مستشار البرلمان الليبي يكشف تفاصيل مواجهة تركيا والسراج
أعلن الرئيس التركي أردوغان منذ أيام، عن بدء توجه القوات التركية إلى ليبيا، فيما أعلن الجيش الليبي استعداده لأي تدخل خارجي، وسط تقدم واسع من جميع المحاور نحو العاصمة طرابلس.
وفي حوار خاص لـ"الدستور" كشف فتحي المريمي المستشار الإعلامي لمجلس النواب الليبي أن رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح أجرى زيارات خارجية أتت نتائج إيجابية لسحب الاعتراف بحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وإلى نص الحوار:
- كيف تعامل البرلمان الليبي مع الاتفاق الذي وقعه الرئيس التركي مع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين وكذلك طلب التدخل العسكري من أنقرة؟ وفي رأي حضرتك هل هذه التحركات كافية لإحباط التدخلات التركية في ليبيا؟
هذه الاتفاقيات أتت بشكل مفاجئ لليبين، نتيجية أن حكومة السراج رمت نفسها في أحضان تركيا وطلبت منها المساعدة والدعم الإرهابيين الموجودين في طرابلس.
طلب الجانب التركي توقيع الاتفاقية مع السراج، بشأن الحدود البحرية للاستفادة من البحر الأبيض المتوسط عبر اتفاقية ومذكرة تفاهم بين السراج وأردوغان، وهذا ثمن تدخل تركيا في ليبيا، وهو أن حكومة السراج توقع هذه المذكرة الباطلة ومجلس النواب على الفور، رفض هذه المذكرة وأعلن أن السراج لا يمثل ليبيا بشكل القانوني والدستوري ليوقع مثل هذه الاتفاقيات.
ومثل هذه الأمور لابد أن تطرح على مجلس النواب، ليوافق عليها أو يرفضها، وهذه الإجراءات أيضا لم تتم، وقام السراج بالتوقيع عليها وتعتبر بهتانا وزورا، وجاءت من قبل شخصية غير ذات صفة حتى السراج صلاحيته كرئيس المجلس الرئاسي منتهية منذ ثلاث سنوات.
هذا إذا رضينا بالاتفاق السياسي، غير أن الاتفاق السياسي لم يتم تضمينه بالإعلان الدستوري الذي تعمل به الدولة الليبية منذ قيام ثورة فبراير، فليبيا لديها إعلان دستوري تعمل به، وهذا الاتفاق السياسي لم يضمن بالإعلان الدستوري من قبل مجلس النواب حتى الآن، وهو من ضمن مقررات اتفاق الصخيرات النهائي، وما فعلته حكومة الوفاق، عليه اختلاف فمنذ البداية لم يوافق عليها الليبيون.
وفي كل الأحوال السراج غير مكلف، ولا يحق له دستوريا ولا قانونيا أن يوقع الاتفاقية، وخاصة وأن لها علاقة بوضع واقتصاد ليبيا، وكذلك بالعلاقات مع الدول الجارة لنا، وكذلك مع دول البحر المتوسط، بالتالي المذكرة معيبة وفيها قضايا ومشاكل كثيرة؛ لأن ثمنها هو أن تتدخل تركيا مع حكومة الوفاق غير الدستورية أو غير شرعية، وذلك لمحاربة الجيش الليبي الذي كلفه مجلس النواب لتحرير ليبيا، من الإرهابيين وطردهم من طرابلس والمدعومين من أردوغان.
وفي كل الأحوال رفض مجلس النواب هذا الاتفاق الذي يسمح بالتدخل التركي، وتم مخاطبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وجميع الدول العربية، وكذلك قام رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح بتحرك إلى دول الجوار، التي منها مصر، وكذلك السعودية واليونان وقبرص.
وكذلك اجتمع مع رئيس البرلمان العربي، ومع غسان سلامة المبعوث الأممي في ليبيا، وأوضح لهم أن هذه المذكرات باطلة وفق الدستور والقانون الليبي، وبالتالي يطالب الدول العربية من خلال الجامعة العربية، ومن خلال حكومتهم، ومن خلال البرلمانات، أن يقفوا مع ليبيا لإبطال هذه المذكرة.
