«الفرجاني» يكشف لـ«الدستور» استراتيجية الجيش الليبي لمواجهة تركيا
صوّت البرلمان الليبي، اليوم، على قطع العلاقات مع تركيا وإغلاق السفارات بين البلدين، كما أحال رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ووزير خارجيته للنائب العام، كما رفض المصادقة على الاتفاقية بين تركيا وحكومة الوفاق، فيما يتقدم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على جميع المحاور بالعاصمة طرابلس، لمواجهة الجماعات الإرهابية والعناصر التي جلبتها تركيا إلى ليبيا.
وفي حوار خاص لـ«الدستور» أوضح الناشط السياسي «فتح الله غيضان الفرجاني» أن الجيش الليبي لديه قدرات قوية تؤهله للتصدي للعدوان التركي، حيث يصل عدد المقاتلين 100 ألف، وإلى نص الحوار:
- كيف تحرك المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي للحشد دوليا ضد العدوان التركي على الشعب الليبي؟
المشير حفتر وجهت له دعوات من قبل العديد من الدول لزيارتها، ومنهم إيطاليا فقد وجه له وزير خارجيتها دعوة رسمية لزيارة روما، ووجهت له أيضا دعوة لزيارة اليونان، وبالنسبة للأخيرة ستكون الزيارات على مستوى رئيس مجلس النواب، لكن حتى الآن لم توجه دعوة رسمية من قبرص أو اليونان إلى المشير حفتر لزيارتهم، لكن وزير خارجية اليونان سبق أن دعاه إلى زيارة أثينا، فيما زار المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، أثينا، تلبية لدعوة وجهت له.
أجرى رئيس مجلس النواب العديد من الزيارات للخارج عقب اتفاق السراج وأردوغان مثل قبرص واليونان، ما هي أهم الطلبات التي طلبها رئيس النواب خلال زيارته من قادة هذه الدول؟
طلب المستشار عقيلة صالح خلال زيارته الخارجية سحب الاعتراف بحكومة الوفاق، وعدم الاعتراف بالاتفاقيات التي وقعها السراج وأردوغان، وأكد أن الشرعية يمثلها مجلس النواب فقط وحكومة الوفاق أصبحت من الماضي، وهذه هي الأولوية.
كذلك ناقش عودة القنصليات إلى بنغازي ودعم مجلس النواب الشرعي ودعم القوات المنبثقة تحته وهي الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر.
- حققت زيارات رئيس مجلس النواب وكذلك المشير حفتر العديد من النتائج ما تقييمك لها وأهم النتائج التي تمخضت عن هذه الزيارات؟
حقيقة حدث تغير كبير في الموقف الأوروبي، فمثلا كانت إيطاليا من أشد المؤيدين لحكومة الوفاق برئاسة السراج والآن تغير موقفها، وبدأت تراجع علاقتها مع الوفاق وأصبحت علاقتهم مهزوزة، وأيضا من الشروط التي وضعها المشير حفتر للتواصل مع إيطاليا هي سحبهم الاعتراف بحكومة الوفاق، وإجلاء قواتهم من مصراتة وطرابلس والبدء في علاقات جديدة إن كانوا يريدون مستقبلا التعاون مع ليبيا وتحسين العلاقات، وهم بالفعل بدأوا يأخذون هذه الطلبات على محمل الجدية،ـ وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك زيارة من حفتر لإيطاليا.
وبالنسبة إلى فرنسا بالطبع هي مع الجيش الليبي لمكافحة الإرهاب بشكل واضح، ومعه قلبا وقالبا.
- تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أيام إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وشدد على دعم الجيش الليبي، هل يلتقي المشير حفتر بترامب قريبا؟
السيسي اتخذ خطوات قوية من البداية للتواصل بين المشير حفتر والرئيس ترامب، وكان جزء أساسي مساند في الاتصال الأول الذي جرى بين حفتر وترامب، وهو ما ساعد في تغير الموقف الأمريكي، وهناك تواصل الآن لكن لن تكون هناك زيارة من قبل حفتر إلى واشنطن قريبا، ورغم ذلك ما بعد تحرير طرابلس ستتضح الأمور سيكون الموقف الأمريكي صريح وسيكون هناك زيارة من قبل حفتر إلى واشنطن، لأن المرجح أن الجيش وقائده سيكون على رأس المرحلة الانتقالية لإدارة البلاد وستشكل حكومة وحدة وطنية.
- نقل أردوغان إرهابيين وقوات إلى ليبيا عبر الجو والبحر، كيف تحركت المؤسسات الليبية لمواجهة هذا الأمر؟العالم أصبح متحد على رأي واحد وهي أن تركيا على باطل وقرارتها واتفاقاتها، والكل مع الشرعية وهو مجلس النواب.
