لماذا خرج الفرنسيون فى "الخميس الأسود"؟
خرجت تظاهرات حاشدة في عموم فرنسا ضمن الدعوة إلى إضراب "الخميس الأسود" من قبل نقابات عمليات وحركات احتجاجية اعتراضا على سياسات وقوانين يسعى الرئيس إيمانويل ماكرون إقرارها رغم الاعتراضات الشعبية، وسط مخاوف من تكرار سيناريو "السترات الصفراء" التي شهدت أعمال عنف وشغب في عموم البلاد اضطرت ماكرون للتخلي عن زيادة الضرائب ورفع أسعار الوقود.
ومن بين الأسباب التي دفعت الفرنسيين إلى الخروج ضد ماكرون وحكومته:
- الاعتراض على مشروع إصلاح نظام التقاعد الذي يسعى إيمانويل ماكرون لإقراره من قبل الجمعية الوطنية (البرلمان)، حيث يقترح المشروع إنشاء نظام تقاعدي يعتمد على النقاط أي حسب الاشتراكات المدفوعة من قبل الموظف بجانب رفع سن التقاعد من 62 عاما إلى 64 عاما، لكنه يتيح التقاعد في سن الـ62 مقابل الحصول على معاش غير كامل.
- خرجت نقابات وفئات معينة في "الخميس الأسود" أيضًا لأن مشروع إصلاح نظام التقاعد يهدف لإلغاء بعض أنظمة التقاعد التي كان يستفيد منها بعض العمال مثل السكك الحديدية وموظفي قطاع البناء مقابل التقاعد في سن مبكر عن السن المعتاد.
- منذ عام 1945 يحصل موظفو السكك الحديدية وفق نظام خاص بهم على امتيازات قوية مثل جعل سن التقاعد عند 50 عاما لجذب الموظفين إلى القطاع، ويسعى ماكرون وفق القانون الجديد لإلغاء هذه الامتيازات، لهذا كان عمال السكك الحديدية والمترو أكثر من خرجوا في تظاهرات اليوم.
- زاد من غضب الشارع تأكيد ماكرون أنه "لن يتراجع" عن هذا التعديل، الذي سيعلن عنه كاملا خلال أيام حتى يتم طرحه للتصويت أمام البرلمان، مطلع العام الجديد.
- سعى الرئيس الراحل جاك شيراك عام 1995 إلى إقرار قانون مماثل لماكرون بشأن التقاعد إلا أن اضرابا مفتوحا تم تنظيمه شل البلاد ما دفعه لسحب المشروع.
- خرجت تظاهرات اليوم أسوة بمظاهرات "السترات الصفراء التي خرجت منتصف العام الماضي وزادت حدتها في نوفمبر وديسمبر 2018 ليضطر ماكرون إلى الغاء زيادة أسعار الوقود ورفع الضرائب.