كذلك تحرك تجاه اليونان وقبرص فهم يهمهم أيضا موضوع المذكرة مع أردوغان، وأيضا رئيس مجلس النواب سيزور في الأسبوع الأول من يناير 2020 واشنطن، بناء على دعوة من الإدارة الأمريكية لرئيس مجلس النواب صالح، وهناك سيوضح الأمور إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وللرئيس الأمريكي، وكذلك سيزور رئيس البرلمان بجمهورية النيجر الجارة لليبيا، وكذلك دول أفريقية أخرى لتكون القارة الأفريقية في الصورة.
-كيف استعد الجيش الليبي لإعلان تركيا إرسال قوات إلى ليبيا لدعم الجماعات المسلحة في طرابلس؟
الدعم مستمر من قبل البرلمان للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، ليرفع درجة استعداده ودعمه ومنحه بكل الإمكانيات اللازمة والضرورية لمواجهة التدخل التركي في أي لحظة، وبالتالي رفع استعداده في السلاح الجوي والدفاع الجوي والقوات البحرية والبرية، وكذلك الشعب الليبي على أهبة الاستعداد لمساندة جيشه الوطني فكل ليبي قادر على حمل السلاح سيحمل السلاح في وجه الهجمة التركية على ليبيا.
والجيش الليبي لديه استعداد كبير لمواجهة أي اعتداء على ليبيا، ونحن نعلم أن تركيا تدعم منذ زمن الجماعات الارهابية، والآن زادت من هذا الدعم، وفي كل الأحوال الجيش أعلن جاهزيته للتصدي لأي عدوان على ليبيا من قبل تركيا، والشعب الليبي بكافة مكوناته سيكونون عونًا وسندًا للجيش الليبي.
-أجرى المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان العديد من التحركات لسحب الاعتراف بحكومة الوفاق، إلى أين وصلت هذه الجهود؟ وهل تسحب العديد من الدول قريبا اعترافها بحكومة الوفاق؟
بالفعل أجرى سيادة المستشار عقيلة صالح زيارات عدة إلى دول عربية وأوروبية، وبدأت تؤتي ثمارها، حيث دعت مصر إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية، للنظر فيما يحاك ضد ليبيا، وكذلك أجرى زيارات إلى قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي، كذلك سيزور رئيس مجلس النواب المملكة العربية السعودية وستلعب دورًا كبيرًا في هذا الشأن.
وهذه التحركات مهمة جدا لرئيس مجلس النواب؛ لأنها توضح للعالم حقيقة ما يجري في ليبيا، خاصة لأن الأمور لها علاقات بالأمور القانونية والدستورية، ولها علاقات بحقوق ليبيا، ويجب أن يتم توضيحها خاصة من قبل رئيس مجلس النواب والمنتخبين من قبل الشعب الليبي.
فهو يعتبر الجسم الشرعي الذي انتخبه الليبيون، ويجب أن يوضحوا الأمور للشعوب، ورؤساء الدول والحكومات الذين يتخذون موقف فيما يجري في ليبيا، وتحركات رئيس مجلس النواب حققت بالفعل نتائج إيجابية.
وطلب عقيلة صالح الدول والحكومات بسحب اعترافها بحكومة الوفاق، راجع لأسباب دستورية وقانونية، فالإعلان الدستوري في ليبيا حتى هذه اللحظة المجلس الرئاسي غير موجود فيه، كذلك لم يؤد المجلس الرئاسي، ولا حكومة الوفاق حتى اليوم اليمين الدستورية أمام البرلمان كما في كل الدول.
وهذا لم يحدث ولم يحلفوا اليمين، بل تقدم المجلس الرئاسي بطلب مرتين إلى البرلمان لاعتماد حكومة الوفاق ورفضت في المرتين؛ لأن التشكيلات لم تكن في المستوى المطلوب، لذا جولات صالح مستمرة وستشمل دول ومنظمات كثيرة وسيوضح لهم الأسباب القانونية والدستورية التي تستلزم سحب الاعتراف بحكومة الوفاق غير الشرعية التي لم يتفق عليها الليبيون.
-أحبط الجيش الليبي هجوم الانتحاريين على قواته وتأكد أنهم إرهابيين سوريين، كيف ترى هذا الأمر؟ وهل تركيا بدأت اتباع نهج جديد من خلال الإرهابيين لتدمير ليبيا؟
أحبط الجيش الليبي في الواقع العديد من الهجمات الإرهابية، لمقاتلين أجانب سواء سوريين أو غير سورين، فهناك العديد من المليشيات الإرهابية الأجنبية تحارب إلى جانب الميلشيات الإرهابية الأخرى في طرابلس، مثل أنصار الشريعة وداعش والقاعدة وغيرهم.
