"بنت الصحراء".. فيلم هدد بفسخ خطوبة أميرة مصر من ولى عهد إيران
رغم أنه لم يمس محظورات الرقابة لكنه وقع ضحية للظروف السياسية، بعد أن تقدم الأمير محمد رضا بهلوي ولي عهد إيران لخطبة الأميرة فوزية نجلة الملك فؤاد الأول رسميًا؛ ليتم الزواج بالفعل في 15 مارس 1939 في قصر عابدين.
تقول الكاتبة أمل عريان فؤاد في كتابها "سلطة السينما.. سلطة الرقابة"، في خضم تلك الأحداث أرسلت الحكومة الإيرانية احتجاجًا رسميًا على عرض فيلم "بنت الصحراء" باعتباره يسئ إلى تاريخ "كسرى أنو شروان" ملك الفرس القديم، بل وقام سفير إيران في مصر "محمد على جم" بعمل اتصالاته مع القصر الملكي المصري فصدرت الأوامر العليا بوقف عرض الفيلم.
وتضيف أن القرار جاء من الملك فاروق شخصيًا ليصيب بذلك القرار بهيجة حافظ في مقتل ويتسبب في إفلاسها وحاولت بهيجة بإتصالاتها إعادة عرض الفيلم إلا أن وزارة الداخلية المنوط بها الرقابة رفضت؛ بل وطالبوا بالتحقيق معها، وحاولوا مساومتها بعرض الفيلم مقابل حذف كافة المشاهد التي تسئ لملك الفرس؛ إلا أنها رفضت خاصة وأن الرقابة المصرية هي التي وافقت على الفيلم قبل وبعد تصويره.
وظلت بهيجة متمسكة بحقها حتى بدأت تطرق أبوب المحاكم لترفع دعوى تعويض على الحكومة بمبلغ عشرين ألف جنيه، وفي خضم تلك المحاولات كانت هناك تغيرات جديدة على الساحة السياسية ساعدت بهيجة حافظ في الوصول إلى حل بعد أن ساءت العلاقات بين مصر وإيران، والتي انتهت بانفصال الأميرة فوزية عن ملك إيران بعد زواج استمر عشر سنوات، في الوقت الذي لا تزال بهيجة تنتقل بين أروقة المحاكم، بحثًا عمن ينصفها من ديونها التي عصفت بها بسبب خسارتها في الفيلم فقد ظلت قضيتها منظورة أمام المحاكم لمدة ست سنوات منذ صدور قرار المنع حتى تمكنت من إعادة عرض الفيلم في وقت توتر العلاقات بين مصر وإيران بعد أن رضخت لأوامر السلطة وخارت قواها وأجرت تعديلات بالحذف بين مصر وإيران؛ بل وغيرت اسم الفيلم إلى "ليلي البدوية" بعد أن يأست من الاستمرار ليعرض الفيلم مرة أخرى في 12 مارس 1944 بسينما الكورسال بشكله الممزق ليسقط سقوطًا ذريعًا وقد حاولت السلطة تعويض بهيجة حافظ عن خسارتها فمنحتها مبلغ ثلاثة آلآف جنيه و403 جنيات في الوقت الذي خسائرها 45 ألف جنيه.
بالرغم من فوز فيلم "ليلى بنت الصحراء" بإحدى الجوائز الذهبية في مهرجان "برلين الدولي" والإشادة التي هللت بها الصحف للفيلم؛ إلا أن تدخل السلطة في الفيلم بالمنع أدت إلى انهيار الفيلم.