"كوستاريكا" في فينيسيا بفيلم تسجيلي عن رئيس أوروجواي السابق
شهدت فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ75، حدثًا فنيًا هامًا، بمجىء رئيس أوروجواي السابق خوسيه موخيكا، لحضور العرض العالمي الأول لفيلمه "le pepe"، وهو الاسم الذي اشتهر وينادى به الرئيس من قبل شعبه الذي أحبه لأنه أبسط وأفقر رئيس في العالم آثر العيش في بيته الريفي وهو رئيس، ولم يدخل مطلقًا لقصر الرئاسة، بل فتح بعض أجنحته لإيواء المشردين من أبناء بلاده في عام 2014 وكان يتبرع بـ90 في المئة من راتبه الشهري لتحقيق المزيد من الرفاهية لشعبه.
وكان يقود سيارته البيتلز ذات اللون السماوي بنفسه ورفض عرضًا من شيخٍ عربيٍ لشرائها مقابل 100 مليون دولار، وقال نصًا: "لن أبيعها ما دمت على قيد الحياة".
يسير في الطرقات بلا حراسة ويطهو الطعام بنفسه لكلبه ويشتري لوازم بيته الريفي بنفسه ويعيش بلا صخب ولا توتر ولا يتعامل مع التكنولوجيا، فهو نموذج في أمريكا اللاتينية يحاكي مانديلا في أفريقيا وغاندي في الهند ويحترم رفاقه في النضال الثوري شخصية الرئيس بوتين ويرفض هو بالطبع ويرفضون هم كذلك سياسات أمريكا حيث الاقتراض والديون ويحترمون الثقافة الأوروبية غير الاستهلاكية والمغايرة للنمط الأمريكي الرأسمالي شديد التوحش.
وكل ما سبق هو ما دفع وحفز المخرج العالمي "أمير كوستاريكا" لصنع فيلمٍ تسجيلي عن ذلك الرئيس الملهم المثال والاستثناء في تلك اللحظة الصعبة التي تعيشها غالبية شعوب الأرض في ظل سياسات الافقار والاقتراض والتوحش الرأسمالي والنمط الاستهلاكي الذي طال كل شيء.
دموع الرئيس الأيقونة السابق خوسيه موخيكا بعد انتهاء عرض الفيلم في عرضه العالمي الأول في فينيسيا هي ما دفعت دموع "كوستاريكا" للتساقط أيضًا وسط تصفيق حاد استمر لدقائق من الحاضرين في أكبر صالات وقاعات عروض الأفلام السينمائية بمهرجان فينيسيا.