بالنسبة لنا ليس غريبا وجود هؤلاء الإرهابيين الأجانب في صفوف الجماعات التابعة للسراج في طرابلس، ونحن نعرف أن هناك سوريين وتونسيين وأفارقة وغيرهم من كل الجنسيات المنتمية لداعش، وه موجودون منذ فترة، وتركيا المساعد الأول للجماعات الإرهابية في ليبيا، فهي لم تتوانى عن دعم جماعات الإرهاب بالمال والسلاح والطائرات المسيرة والخبراء لكن بعون الله سينتصر الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر على كل هؤلاء.
-هل تتوقع تغييرا كبيرا في الموقف الأوروبي بسبب الاتفاق بين أردوغان والسراج؟
بالطبع بدأ الموقف الأوروبي يتغير بسبب الاتفاق الذي وقعه فايز السراج رئيس حكومة الوفاق نوفمبر 2019 مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وواضح للعيان من خلال ما أعلن عنه الاتحاد الأوروبي منذ أيام على الاتفاق، وكذلك دول أخرى رفضت التدخل التركي في ليبيا، وأتوقع أن يكون هناك موقف أكثر قوة لمساعدة الليبيين للتخلص من الدعم التركي للجماعات الإرهابية.
الإرهاب في العالم كله مُحارب، والإرهاب الآن موجود في ليبيا والجيش الوطني أخذ على عاتقه أن يحرر ليبيا من الإرهاب وتنظيماته وبالفعل حوالي 95 % من مساحة ليبيا حررها الجيش والباقي 5 %، في طرابلس وما حولها في شرق طرابلس أي المساحة الواقعة بين طرابلس ومصراته.
والهلال النفطي والشرق الليبي والجنوب كله حرر بالكامل وحتى إقليم طرابلس معظمه في يد الجيش الليبي، بالتالي الموقف الأوروبي انحاز إلى رفض تدخل تركيا في الشأن الليبي.
-هل القدرات العسكرية والمعدات التي لدى الجيش الليبي قادرة على مواجهة التدخلات التركية؟
القدرات العسكرية والمعدات التي لدى الجيش الليبي، هي في كل الأحوال بإرادة وعزيمة الرجال قادرة على مواجهة التدخلات التركية إن تمت، لكن في كل الأحوال الجيش الليبي يحتاج إلى دعم ومساندة من شعبه، ومن دول الجوار ومن الجميع وخاصة من الدول التي تحارب الإرهاب من أجل التخلص من الجماعات الإرهابية، ومن يقودهم وخاصة منهم مطلوبون للمحاكم الدولية، وهم موجودن في صفوف الجماعات الإرهابية التي تواجه الجيش الليبي.
- كيف ترى الدعم المصري والعربي للجيش الليبي في مواجهة الجماعات المسلحة والتدخل التركي؟
الدعم المصري والعربي للجيش الليبي، واضح للعيان من خلال رفضهم للتدخل التركي في ليبيا، وواضح من دعوة مصر إلى الاجتماع الطاريء بشأن ليبيا لمواجهة التدخل التركي، أيضا السعودية والإمارات والأردن ومعظم الدول العربية، أيضا دول حوض البحر المتوسط، كلها تدعم الجيش الليبي في مواجهة الجماعات الإرهابية، وتركيا وهذا واضح من خلال التصريحات والقرارات الصادرة عنهم.
وبالنسبة لمصر فهي دولة كبرى وجارة لليبيا وشقيقة كبرى، ولها دور كبير في هذا الأمر، كذلك الأمن القومي يحتم عليها أن تهتم بما يحدث في ليبيا؛ لأن استقرار وأمن ليبيا من استقرار وأمن مصر، بالتالي هي الدولة المعنية الأولى بما يجري في ليبيا فهي الشقيقة الكبرى؛ لأن ما يدور في ليبيا يمس ومصر وبالتالي عليها دعم الليبيين وهي حقيقة قائمة بذلك بالفعل وهذا الأمر واضح في الكثير من المواقف والقرارات والسياسات.