البيئة: عرض مبادرة أفريقيا للطاقة فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة
أعلن الدكتور محمد عبدالمنعم مستشار وزير البيئة للشئون الأفريقية، أن مصر باعتبارها رئيسة "الأمسن" وزراء البيئة الأفارقة، ستقوم بعرض المبادرة الأفريقية للطاقة الجديدة والمتجددة فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أواخر الشهر الحالى.
وقال عبد المنعم -فى حديث له اليوم الجمعة، حول أخر تطورات هذه المبادرة الأفريقية وآخر المستجدات والاستعدادات لمؤتمر التغيرات المناخية المقرر عقده فى باريس ديسمبر القادم باعتباره موضوع الساعة- إن المبادرة مهمة جدا لأفريقيا خاصة ونحن مقبلون على مؤتمر باريس للتغيرات المناخية وهى مبادرة متكاملة يكون فيها الدول الأفريقية هى صاحبة المبادرة لأنها نابعة منها ومن مشاكلها ومن احتياجاتها للطاقة وفى هذه المبادرة نركز على موضوع الطاقة الجديدة والمتجددة وتحديدا على طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وأضاف عبد المنعم، أننا نسعى خلال الفترة الحالية والقادمة على سد عجز الطاقة الموجود فى أفريقيا بحلول عام 2020 من خلال تلك المبادرة وإمداد الدول الأفريقية بالطاقة الجديدة والمتجددة وخاصة الرياح والطاقة الشمسية، وبعض الدول الأوروبية وهى مجموعة الدول السبعة، وجدت أن هذا يمثل فرصة يمكن فيها مساعدة الدول الأفريقية فى تحقيق هذا الهدف.
وأوضح عبد المنعم، أن البحث وراء المصادر الجديدة للطاقة المتجددة من شأنه المحافظة على البيئة وعلى الصحة العامة لكل كائن حي ويجعلنا كذلك نتجنب الآثار البيئية السلبية التي تنتج عن الطاقة غير النظيفة.
وأكد مستشار وزير البيئة للشئون الأفريقية، أن أكثر من 70% من المناطق الأفريقية، تفتقد الطاقة، ولا يوجد لديهم سبل الحصول عليها، ولذلك فهى تعمل على توفيرها من خلال الفحم عن طريق قطع الغابات، وتفحيمها للحصول على الطاقة اللازمة.
وأشار إلى أن مبادرة الطاقة الأفريقية تعد تكليفًا لمصر، من منطلق رئاستها لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، حيث تقوم بالتنسيق مع عدة جهات لإعداد رؤية واحدة للقارة، فيما يخص الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة ونحن لدينا 28 رؤية تجاه الطاقة الجديدة، فكيف يتم التنسيق بينها؟، لذلك ألقى العبأ على مصر بصفة رئاستها للجنة التغيرات المناخية لزعماء الدول الأفريقية، التي يتزعمها الرئيس السيسى، بإقامة هذه المبادرة ومتابعتها والإشراف عليها"؛ حيث إن الموقف المصري يستمد قوته من رئاسته لـ"الأمسن" - في الدفاع عن حقوق القارة السمراء.
وحول ورش العمل والاجتماعات التى تتم فى هذا الشأن، أشار عبد المنعم إلى أنه تم عقد العديد من الاجتماعات لهذه المبادرة مع الخبراء الأفارقة ومنسقى الدول السبع الصناعية الكبرى برئاسة المانيا، وذلك لعرض مقترح الرؤية الأفريقية تجاه الطاقة المتجددة ومنها الاجتماع الفنى لمبادرة الطاقة 2020 الذى تم خلاله مناقشة الجزء الفنى والمؤسسى لسبل تمويل مصادر الطاقة بالدول الأفريقية بحضور عدد من وفود الدول الأفريقية منها مالى والسنغال وكوت دفوار وإثيوبيا وموريتانيا والنيباد ونيجيريا والجابون والنيجر بهدف تعبئة الموارد لتنفيذ أحد البرامج الخاصة بالطاقة ودعم نمو الطاقة لتفى باحتياجات أفريقيا المتنامية من الطاقة.
وأوضح أنه تم كذلك عقد اجتماع فى القاهرة أواخر يوليو الماضى ضم العديد من الدول المتقدمة مثل ألمانيا باعتبارها رئيس مجموعة الدول السبعة وفرنسا باعتبارها الدولة المنظمة لمؤتمر باريس وكان موجود الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولى وإنجلترا وغيرها، بالإضافة إلى الدول الأفريقية صاحبة المبادرة نفسها حيث تلقت مصر حاليا التعليقات من الدول الأفريقية والصناعية، ليتم صياغتها في إطار أفريقى، مؤكدا على أن مبادرة الطاقة ستكون"أفريقية حتى النخاع" وهذه المبادرة سيتم تقديمها إلى لجنة رؤساء الدول الأفريقية للمناخ، بقيادة الرئيس السيسى، ليتم مناقشتها على مستوى الزعماء.
وحول الاستعدادات لمؤتمر باريس للتغيرات المناخية، قال عبد المنعم إنه بمناسبة اقتراب موعد عقد المؤتمر فإن المباحثات حاليا على أشدها بين المفاوضين الأفارقة وبين الدول النامية من جهة وبين مفاوضين الدول المتقدمة من جهة أخرى وعلى سبيل المثال عقد الأسبوع الماضى فى ألمانيا اجتماع بين المفاوضين بين الجهتين للوصول إلى أفضل الحلول التى يستطيعون الذهاب بها إلى باريس ويتم الاتفاق عليها فالدول المتقدمة بتحاول بقدر الإمكان أنها تظهر دعمها المادى والتكنولوجى لدول العالم الثالث فى حين أن دول العالم الثالث تؤكد على ضرورة المصداقية فى الوعود وتوفير الضمانات اللازمة لذلك.
وأشار عبد المنعم أن الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، يشارك حاليا بالاجتماعات التحضيرية المتعلقة بمؤتمر التغيرات المناخية بباريس حيث يركز فهمى على إيصال مطالب القارة الأفريقية بصفته رئيسًا لدول منظمة "الأمسن" إلى الدول الأوروبية، ويدافع عن حقوق القارة السمراء تجاه الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وحول دور الصندوق الأخضر فى مواجهة التغيرات المناخية، اختتم مستشار وزير البيئة حديثه لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بأنه يتم التنسيق مع الصندوق العالمي للمناخ الأخضر، وهو أكبر الصناديق الدولية الداعمة للمشاريع الخاصة بالاستعداد لمجابهة التغيرات المناخية.
وأشار إلى أن تلك المشروعات تحد من ظاهرة التغيرات المناخية وتخفف من آثارها السلبية على البلدان المتضررة وتتكيف معها وإن هناك تنسيقا بين مصر والصندوق ليس من أجل مصر فقط ولكن أفريقيا بأكملها من منطلق رئاسة مصر لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، ومن مصلحتنا أن من يقوم بالتعامل مع الصندوق يكون مدرك جيدا للالية التي يتم بها التعامل مع الصندوق خاصة في مرحلة صياغة المشاريع وتوفير التمويل لها وافضل الطرق للحصول على هذا التمويل.