"البرادعي" يغازل الشباب بالمطالبة بالإفراج عن المحبوسين.. وقوى ثورية: فات الميعاد
"الحرية لا تقبل التجزئة.. القيود التي تكبل شخصًا واحدًا هي قيود تكبل الجميع" مقولة للزعيم الأفريقي الراحل "نيلسون مانديلا"، استشهد بها الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، في تغريده له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس الجمعة.
وطالب "البرادعي" خلال تغريدته بالإفراج عن شباب الثورة المحبوسين، مدشنًا بذلك هاشتاج "حريتهم هي حريتنا".
تفاعل عدد كبير من رواد "تويتر" مع الهاشتاج، ما جعله الأكثر تداولا على موقع التواصل الاجتماعي، وغرد عدد كبير من مؤيدي جماعة الإخوان الإرهابية، بصور لعناصر الإخوان المسجونين على ذمة قضايا مختلفة.
وسبق هذه التغريدة بيوم واحد أخري، تحدث فيها عن الحرية في مصر، قائلا: "حتى من منطلق عقلاني فقط، عندما نجهض حلم الشباب ونقمعهم ونرمى بهم في السجون، فنحن أيضا نقضي على مستقبل وطن".
كلمات "البرادعي" عن الحرية أثارت استغراب القوى الثورية، الذين أكدوا أنه تأخر كثيرا في المطالبة بالإفراج عن الشباب.
مصطفى السويسي، القيادي السابق بحزب الحركة الشعبية العربية تمرد -تحت التأسيس-، قال إن عددًا كبيرًا من شباب الثورة موجود بالسجون ظلما وبهتانا؛ بسبب قانون يجرم التظاهر ولا ينظمه، ويتعارض مع الدستور الذي أكد على حق المصريين في التظاهر السلمي.
وأشار إلى أن قضية الإفراج عن شباب الثورة، ليست قضية أساسية في ظل هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن، مضيفا أن "البرادعي" لا يتحدث إلا في توافه الأمور، فلم يعلق على العمليات الإرهابية في سيناء، أو الإيجابيات التي تشهدها مصر مثل افتتاح قناة السويس الجديدة، الأمر الذي أدى إلى تشويه صورته أكثر في أذهان الشعب.
وشدد على أن "البرادعي" يحاول أن يغازل شباب الثورة ويلعب دور الزعامة، لكنه لا يصلح أن يكون أيقونة ثورة أو زعيم سياسي.
وعن تفاعل عناصر الإخوان مع هاشتاج "حريتهم هي حريتنا" أكد أنه لا يمكن الفصل بين تحركات "البرادعي" والجماعة، وليس مستغربا أن يطالب أنصار الجماعة بتنصيبه رئيسًا للبلاد.
ورأى عصام الشريف، منسق الجبهة الحرة للتغير السلمي، أن "البرادعي" تأخر كثيرا في الظهور والمطالبة بالإفراج عن شباب الثورة، فهناك عدد لا بأس به من شباب الثورة فقد إيمانه به؛ نظرًا لغيابه المستمر عن المشهد السياسي ووجوده خارج البلاد.
وأكد عمرو علي، عضو تكتل القوي الثورية، أن حديث "البرادعي" عن الشباب على المواقع الافتراضية، مغايرة لممارساته معهم على أرض الواقع، مشيرا إلى أنه كان عضو بجبهة الإنقاذ ولم يكن "نائب رئيس الجمهورية السابق" يحترم الشباب، وغادر أكثر من شاب اجتماعات الجبهة؛ اعتراضا على تصرفات البرادعي.
وأشار إلى أن "البرادعي" أعتاد أن يختفي طويلا ثم يعود برسائل محددة، أحيانا تمس قضايا فرعية في مصر أو قضايا عالمية، في وقت كان ينبغي عليه أن يكون مهموم بقضايا وطنه.
وأوضح أن قضية الإفراج عن شباب الثورة أصبحت قضية مستهلكة، مشيرا إلى أنهم طالبوا خلال لقاءاتهم مع رئيس الوزراء بالإفراج عنهم، وقد تمت الاستجابة لمطالبهم، وتم الإفراج عن مجموعة من الشباب على دفعتين، مؤكدًا أن إعادة "البرادعي" إحياء هذه القضية في الوقت الراهن أمر يُسأل عنه.