فايننشال تايمز تكشف كيف انقلب حلم الخلافة على أردوغان؟
كشفت صحيفة فاننيشال تايمز البريطانية، عن أسباب فشل أحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تأسيس إمبراطورية عثمانية حديثة تضاهي الدولة العثمانية القديمة في أوجه.
وقالت الصحيفة، في تقرير اليوم الاثنين، إن أردوغان عقب احتفالات الذكرى السبعين لحلف الناتو كان لديه رسالة واضحة عن عزم أنقرة على أن يُنظر إليها كقوة عالمية تتمتع بالحكم الذاتي.
وقال أردوغان، لأعضاء الجالية التركية في لندن الشهر الماضي: "اليوم يمكن أن تبدأ تركيا عملية لحماية أمنها القومي دون طلب إذن من أي شخص".
وكشفت الصحيفة البريطانية، أن أردوغان اتبع سياسة خارجية أحادية الجانب تهدف لجعل تركيا مركزا للخلافة الإسلامية في العالم، وانطلاقا من هذه السياسة الخارجية العقيمة، تحدى أردوغان الغرب وأرسل قواته إلى شمال شرق سوريا وبعد شهرين، تعهد أردوغان بنشر أفراد في ليبيا.
بدأ حلم الخلافة العثمانية يراود أردوغان في فترات الربيع العربي وتحديدا عام 2011، حيث استغل فترات الربيع العربي وقدم الدعم للجماعات الإرهابية، حيث دعم الجماعات التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد، ودعم جماعة الإخوان بمصر المحرك الأساسي للرئيس الأسبق محمد مرسي.
ولكن رهان أردوغان في سوريا ومصر فشل، حيث جاءت روسيا لإنقاذ دمشق، وتمت الإطاحة بمرسي في ثورة 30 يونيو وتولى الحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أردوغان يلجأ إلى انقلاب 2016
يقول الكثير من المحللين وفقا للصحيفة، إن انقلاب 2016 ماهو إلا أمر اخترعه أردوغان ليبسط سيطرته على الجيش التركي، لا سيما بعد ضعف الجيش إلى حد كبير وتمكن أردوغان من تعزيز من سلطته عليه.
بعد ما نجح أردوغان في بسط سيطرته على الجيش، شنت تركيا ثلاث عمليات توغل عسكرية منفصلة في شمال سوريا، بما في ذلك هجوم أكتوبر على الكرديين الذين حاربوا ضد داعش.
أردوغان يدعم تميم بن حمد
انطلاقا من حلم الخلافة، سعى أردوغان إلى دعم قطر بعد حملة المقاطعة من دول الرباعي إثر دعم قطر للجماعات الإرهابية في إيران وجماعة الإخوان، ومن هنا انحازت تركيا لقطر ضد المنطقة العربية، كما أرسل أردوغان سفن حربية لمنع شركات النفط الأوروبية من التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط؛ وتحدى رغبات حلفاء الناتو عن طريق شراء نظام دفاع جوي من موسكو، كما سعى أردوغان، الذي بدأ أمس الأحد زيارة إلى الجزائر وغامبيا والسنغال، إلى توسيع نطاق تركيا في إفريقيا.
الاجتياح التركي في ليبيا
قالت فاننيشال تايمز، إن الاجتياح التركي في ليبيا كان الخطوة الأكثر إثارة للدهشة من قبل الرئيس التركي، حيث قرر إرسال مستشارين عسكريين ومرتزقة سوريين مدعومين من تركيا لدعم حكومة الوفاق ليجد نفسه مرة أخرى أمام الجيش الليبي.
وقال سنان أولجن، وهو دبلوماسي تركي سابق يترأس مركز الدراسات "إدم" ومقره إسطنبول، أن أردوغان يعاني الآن سياسة خارجية فاشلة بالإضافة إلى تآكل الحريات الأساسية في الداخل التركي، وهو الأمر الذي يثير قلق المسؤولين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال إيلك تويجور، المحلل بمعهد إلكانو الملكي، وهو مركز أبحاث مقره مدريد، إنه إذا أضرت تركيا بعلاقتها مع الغرب بسبب مصالحها الأمنية أو تحركاتها من جانب واحد، فإنها تخاطر أيضًا بمستقبلها الاقتصادي.