القس لوقا راضي: الشخص العاطفى كثير الاهتمام بالآخرين
قال القس لوقا راضي، راعى كنيسة القديس ماري يوحنا بالقوصية بأسيوط، يندر أن نجد شخصًا يتشابه إلى حدٍ كبيرٍ مع آخر، وكثيرًا ما نتقابل فى الحياة مع أشخاص ينقادون بالعاطفة، وهناك العديد من الأنماط الشخصية في مختلف المجتمعات سواءً عند الذكور أو الإناث.
وأشار "راضى"، فى تصريحات خاصة له اليوم، إلى أن من بين أنواع الشخصيات التى نتقابل معها، فى الحياة، الشخص العاطفى الذى يتمثل فيه العديد من السمات، مضيفًا أن الشخص العاطفى "كثير الاعتذار"، وحساس لا يحب أن يضايق أحدا عن قصد أو دون قصد، فيسبق باعتذاره، مقدمًا ودون خطأ، تحسبا لأن لا يمس أحدا بسوء، وكثرة الاعتذار لا تعنى أنه ضعيف الشخصية، لكنه يتحسس دائما في طريقة كلامه مع الآخرين، ويود لو يعامله الآخرون بالمثل.
ولفت إلى أن العاطفى أيضًا سريع التأثر، مؤكدًا أنه سريع الانفعال بجميع المواقف حتى لو أن هذا الموقف لا يخصه أو يخص أحدا من معارفه، فمن الممكن أن ينقلب يومه رأسا على عقب لمجرد أن يرى صورة شخص مريض أو أسرة فقيرة، وهذا كفيل بشحنه بطاقة درامية.
وتابع أن الشخص الذي يعاني ضعفا عاطفيًا كثير البكاء، ولا يرتبط عنده البكاء بالمواقف الحزينة، بل هو يتأثر بالفرح والحزن بنفس التعبير، وهو أن يبكي ولا يستطيع أن يسيطر على دموعه في أي وقت وأمام أي شخص.
وأردف: العاطفى أيضًا يميل إلى الوحدة، لافتًا إلى أن الأشخاص العاطفيين يميلون إلى الوحدة نوعا ما، ومن حين لآخر يعتزلون الناس خوفا من أن يجرحهم أحد، على الرغم من أنهم يحبون الجميع لكنهم يخافون على مشاعرهم من الصدمات، وعادة ما يفضلون القيام ببعض النشاطات بمفردهم دون اللجوء لآخرين.
ولفت العاطفى أيضًا إلى أن العاطفى يتصف بالالتزام المبالغ فيه، مؤكدًا أن طبيعة الشخصية الحساسة هي الالتزام، لأنها تميل إلى الالتزام بشدة حتى لا يحدث ما يؤذيها نفسيا أو تتعرض لنقد، وتحاول دائما الوصول إلى الكمال وتفرض على الجميع معاملتها بنفس الأسلوب، ويعود ذلك إلى أنها لا تقبل النقد رغم أنها تتعامل معه بالصمت المطلق، ولكن داخليا يتسبب لها في مشكلات.
وأضاف أن الاهتمام بالآخرين يصاحب الشخصية العاطفية، هو أكثر شخص يهتم بالآخرين، ويحاول دائمًا إحاطتهم باهتمامها لدرجة تجعل من يهتم بهم يملون هذا الاهتمام، ويعتبرونه فضولًا أو تحكمًا، مؤكدًا أن العاطفى لا يمل العطاء، ويحب أن يكون هو مصدر هذا العطاء لكل من يحيطون به.
وتابع: أن الجدية هى العيب الأكبر في الشخصية الحساسة، لأنها جدية مبالغ فيها، حيث يأخذ كل الأمور على محمل الجد، ولا يحتمل أي استخفاف بحديثه، لافتًا إلى أن تلك الشخصية لا تعرف للمزاح طريقا، وإن قررت المزاح مع الأصدقاء فيكون بإعطاء إشارة لهم بذلك حتى لا يخطئ أحد فهمها.