السرطان أسقط شعرها.. «الباروكة» تُعيد الضحكة إلى وجه «ريم»
لم يستطع الطبيب إخبار الأم المكلومة بنتائج التحاليل، فنظرات الخوف والقلق والتوسل كانت كافية لتوقفه عن النطق تماما والاكتفاء بقوله "كله هيبقى تمام ماتقلقيش"، لم تكتف الأم بهذه الكلمات وعرضت التحاليل على طبيب آخر، أخبرها بما كانت تخشاه "بنتك مصابة بالسرطان" لتهتز الأرض تحت قدميها ولا تشعر بأي شئ حولها، سوى بقاء الوضع هكذا لأيام وليال لم يزرها النوم فيها.
ريم مدحت، طفلة لم تكد تكمل عقدها الأول من العمر حتى هاجمها المرض اللعين، أصابها فى الغدد الليمفاوية، وبسرعة شديدة بدأت فى تلقي جلسات العلاج الكيماوى، وفى خضم الوجع الذى تعيش فيه هى وأسرتها، فوجئت بشعرها يتساقط بسرعة تنافس سرعة تمكن المرض من جسدها النحيل، فزادت حالتها النفسية سوءا على سوء، حتى «شعرها شيمة جمالها» فقدته هو الآخر.
بالصدفة عرفت بوجود الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان، وعن توفيرها بواريك جاهزة من الشعر الطبيعى الذى يأتى إليهم كتبرعات، تحصل عليها مريضات السرطان بموجب تحقيق شخصية وتحليل الباثولوجى، فذهبت بالفعل إلى مقر الجمعية بالعجوزة، ولكن للأسف كانت البواريك جميعها مقاس كبير لا يناسب الطفلة الصغيرة.
وقبل أن تتملك علامات اليأس من وجهها البرئ، اقترحت عليها سكرتيرة الجمعية أن تعطيها عددا من ضفائر شعر من المتبرعين وتذهب بها إلى ورشة تصنيع البواريك لتصنيع باروكة خصيصا لها بمقاس رأسها، وهنا تحولت علامات اليأس إلى فرح أنساها معاناة المرض.
بالفعل ذهبت ريم إلى ورشة البواريك، وخلال أسبوع وضعت باروكتها على شعرها، ساعدتها على أن تظهر بشكل طبيعى أمام أصدقائها، تحسنت حالتها النفسية، الأمر الذي سيساعدها بالتأكيد على تجاوز محنة المرض.