طارق شوقى: التدريب والتعليم يشكلان قلب عملية التنمية
أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي أن التدريب والتعليم يشكلان قلب عملية التنمية، فلا تنمية دون تدريب وتعليم جادين وهادفين، ولا جودة دون معايير.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الدولي الثاني للاتجاهات الحديثة في التدريب والتعليم، الذي ينظمه المجلس الوطني للتدريب والتعليم تحت عنوان "نظام إدارة المؤسسات التعليمية وفق المعيار الدولي ISO 21001:2018".
وأشار الوزير، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس قطاع التعليم العام بالوزارة الدكتور رضا حجازى، إلى أن التعليم هو ركيزة بناء الإنسان المصري المواكب والمعاصر والمنافس، موضحًا أنه يستحوذ على مساحة ذات اعتبار من اهتمام المجتمع الدائم بقضايا تطويره وإصلاحه.
وأوضح أن المجتمع يعوّل على التعليم في مسئولية التنشئة السليمة للأجيال الحالية والقادمة في البلاد، منوهًا أن القيادة السياسية تؤكد في جميع الفعاليات ضرورة الاهتمام بالتنشئة السليمة لأبناء الوطن، وإعطاء كل ذلك الأولوية ضمن الأجندة السياسية للدولة.
وأضاف أن قطاع التعليم قبل الجامعي يمر حاليًا بمرحلة تطوير شاملة، تهدف إلى إحداث عملية تغيير وتطوير جذرية في معطياته، ومخرجاته وجوانبه كافة، مشيرا إلى أن مسألة تطوير نظم الإدارة تحتل الآن مكانة وأولوية متقدمة من أولويات الوزارة لكونها إحدى ركائز تطوير القطاع؛ وذلك وفقًا لرؤى وتطلعات الدولة والقيادة السياسية.
وقال "شوقي" إن الأهمية الخاصة التي يكتسبها هذا المؤتمر، المتزامن تمامًا مع جهود الوزارة في هذا المجال، هو فسح المجال للاطلاع، والمعرفة، والدراية الكاملة بجهود المؤسسات الدولية المتخصصة في مجال تطوير نظم الإدارة، ومتطلبات تحقيق جودتها بالمؤسسات، ولاسيما بالمؤسسات التعليمية، بما يمكن الدولة من الارتقاء بها؛ لتصبح مؤسسات ذات جودة من طراز دولي.
وأكد أن مؤسسة التعليم لا تسير في فلك خاص بها، بل إنها محكومة بمفاهيم وممارسات ونواتج نسعى جميعًا من أجل تحقيقها، إضافة إلى آمال وتوقعات ومتطلبات معنيين ينتظرون منها تلبيتها كاملة، مؤكدًا حتمية سعي المؤسسات الجاد نحو تحسين تلك النظم، وتطويرها في ضوء معطيات بيوت الخبرة المتميزة في هذا المجال، بل السعي على نيل شهادتها بما يؤكد جدارتها بتطوير منظومتها الإدارية في شتى جوانبها.
ونوه أن مسألة تطوير نظم إدارة المؤسسات التعليمية وفق المعيار الدولي ISO 21001:2018 إنما تهدف لتوجيه وتوحيد جهود المجتمع التعليمي، سواء على المستوى المركزي أو اللامركزي، وصولًا إلى المدرسة ذاتها، صوب رؤية وأهداف محددة لعمليات التعليم والتعلم؛ وذلك بنشر ثقافة معايير جودة الإدارة في المجتمع التعليمي المستهدف، وتوحيد مفاهيمها، والعمل على التعريف بها، وتحديد الآليات التي تعد ركيزة تحقيقها، وإبراز الجوانب الأكثر قدرة على تحقيق توقعات وتطلعات جميع المتعاملين مع هذه المؤسسة الضخمة، والمعنيين بجودة مخرجاتها، إضافة إلى تحقيق قدرًا معتبرًا من تضافر وتناغم الجهود صوب الأهداف الموضوعة.
ولفت شوقي إلى أنه من أجل تحقيق وإعمال تلك القناعات السابقة فإن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تعطي بالغ الاهتمام والدعم لتطوير نظم إدارة المؤسسة التعليمية؛ وذلك لقناعة الوزارة بأنها الوسيلة الناجحة لتحقيق أهداف التنمية التي ننشدها في ظل تواضع الموارد، والتي سطرتها الدولة ضمن "استراتيجيتها للتنمية المستدامة.. رؤية مصر 2030"، وإيمانًا بمحورية دور الإدارة في تحقيق أهداف التعليم، وتحقيق نواتج التعلم المستهدفة، وأهداف جميع المعنيين بالتعليم في هذا البلد الأعز، وبما يعمل على تحقيق أهداف الدولة التنموية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وأوضح "أننا كمجتمع تعليمي نشير إلى حاجتنا الماسة للاستعانة بالخبرات والتجارب الداعمة لعمليات تطوير نظم الإدارة بجميع المؤسسات التعليمية، وبالكيفية التي تضمن تحقيق الغايات الموضوعة للتعليم كمؤسسة تقع على عاتقها مسئولية التنمية البشرية، ودعم جوانب التنمية الأخرى في البلاد، وبالكيفية التي تضمن تحقيق مبادئ الحوكمة الرشيدة ومعاييرها وممارساتها.
وأشار شوقي إلى اعتقاده بأن المعيار الدولي (ISO 21001:2018) لجودة المؤسسات التعليمية، محور هذا المؤتمر، يمهد باقتدار لتوفير المعرفة والمنهجية اللازمة للجوانب السابقة كاملة، والتي تدعم كفاءة المنظومة، وتؤكد عليها مؤشرات الحوكمة الرشيدة من مشاركة، ومساءلة، ونزاهة وشفافية، وتعزيز رضا المعنيين كافة، والاستجابة لتطلعاتهم واحتياجات سوق العمل، وخلاف ذلك.
وأكد أن هذا المؤتمر هو بمثابة فرصة حقيقية للمجتمع التعليمي، والمهتمين به وبفعاليات تطويره، من أجل التعرف على آخر ما توصلت إليه المؤسسات الدولية المختصة بشئون معايير جودة نظم إدارة التعليم، وآليات تطبيقها وتحقيقها على أرض الواقع متطلعًا إلى أن يستقي الحضور من فعالياته ما يرسخ الفهم والمعرفة الكافية لإعمال متطلبات تحقيق جودة هذه النظم في أية مؤسسة تعليمية كانت.