حكايات« ناشزات»: أزواجنا تحايلوا على القانون للتهرب من النفقة
داخل محاكم الأسرة العديد من الدعاوى القضائية، التي رفعتها سيدات للمطالبة بحقوقهن وحقوق أطفالهن، من نفقة، ومؤخر، ومتعة بعد رفع الأزواج قضايا إثبات نشوز للهروب من دفع النفقة، وإجبارهن علي الرجوع لمنزل الزوجية بشروطهم الخاصة.. " الدستور" يرصد عددا من قصص السيدات اللواتي يشكين ويطالبن بحقوقهن، بعد رفع ازواجهن قضايا نشوز بهدف التحايل على دفع النفقة.
ثلاثينية تطالب بنفقتها ونفقة أطفالها.. زوجها أجبرها علي السكن مع أهله
بجانب معتم من جوانب محكمة الأسرة بـ "زنانيري"، تجلس سيدة ثلاثينية والدموع تتساقط من عينيها، تتلفت يمينا ويسارا، تنتظر خروج الحاجب لينادي علي رقم دعواها التي تحمل رقم "28366"لسنة 2019، والتي تطالب فيها بنفقتها ونفقة أطفالها، بعد رفع زوجها دعوي نشوز ضدها رقم "8642"لسنة 2019، لرفضها السكن مع أسرته في شقة واحدة.
بدأت "علية" في سرد قصتها وهي متماسكة:" تزوجته منذ تسع سنوات، بعد خطوبة استمرت لمدة سنة ونصف، فكانت فترة مليئة بالمشاكل والخلافات بين العائلتين، وكل خلافاتهم ومشاكلهم معنا كانت لأن والدي رجل بسيط يعمل عامل بمجلس المدينة، وهم عائلة كل هدفها المظاهر الكاذبة، وبرغم كل الخلافات إلا أنني تحملت كل شئ من أجل خطيبي لحبي وتمسكي الشديد به، وياليتني ما فعلت ذلك".
و واصلت قائلة: "تزوجنا وشقتنا مازالت علي "المحارة" وبدون "سيراميك"، حرمت نفسي وأولادي من كل متع الحياة لأجهز شقتي وتكون علي أكمل وجه، وبعد خمس سنوات من المعاناة ووضع الجنيه علي الجنيه تمكنت من تجهيزها وكنا سعداء جدا، لكن حماتي كانت تتعمد تعكير تلك السعادة بإهانتي والتقليل مني لعدم حصولي علي تعليم عال مثل بقية زوجات أبنائها، وكنت أتغاضي واتجاوز عن أي شئ ولم أشكو يوما لزوجي منها.
واستكملت الزوجة الملكومة:" تقدم الشقيق الأصغر لزوجي لأكثر من عروس، وكان الجواب يقابل بالرفض لعدم امتلاكه لشقة تمليك، فأمرت حماتي زوجي بجمع أغراضنا ووضعها في بدروم المنزل وترك الشقة لشقيقه ليتزوج بها، ونجلس نحن بغرفة في شقتها وبعد سنتين من زواج ابنها سيترك لنا الشقة، رفضت وتشاجرت معها وأخبرتهم بأنني لن أترك شقتي لأحد وأنني لست مجبرة علي ذلك، بالإضافة إلي تعبي لسنوات لتجهيزها الشقة.
فغضبت حماتي من حديثي وأخبرت زوجي بأنه إذا لم يخل الشقة خلال أسبوع، فعليه أن نفسه بلا أهل وأشقاء، فضعف زوجي وخشي من حديثها وحاول إقناعي بأن نتحمل تلك الفترة حتي يتزوج شقيقه ونعود لشقتنا، فرفضت وخيرته بين خروجنا من الشقة أو الطلاق، لكنه رفض وأخبرني بأنه لن يتحمل غضب أهله عنه، وبدأ في إخلاء الشقة فاصطحبت أطفالي وتركت المنزل، حاول إرجاعي لكني رفضت فقام بإنذاري بالطاعة ورفع دعوي نشوز ضدي محاولا الهروب من دفع نفقتي ونفقة أبنائي.
سيدة تطالب بالطلاق للضرر.."زوجي تزوج ابنة عمتي عرفي "
علي بعد أمتار من قاعات المداولة بمحكمة الأسرة بالأميرية، تجلس سيدة ثلاثينية يبدو علي ملامح وجهها الحزن والآسي وعينيها تتجول في المكان في شرود وكأنها تسترجع شريط ذكريات حياتها.
قالت "نادية" في مستهل حديثها لـ " الدستور": " مر علي زواجنا اثنا عشر عاما بعد ملحمة كبيرة من الحب، كان زوجي صديق شقيقي المقرب وتحملت كل ظروفه الصعبة حتي تقدم لخطبتي، وتحملت تقصيره معي في مستلزمات الزفاف ووافقت بالقليل، ولم أقارن يوما بين زواجنا وشقتنا وزواجات شقيقاتي وحياتهم المرفهة".
