتشاف اول حالة شخص أجنبي مصاب بفيروس "كورونا" بفضل الخطة الاحترازية الوقائية التي تطبقها الوزارة، من خلال تفعيل البرنامج الإلكتروني لتسجيل ومتابعة القادمين من الدول التي ظهرت بها إصابات بفيروس "كورونا" المستجد ومن خلال الفرق الوقائية التي تتابعهم على مدار الساعة، مشيرًا إلى أنه تم إجراء التحاليل المعملية للحالة المشتبه فيها والتي جاءت نتيجتها إيجابية للفيروس، ولكن بدون ظهور أى أعراض مرضية.
وأضاف أنه على الفور تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية، كما تم اتخاذ كل الإجراءات والتدابير الوقائية للحالة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حيث تم نقل الحالة بإحدى سيارات الإسعاف ذاتية التعقيم إلى المستشفى لعزله ومتابعته صحيًا والاطمئنان عليه، موضحًا أن الحالة حاملة للفيروس ولا يظهر عليها أي أعراض، وحالته مستقرة تمامًا.
وفي هذا الصدد أشاد الدكتور جون جابور، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، بسرعة وشفافية الحكومة المصرية في التعامل مع الموقف، وحرصها على إبلاغ المنظمة بالحالة فور الاشتباه بها، مشيدًا بالإجراءات الوقائية التى اتخذتها وزارة الصحة والسكان حيال الحالة المكتشفة والمخالطين لها.
وأكد أن مصر من أوائل الدول التي وضعت خطة وقائية جيدة للتصدي لفيروس "كورونا" المستجد وكيفية التعامل مع الحالات المصابة حال اكتشافها، كما أن مصر من أوائل الدول بإقليم شرق المتوسط التى أمدتها المنظمة بكواشف دقيقة للكشف عن المصابين بفيروس "كورونا" المستجد.
كما عقدت وزيرة الصحة والسكان، اليوم الجمعة، اجتماعًا موسعًا بقيادات الوزارة لمتابعة تطبيق خطة الوزارة في التصدى والتعامل مع فيروس "كورونا" المستجد، وذلك بديوان عام الوزارة، مشددةً على اتخاذ كل الإجراءات الوقائية بمنافذ البلاد.
وتتابع وزيرة الصحة والسكان انعقاد غرفة إدارة الأزمات والتي تعمل على مدار الـ24 ساعة والتي تضم ممثلين من كل الوزارات والجهات المعنية، بديوان عام الوزارة، لمتابعة موقف فيروس "كورونا" المستجد داخل البلاد وخطة الوزارة الوقائية بالمنافذ والموانئ وجميع مديريات الصحة بالجمهورية، مشددة على رفع درجات الاستعداد للقصوى في جميع المنافذ والمطارات على مستوى الجمهورية.