رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفتى «شعبولا» فى الجونة!


أجرأ أو أسوأ إطلالات نجمات ونجوم السينما فى «مهرجان الجونة السينمائى»، لا تقاس بإطلالة المدعو مصطفى راشد فى حفل افتتاح المهرجان، التى أثارت دهشة البعض، وجددت الصداع حول حقيقة لقب «مفتى أستراليا» الذى منحه المذكور لنفسه، من نفسه. كما ظهرت علامات استفهام وعلامات تعجب حول أسباب استضافته فى مهرجان تحمّل «نجيب ساويرس» وإخوته عبء إقامته، تسويقًا لمنتجعهم السياحى، أو لأى سبب آخر.
لم نعرف أن لـ«مفتى أستراليا» المزعوم أى علاقة بالسينما، أو بالفن عمومًا، باستثناء قيامه، عبر أحد وكلائه، بمنح لقب «سفير» لقاسم عبدالرحيم حسن موسى، المطرب الشعبى المعروف باسم شعبان عبدالرحيم. وكان لافتًا أن كلمة «البروفيسور» سبقت اسم «شعبولا» فى الورقة التى حصل عليها «تقديرًا لجهوده الاستثنائية التى تصب فى نجاح مسيرة العمل العام فى الوطن».. و«بفضل جهوده المخلصة التى تضافرت من أجل خدمة ورقى المجتمع الدولى». وكان الوكيل، كما قال «الختم» الموجود أسفل يمين الورقة (أو الشهادة)، هو «لويس لطفى سفير السلام العالمى»، الذى عرفنا من جريدة المساء، أن «مصطفى راشد» هو من قام بمنحه اللقب: لقب «سفير للسلام العالمى»!.
لا تلتفت إلى أن حامد هليل، كاتب خبر «المساء»، المنشور فى ١٢ سبتمبر ٢٠١٥، هو نفسه رئيس مجلس تحرير جريدة يملكها المكتوب عنه، أى لويس لطفى. فما يعنينا الآن هو مَنْ قام بتسليم الشهادة والذى يصف نفسه، فى موقع «الحوار المتمدن»، بأنه «الشيخ الدكتور مصطفى محمد راشد، عالم أزهرى ومفتى أستراليا، سفير السلام العالمى للأمم المتحدة وعضو الاتحاد العالمى للصحفيين، والاتحاد الدولى للمحامين، وهو رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان ومركزها الرئيسى بسيدنى أستراليا، و..... و.... ويعتذر للسادة القراء عن بعض الأخطاء الإملائية الموجودة بالمواضيع المنشورة»!.
الأهم من هذه «الخزعبلات» كلها، هو أن المذكور له فتاوى غير مسبوقة من عينة أن «الحج الشرعى إلى جبل الطور وليس الكعبة».. «صيام رمضان ليس فريضة».. «التدخين لا يبطل الصيام».. و«شرب الخمر حلال». وقبل أن تتعجب من تلك الفتاوى، أحيلك إلى بيان صدر عن مجلس الأئمة والعلماء الفيدرالى فى أستراليا، جاء فيه أن «هذا الشخص الدَّعى ليس مفتيًا لأستراليا وليس إمامًا فى أى من مساجدها»، و«لم يعتل منبرًا أبدًا، وليست له صلة من قريب أو بعيد بالعلم والعلماء». و«يفتقد أقل قواعد اللغة العربية لضبط أبسط جملة مفيدة، كما يعجز عن قراءة آية قرآنية واحدة بشكل صحيح».
صورة المذكور مع المهندس نجيب ساويرس، وتصريحاته على هامش حضوره المهرجان، استفزت جمعية الصداقة المصرية- الأسترالية، فاستنكرت ظهور المذكور فى افتتاح مهرجان الجونة، بزعم أنه «مفتى أستراليا»، وشددت على أنه «ليس مفتيًا أو شيخًا فى أى مسجد من مساجد ولايات أستراليا كلها، وأنه ينصّب نفسه بالكذب والزيف». وفى بيان أصدرته، مساء الأربعاء، وجهت الجمعية رسالة إلى المهندس نجيب ساويرس والقائمين على المهرجان، طالبتهم فيها «بالرجوع إلى السفارة المصرية فى أستراليا، والسفير محمد خيرى، وهيئة الاستعلامات المصرية ووزارة الهجرة، للتأكد من حقيقة هذا الشخص، وكونه مفتيًا لأستراليا، أم لا». وأشارت الجمعية إلى أنها «أصدرت بيانات وحذرت أكثر من مرة من ظهور هذا النصاب، وأكدت أن القائم بأعمال مفتى أستراليا، هو الدكتور إبراهيم أبومحمد، بعد وفاة المفتى الشيخ عبدالعظيم عفيفى، إلى أن يتم إجراء انتخابات من قبل مجلس الأئمة الأسترالى، والمجالس المحلية».
مفتى أستراليا المزعوم، قال إنه حضر المهرجان بدعوة من المهندس نجيب ساويرس، الذى وصفه بـ«الصديق الوطنى». وأعلن فى تصريحات صحفية، أنه حرص على تلبية الدعوة «ليبعث برسالة لكل متشدد ومتطرف، بأن السينما الهادفة ليست حرامًا، ولا يوجد نص قرآنى أو حديث يحرّمها». وعليه، قامت الجمعية بتوجيه ركلة مزدوجة، ثقيلة العيار، إلى إدارة المهرجان، فى البيان، بأن ذكرت: «لو كان القائمون على المهرجان يرغبون فى وصاية الأزهر على الفن، فليكن هذا من خلال المشيخة نفسها، وليس عن طريق شيخ مزيف لا علاقة له بالأزهر». وبعد الركلة المزدوجة كانت تلك النصيحة: «يحب أن يتفهم القائمون على المهرجان أن دمج الدين بالفن سوف يقف عقبة فى التسويق للمهرجان عالميًا لأنه يرسل رسالة مزدوجة لا تفهمها الشعوب المتحضرة وهى دمج الدين بالفن أو بصناعة السنيما».
.. وأخيرًا، لا أعتقد أنك ستسخر من «شعبولا» أو ستلومه، لو فرح بالورقة التى حصل عليها من المذكور، عبر وكيله. لكن الواجب، أقل واجب، يقتضى أن تسخر من «نجيب» وأن تلومه، حين يستضيف «مفتى شعبولا» ويلتقط معه صورًا تذكارية، لعشرات الأسباب، أبسطها أنه حاصل على بكالوريوس هندسة!.