ناقد: زين العابدين فؤاد يحمل قضية الوطن على كاهله
تسابق جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب، لحجز مقاعد قاعة الشعر، خلال أمسية الشاعر زين العابدين فؤاد، والتي بدأت منذ قليل بحضور جماهيري حاشد للاستمتاع بشعر زين العابدين، والذي استهل أمسيته بإلقاء قصيدة "من أول القصيدة" من ديوانه "وش مصر".
وعن الديوان وكواليس صدوره وحكايته مع الرقابة، قال:"مع صدور قرارات الاشتراكية، هلل لها الشعراء وبدأوا في التغني بالاشتراكية، إلا أنني كتبت ديواني "وش مصر" وقد نشر عبدالفتاح الجمل الديوان كاملا في ملحق جريدة المساء عام 1964.
وعندما أردت أن أنشر هذه القصائد التي نشرها لي "الجمل" في ديوان، تعنتت معي الرقابة واستبقته في أدراجها من منتصف عام 1964 وحتى عام 1971 أي أكثر من سبعة أعوام. كنت أذهب للرقابة كل أسبوع لأعرف مصير الديوان، وذات مرة قلت للمسئولة عن الرقابة وقتها عن أسباب عدم السماح بنشر الديوان، رغم أن كل قصائده نشرت في جميع الجرائد، وبالفعل كنت قد حملت لها معي كل الجرائد التي نشرت فيها قصائد الديوان. فقالت لي: القصيدة أو القصائد التي تنشر في الجورنال ويقرؤها كل الناس تنسى بعد 5 دقائق، أما القصيدة التي تنشر في ديوان إذا قام بشرائها 5 فقط، تظل طوال العمر في وجدانهم.
ومن جهته قال الناقد ودكتور الأدب صلاح السروي، أن زين العابدين فؤاد شاعر الوطن والفقراء، يحمل قضية الوطن على كاهله، كما يحمل المسيح صليبه، بما يعني أنه شاعر ملتزم بما يحاول طرحه من قضايا في شعره.
وأضاف أنه شاعر من أجل قضية وليس شاعرا من أجل الشعر، موضحا أن ما يتميز به زين العابدين أنه تسيطر عليه النزعة الرسولية، وفيه روح تبشيرية، وطرح لرؤية وتعليم، بما يملكه من أدوات ووسائل منها: "استخدامه الثنائيات المتضادة، واعتماده على تقاليد الحكي الشعبي التي تولدت منها العامية المصرية".
وأكد أن شعر العامية المصرية يتميز عن الشعر العامي بأي لهجة عربية أخرى، بأنه شعر مؤسس له تاريخ يبدأ بالشعر المصري الذي تشكل في رحم الطبقة المصرية الصميمة خلال فترة حكم المماليك من الحمامين والوراقيين، والحدادين، وكل أصحاب المهن الذين تغنوا بالشعر الذي يعبر عن همومهم بعيدًا عن المؤسسة الرسمية.
وتنعقد هذه النسخة من معرض الكتاب من 22 يناير إلى 4 فبراير. وتشارك السنغال كأول دولة من إفريقيا كضيف شرف، فيما اختير المفكر والجغرافي الراحل الدكتور جمال حمدان شخصية المعرض. وشهد المعرض هذا العام إقبالًا كبيرًا من العارضين والدول المشاركة.