وتابعت: "عشت طوال هذه السنوات وأنا أمد يدي للقريب والغريب، فبرغم أنه معلم بإحدي المدارس الحكومية، لكنه لم يستطع يوما بأن يجعلنا نعيش مستورين، فكان كل هدفه شراء ملابس وعطور فاخرة وهواتف من أغلي الأنواع، ولا يهمه بعد ذلك إن كان أولاده قد شيئا يأكلونه أم لا ".
و أضافت الزوجة:"عرضت عليه ابنته عمتي الحضور لمنزلها لإعطاء ابنتها "درسا خصوصيا"، هي وعدد من أصدقائها، فوافق وبدأ في التردد عليهم لإعطاء الدرس، ولاحظ التلاميذ تردد والدة زميلتهم عليهم أثناء تلقيهم الدرس وهي بملابس ملفته للأنظار، وبدأ التلاميذ يحكون لذويهم عن تصرفات والدة زميلتهم ومحاولتها في لفت انتباه زوجي، وأخبروني بما تفلعه فلم أصدق مطلقا وأخبرتهم بأن من يتحدثون عنها هي ابنة عمتي ولا بد من وجود سوء في الفهم من أبنائهم ليس أكثر".
وتابعت سألت زوجي" عن صحة ما يردده الأطفال فأنكر حدوث هذه الأشياء، وبعد شهر ونصف فقط علمت بطلاق ابنت عمتي من زوجها، وبدأت تتردد علي زوجي لمقابلته في المدرسة والجلوس سويا في منطقة بالقرب من المدرسة، واجهته لكن كان ينكر كل ذلك ويتهمني بالجنون، حتي علمت بأنه يتردد عليها في شقة أجرتها للسكن فيها وبمراقبتها تأكدت من ذلك".
تتبعته وكانت الكارثة بأنه تزوج منها عرفيا، تركت المنزل بكل هدوء ولجأت لكبار العائلة، وطلبت منه الطلاق بالمعروف من أجل أبنائنا فرفض، طلبت منه مصاريف أبنائه فرفض وقال "مش هتطولي مني جنيه طول ما انتي بره البيت"، ورفع دعوى نشوز ضدي كمحاولة للتهرب من دفع النفقة، فلجأت لرفع عدة دعاوي من بينها الطلاق للضرر تحمل رقم "5193"لسنة 2019.
زوجة تطالب بحقوقها " أصابني بعاهة مستديمة ورفض رعاية ابنته مريضة التوحد"
لم تتخيل الزوجة العشرينية بأنها ستعيش كل هذه المأساة وهي مازالت في ريعان شبابها، تحمل أوراقا كثيرة، تتنقل بين مكاتب تسوية المنازعات وهي تحمل طفلتها بين ذراعيها، كل هذه الأحداث جعلتها تعيش في نوبة من الاكتئاب والحزن الشديد.
تمالكت " حنان " نفسها وبدأت تحكي قصتها قبل الدخول للمثول أمام القاضي، قالت تزوجت من رجل عديم الرحمة والإنسانية ولا يعرف شيئا عن كيفية احترام زوجته وبيته، ولا يتعامل معي سوي بيده، كان يعتدي عليّ بالضرب المبرح دائما ويقوم بـ"سحلي" أمام أهله والجيران ولم يراع شعور طفلتنا، ولم يكتف بذلك فكان يقيدني بالحبال بالأيام ويمنعني من الذهاب لأهلي.
وأضافت الزوجة وهي تبكي:" كانت طفلتنا تعاني من اكتئاب شديد وعدوانية طوال الوقت وترفض اللعب مع الأطفال او الضحك واللهو، وأصبحت تفضل المكوث بمفردها والابتعاد عننا، توسلت لزوجي بالاقتراب منها ومعاملتي ومعاملتها معامة حسنة، لكنه لم ير أمامه سوى غل وحقد ليس لهما حدود، حتي قام بضربي بكأس وأصابني بعاهة مستديمة في عيني، لمجرد معاتبتي له علي كثرة إنفاقه الأموال علي السجائر، وبرغم ذلك لم أحرر محضرا ضده فبدأ معايرتي بكلمة يا "حوله"، ويحرض أبناء أشقائه علي مناداتي بذلك الأسم.
وأضافت "حنان "في حديثها:"بدأت حالة ابنتي تسوء، طلبت منه اعطائي أي اموال للكشف عليها عند أي طبيب، فرفض حاولت بكل الطرق الممكنة الكشف عليها حتي تمكنت وأخبرني الطبيب بأنها تعاني من مرض التوحد ويجب معاملتها معاملة خاصة، توسلت إليه بأن يحسن معاملتي أمامها حتي تتحسن لكن بلا جدوي اعتاد ضربي واهانتي علي اتفه الاسباب،اصطحبت ابنتي وتركت له المنزل وطلبت منه الطلاق وأخبرته أنني لا أريد مستحقاتي مقابل الطلاق ورعاية الطفلة، لكنه رفض ولجأ لرفع دعوي نشوز ورفض الانفاق علي ابنته، وها أنا الان أعمل بصيدلية للإنفاق علي وعلي ابنتي المريضة.