"قفزة من الشباك" أنقذت محمد فوزي من تحرش عجوز به في بدايته الفنية
بدأ الفنان محمد فوزي، حياته الفنية منذ عام 1938، والتحق بالمعهد الموسيقي بالقاهرة، وبعد امتلاكه أموالًا وقتها استأجر غرفة صغيرة من راقصة انطفأت عنها الأضواء وصارت تؤجر منزلها لصغار الفنانين.
وقال محمد فوزي، في مقال نادر له نشرته مجلة الكواكب في أكتوبر عام 1959، إنه بعد إقامته في ذلك المنزل وجد معاملة خاصة من السيدة العجوز والتي تتصابى وتحاول أن تبدو شابة وجميلة رغم أن قطار العمر فاتها، وكان قد وطد العزم بينه وبين نفسه ألا يترك لأي امرأة ثغرة تدخل منها إلى حياته، وأن يركز كل جهوده في دراسته الموسيقية.
وأضاف: "لهذا السبب لم يكن غريبًا أن أحس بالخوف والريبة حيال هذه العناية الخاصة التي توليني إياها السيدة العجوز، وكنت قد ضحيت بكل شيء في سبيل دراستي الموسيقية وهجرت مدرستي الثانوية ورحلت عن بلدي رغم سخط والدي الذي كان يرى أن ما أفعله كلام فارغ، وكان خوفي يتزايد كلما أحسست بالامتياز بين سكان شقة العجوز، وكنت الوحيد الذي لا تطالبه بأجر حجرته في اليوم الأول من الشهر والوحيد الذي يستخدم الكهرباء بلاسباب أو لعنات".
وتابع: "في بداية الأمر اعتقدت أنها عاطفة الأمومة التي حرمت منها إلى أن وجدتها ذات يوم تدخل غرفتي وتجلس على فراشي وتبث إلىّ غرامها وولعها بي، وأخذت أنصت لها مصدومًا ولم تضيع دقيقة وقتها حتى قفزت وعانقتني ولفت ذراعها حولي كالقيد وحاولت أن تقبلني وصرخت مستغيثًا ولا مغيث، وظللت أقاومها حتى أفلت منها وشرعت في ارتداء ملابسي وأنا أدفعها عني وكلما حاولت الخروج توقفني أو تحاول تقبيلي، ووجدتها تسد الباب بجسدها وعيناها تبرقان بالانفعال والثورة واتجهت إلى النافذة وقفزت منها هاربًا وكان من الممكن أن أدفع حياتي ثمنًا لهذه القفزة ولكن الشقة كانت في الدور الأول وارتفاعها كان لا يزيد عن المترين حتى وجدت كل حاجياتي تتناثر على الأرض، وبهذا الحادث انتهت حياتي في الشقة وأيام الرخاء".