هنري برجسون.. أصدر كتابه «في الشعور بالذات» عقب محاضرة في الآليات
هنري برجسون فيلسوف فرنسي. حصل على جائزة نوبل للآداب عام1927. يعتبر هنري برجسون من أهم الفلاسفة في العصر الحديث، كان نفوذه واسعا وعميقا، فقد أذاع لونًا من التفكير وأسلوبًا من التعبير تركا بصماتهما على مجمل النتاج الفكري في مرحلة الخمسينيات، ولقد حاول أن ينفذ القيم التي أطاحها المذهب المادي، ويؤكد إيمانا لا يتزعزع بالروح.
وحظى برجسون، في حياته بشهرة واسعة الانتشار في فرنسا تؤثر في دوائر مختلفة (فلسفية ودينية وأدبية) وحدث له العكس تماما بعد وفاته، إذ حدث انصراف تام أو شبه تام عن فلسفته حتى صارت تقبع في ظلال النسيان ابتداء من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم خصوصا وقد اكتسحتها الوجودية تماما.
كان هنري في محاضرة في فسلفة الآليات، واهتدى فجأة إلى هذه الفكرة، أن زمن أرباب الحساب لا يراعي ذلك الزمن الداخلي أو الدوام الذي هو بمنزلة الغلاف لحياتنا السيكولوجية، وحين تعمق برجسون في دراسة هذه الفكرة توصل منها إلى طريقة فلسفية وجواب على بعض مسائل الحكمة القديمة وعلى الأخص مسألة الحرب، وكانت النتيجة أنه أصدر كتابه «في الشعور بالذات» عام 1889.
كان أشد ما يطمح إليه برجسون في بدء حياته الفلسفية ينحصر في إعادة الإنسان إلى الحقيقة الروحية الكائنة فيه، وكانت مهمة عويصة تعترضها صعوبة درامية من حيث أن الإنسان قد اتجه أول عهده بالحياة إلى الخارج، وتألفت أفكاره من تأمل الأشياء المادية كما تكونت ألفاظه للإعراب عما هو ثابت جامد خارج دائرة الزمن.