يوسف عامر: التواصل الحضارى بين أمريكا والعالم الإسلامى أمر حتمى
قال الدكتور يوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، والمشرف العام على مرصد الأزهر، إن التواصل الحضاري بين الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية والعالم الإسلامي أمر حتمي وضرورة ملحة؛ مشيرا إلى أن هذا التواصل والتكامل يساعد على دحر الإرهاب والتطرف فكرًا وممارسة.
وأضاف عامر خلال كلمته بمؤتمر «التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي»، أن أمريكا بما أنها بلد الديموقراطيةِ والحرية، تستطيع أن تقوم بدور ملموس في التواصل الحضاري بما يضمن الحقوق الإنسانية؛ مناشدًا الولايات المتحدة الأمريكية قيادة حكيمة وشعبًا راقيًا بالقيام بدوره في تحقيق أهداف هذا المؤتمر.
وأكد أنه ينبغي علينا جميعًا أن نتعاون من أجل التواصل الحضاري، فكما أن العالم الإسلامي عليه دور كبيرٌ في هذا التواصل فإن الولاياتِ المتحدة الأمريكية عليها الدور الأكبر من أجل سرعة تحقيق هذا التواصل، ومن ثم لابد من مراعاة الأمور التالية حتى يحقق المؤتمرُ أهدافَه:
- إزالةُ المعوقاتِ التي تحول دون التواصلِ الحضاري مع العالم الإسلامي، ومن بينها وضعُ ضوابطَ لهذا التواصل، وذلك بتفعيلِ ما تدعو إليه كلُّ الأديانِ من الدعوة إلى السلام العالمي، والحثّ على احترام الآخر، بعيدًا عن الأهواء الشخصية أو المصالحَ الاقتصاديةِ أو التوجهاتِ السياسية.
- الاهتمامِ السريعِ والجادِ بحقٍ يتعلق بأرض هي مهد الرسالات والحضارات للبشرية في كل مكان وزمان؛ حتى يتحقق السلامُ والأمان، ألا وهو حقّ العالم الإسلامي والعربي في المسجد الأقصى، وحقّ الفلسطينيين في أرضهم وديارهم.
- إتاحة الوسائل الممكنة التي تسمح لكل طرف أن يُعرِّف بنفسه للآخر، بحيث يمكن من خلال هذه الوسائل أن يعرف المسلم صورتَه عند أخيه -في الإنسانية - الأمريكي، ويعرف الأمريكي صورته عند أخيه -في الإنسانية – المسلم.
وأكد عامر أن الأزهر ينفتح على التعاون مع العالم أجمع، بوسائل كثيرة، منها التواصل المباشر مع لجنة مكافحة التطرف والإرهاب بمجلس الأمن، بجانب عقد المؤتمرات الدولية، مثل «مؤتمر السلام والمواطنةِ الدولي» و«مؤتمر القدس عام 2018م»، والالتزام بالوسطية إعمالا لقول الله عز وجل: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ)، بالإضافة إلى استقبال الدارسين من أمريكا في الأزهر الشريف، وإرسال البعثات لنشرِ مبادئ الإسلام الوسطي حول العالم.