كذلك الآن الجيش الليبي يستند إلى دعم حلفائه وعلى رأسهم مصر صاحبة الدور الكبير إقليما وأوروبيا ودوليا، فهي الحليف الأول والاستراتيجي للجيش الليبي وكذلك البرلمان.
-هل أسر الجيش الليبي أفراد من الجماعات الإرهابية الأجنبية أو المرتزقة الذين أرسلهم أردوغان؟
قتل الجيش الليبي اثنين من الانتحارين السوريين حاولوا استهداف قوات الجيش بحزامات ناسفة، كذلك تم القبض على ثلاثة أو أربعة آخرين من هؤلاء الأجانب الإرهابين وسيتم الإعلان خلال الأيام المقبلة عن تفاصيل التحقيقات مع هؤلاء الإرهابيين فور الانتهاء من التحقيقات.
وفكرة هؤلاء الانتحارين جديدة أدخلها أردوغان إلى طرابلس يستخدمها الأتراك ويريدون استنساخ النموذج السوري في ليبيا، وحتى السيارات المفخخة استخدمها هؤلاء، والاثنين الماضي هجموا بسيارة مفخخة على نقطة للجيش الليبي لكن لم تنفجر وتم القبض على عناصر الهجوم وهم في قبضة الجيش وهم شخصين.
وهؤلاء الإرهابيين الذين أرسلهم أردوغان خليط من تنظيمات جبهة النصرة والقاعدة وداعش، لتدمير ليبيا.
- ما هي أبرز المناطق التي حررها الجيش الليبي حتى الآن وكذلك ما هي المناطق المتبقية في حوزة الميليشيات؟
منذ انطلاق ساعة الصفر التي أعلنها الجيش الليبي، حققت القوات تقدما كبيرا، حيث استعاد طريق المطار بالعاصمة طرابلس، بكامله، والآن الجيش تقدم في المحور الجنوبي وهو محور صلاح الدين وفيه الإدارة العامة للجوازات وهو الآن تحت سيطرة الجيش، وسيطر على بعض المدن شرق مدينة طرابلس، وكذلك تقدم في محور الهضبة وسط طرابلس، ويفصله حوالي 3 كم فقط عن قلب العاصمة.
والآن الجيش يعتبر في قلب طرابلس وليس على تخومها، فبينه وبين ساحة الشهداء بالعاصمة 2 كم فقط، وهذه كلها مؤشرات على أن الجيش في قلب طرابلس وتقدم بخطى ثابتة لكنه يتحرك ببطء حفاظا على أرواح المدنيين والممتلكات، متبعا استراتيجية إنهاك الميليشيات المسلحة والآن باتوا يلجأون على الانتحاريين والسيارات المفخخة لعجزهم عن مواجهة الجيش.
- ما هو تعليقك على موقف الجامعة العربية خلال اجتماعها الطارئ بشأن ليبيا؟
حقيقة كان موقف الجامعة هزيل، لأنه أشار إلى حكومة الصخيرات على أنها شرعية وهذا منافي لطلبات الليبين بسحب الاعتراف من هذه الحكومة فقد اعتبرت حكومة الوفاق شرعية رغم رفضها للتدخل التركي وهي من طلبت هذا الأمر، وكان الأولى معاقبة حكومة الوفاق.
لكن لم نعول كثيرا على موقف الجامعة فدور الجيش الليبي كافي وكذلك الدعم المصري وبعض الدول الأخرى يكفي الليبيين وكذلك الإرادة الشعبية كافية والنصر قادم قريبا، والقادم جيد بحسم الجيش الليبي لمعركة طرابلس.
- هل لدى الجيش الليبي منظومات تسليحية قادرة على مواجهة أي تدخل تركي إن وقع؟
نعم الآن الجيش الليبي قادر على صد العدوان التركي سواء في البر أو البحر أو الجو، والأمر لم يعد كالسابق فالجيش تعداده الآن يفوق 100 ألف مقاتل، ولديه منظومات جوية قادرة على التصدي للطائرات التركية، وكذلك مواجهة أي تدخل بحري.
- هل ستكون هناك زيارات لمسؤلين ليبيين إلى القاهرة قريبا؟
نعم من المرجح
أن تكون هناك زيارة للمشير خليفة حفتر وكذلك رئيس البرلمان عقيلة صالح، وكذلك رئيس
الحكومة المؤقتة عبدالله الثني، وأيضا وزير الخارجية.
وهناك لقاءات أخرى ستتم مع عدة دول أوروبية وإقليمية وليست إلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيره.