قلعة شيخ العرب همام تحولت لـ«خرابة» (صور)
على الرغم من مرور ما يقرب من 250 عامًا على بنائها، إلا أن قلعة شيخ العرب همام الواقعة على أطراف قرية العركى التابعة لمركز فرشوط شمال محافظة قنا، لا تزال تقف شامخة أمام إهمال وزارة الآثار، لتحارب الإهمال والحيوانات النافقة، ببطولات حاكم الصعيد التي تحكيها، والتي رواها بدماء جيشه، والتي شيدها حاكم الصعيد وزعيم قبيلة الهوارة، ومحارب ومقاوم المماليك والأتراك منذ أكثر من ربع قرن.
قلعة شيخ العرب همام، أو حصن والي الصعيد، وحاكم جرجا، تلك القلعة المهيبة التي تتوسط الصحراء، والتي تصمد أمام إهمال وزارة الآثار، شموخها في وقوفها في الصحراء القريبة من الجبال يروي بطولات شيخ العرب همام أمام المماليك والأتراك منذ أكثر من 250 عامًا، إلا أن ذلك ذلك التاريخ لا يزال يمحيه الإهمال والجدران التي تآكلت.
حصن شيخ العرب
أمير الصعيد همام بن يوسف الهواري، أنشأ القلعة الحربية لتكون حصنًا له ولجيشه، المقدر وفق مؤرخون لـ35 ألف جندي مقاتل حاربوا المماليك، وذلك في القرن الثامن عشر الميلادي، وذلك لحماية ممتلكاته وممتلكات من ولّوه أميرًا للصعيد من المماليك، ومن توسعات الأتراك آنذاك، وذلك وفق الباحث محمود مدني، مدير الشئون الأثرية بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا.
مكونات القلعة
وإلى الغرب من مباني القلعة توجد منطقة متسعة تبلغ مساحتها حوالى عشرة أفدنة خالية من أي شواهد أثرية، وهو ما يجعلنا نعتقد أن هذه المنطقة كانت ميدانًا لتدريب الجند على الأعمال العسكرية في وقت السلم، واستعراض الخيل في وقت المناسبات والاحتفالات، خصوصًا أن مدينة فرشوط لم يكن بها مكان لاستعراض الجند والخيل وتدريبهم.
طموح همام
الشيخ همام كان صاحب طموح توسعي كبير، وبعد وفاة والده يوسف عام 1767 م، وتولِي حكم الصعيد، دأب على توسيع رقعة نفوذه ومد سلطانه حتى وصل من المنيا إلى أسوان، فكان دولة داخل الدولة، واتخذ فرشوط عاصمة لحكمه، وأنشأ فيها قلعة حربية في صحراء قرية العركي، ومسجدًا كبيرًا ما زالا موجودين حتى الآن.
ويقول عمر الهمامي، أحد أحفاد شيخ العرب همام، إن حاكم الصعيد همام الهواري، أنشأ القلعة الحربية لتكون حصنًا له أثناء محاربته ومقاومته المماليك والأتراك، ولتخلد للتاريخ، وتحكي بطولات شيخ العرب أمام المماليك، الذين حاولوا توسيع دائرة حكمهم وتوسيع قبضتهم الحديدية خلال حكمهم، إلا أن شيخ العرب همام رفض ذلك.
تحولت لـ"خرابة"
ويضيف الهمامي، في حديثه لـ"الدستور"، أن القلعة العربية ذات البطولات التاريخية لشيخ العرب وجيشه التي سطرت بدمائهم، تحولت لـ"خرابة" ممتلئة بالحيوانات النافقة والقمامة، وتهالك عدة جدران منها، وسط تعنت وإهمال غير مسبوق من قبل المسئولين بوزارة الآثار المصرية، الذين لم يتحرك لهم ساكن لتآكل تاريخ وبطولات والي وحاكم الصعيد محارب المماليك والأتراك.
غير مسجلة بوزارة الآثار
ويشير الهمامي، في سياق تصريحاته، إلى أن القلعة على الرغم من تاريخيتها ومحاكاتها لبطولات شيخ العرب، إلا أنها غير مسجلة بوزارة الآثار ضمن الآثار الإسلامية، لينهشها الإهمال وتقرضها الحيوانات النافقة والقمامة، لافتا إلى أنه كان هنالك العديد من المطالبات من قبل أحفاد همام وأبناء القبيلة الهمامية، لمحاولة تسجيلها بوزارة الآثار وحمايتها إلا أن المسئولين لم ينظرون لتلك المطالبات.