4 أسباب دفعت "الإخوان" لإعلان استعدادهم للتعامل مع "إيران"
محاولة أخرى وباب جديد طرقته جماعة الإخوان بعدما لفظتها جميع الأقطار إلا قلة قليلة، وهو باب الدولة الإيرانية. منذ ثورة 30 يونيو وتسعى الجماعة دومًا للوقف والتعاون مع الجانب الذي يمتلك القوة والنفوذ بعيدًا عن مصلحة الأوطان، التي لا تفكر فيها.
إعلان جديد أطلقه التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، بأن الجماعة مستعدة للتعامل مع إيران، جاء على لسان "إبراهيم منير" أمين التنظيم الدولي للجماعة، وأوضح أن أبواب الإخوان للحوار مع الجميع مفتوحة للحوار مع إيران والسعودية.
"محاولة لإنقاذ الجماعة.. قوة إيران.. توتر العلاقات المصرية الإيرانية.. حليف جديد".. 4 أسباب أجمع عليها خبراء الشأن السياسي والإيراني حول تلك المناشدة وما تحملها من رسائل، لاسيما أن السلطات الإيرانية ألغت أمس تأشيرة الدخول إلى أراضيها لـ 7 دول على رأسهم مصر.
"محمد محسن أبو النور".. متخصص في الشأن الإيراني، رأى أن جماعة الإخوان تربطها علاقات قديمة للغاية مع طهران، من قبل إسقاط شاه إيران، عن طريق "يوسف ندا" منسق التنظيم الدولي للجماعة.
وأضاف، جماعة الإخوان كانت أول من هنأ طهران بنجاح الثورة الإيرانية، وتوجهت طائرة محملة بقيادات التنظيم الدولي للجماعة للتهنئة، ومنهم كان "راشد الغنوشي" زعيم حزب "النهضة"، و"جعفر المنير" من السودان، بالإضافة إلى كثير من القيادات الإخوانية المصرية.
وأوضح أن دلالات إعلان التنظيم الدولي للإخوان عن استعدادهم للتعامل مع إيران في ذلك التوقيت، هو أن الجماعة تريد أن تكون إيران بمثابة رصيد احتياطي في حالة تخلي قطر أو تركيا عنهم، في ذلك الوقت تفر القيادات من الدوحة وأنقرة إلي طهران.
وأشار أبو النور، إلى أن إيران دائمًا كانت ملاذا آمنا للجماعات الإسلامية، وتجلى ذلك منذ اغتيالهم للرئيس الراحل "محمد أنور السادات"، بالإضافة إلي أن أقار "أسامة بن لادن"، الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة وعائلته يقطنون بطهران.
من جانبه أوضح خالد خان، المتخصص في الشأن العربي، أن جماعة الإخوان أعلنت عن استعدادها للتعامل مع إيران؛ لأنها أصبحت محظورة وتم اعتبارها جماعة إرهابية في كثير من الدول العربية، وبالتالي فهي تسعى لأن يكون لديها حلفاء جدد.
وقال إن ذلك مجرد ترويج إعلاني، فهي محاولة استفزازية للنظام القائم في مصر والدول العربية، وكذلك مناورة سياسية، واتباع لاستراتيجية إدارة الرعب والخوف، ومحاولة فاشلة لإثبات أن التنظيم ما زال موجودا، موضحًا أن أي حديث عن تقارب بين الإخوان وإيران لن يكون فعالا، خاصة مع سعي إيران لتحسين علاقاتها مع الدولة المصرية.
وأضاف أن تخوفات الجماعة من تخلي تركيا عنها، وخاصة أنها دولة باراجماتية تبحث عن مصالحها الاقتصادية فقط، هو ما دفع الجماعة للتقرب من إيران، اعتقادًا منها بأن إيران سيكون لها مستقبل ومكانة بعد الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، وستمثل قوة اقتصادية وإقليمية، مشيرًا إلى أنهم مخطئون، حيث أصبح هناك تحالف عربي من دول الخليج وشمال إفريقيا لمواجهة المد الإيراني في المنطقة العربية.
"مناورات سياسية" هكذا رأى "أحمد بهاء الدين شعبان" رئيس الحزب الاشتراكي المصري، مطالبة الجماعة التعاون مع إيران، مؤكدًا أن الهدف من ورائها هو استباق أي تطور إيجابي تتجه إليه العلاقة بين مصر وإيران.
وأضاف، أنها تعد محاولة من الجماعة لبقاء التوتر بين البلدين، لأنه معلوم أن مصر لا تتعاون مع أي دولة تدعم الجماعة أو يوجد بينهم نوع من التعاون، لافتًا إلى أن الجماعة أصبحت "لقيطة" تبحث عمن يحتضنها ويجمع شمل قياداتها المطاردة في البلاد بعد سقوطها المدوي في ثورة 30 يونيو.
وأشار إلى أن الجماعة أصبحت تبحث عن أي مصير في العالم، لاسترضاء أي طرف، مادامت مؤشرات القوة أشارت إليه، بعد الاتفاق النووي الذي عقدته إيران مع الدول الخمس الكبرى، ولكنها محاولات لن تؤثر على اتجاه العلاقات المصرية الإيرانية إذا اجتمعت إرادة الدولتين على التعاون.
واستبعد حدوث أي استجابة من الجانب الإيراني، لأنه يعلم جيدًا أن الجماعة أصبحت "ورقة محترقة" لا فائدة لها، ويتوق منذ عشرات السنيين إلى علاقة طبيعية مع مصر، لن يفرط في أي فرصة لذلك لاسترضاء جماعة ميتة يعلم حدودها وقدرتها.
ورأى "هشام النجار" الباحث في الشؤون الإسلامية أن الجماعة تحاول على كافة الأصعدة الداخلية والإقليمية الخروج من أزمتها الحالية، فحاولت تلك المرة اللعب على توتر العلاقات بين مصر وإيران والصراعات الموجودة في المنطقة.
وأشار إلى أن الجماعة تعرض نفسها كسلعة على كل الدول والقوى، كعادتها التاريخية التي جعلتها أداة في يد القوى الدولية والإقليمية لتحقيق مصالحها، مشيرًا إلى أن أفعال الجماعة تدل على خروجها من ثوب الدولة الوطنية باستجداء الخارج على الداخل.
وأوضح، أن التعاون بالفعل قائم بين إيران والإخوان التعاون قائم بين الجماعة وإيران، تاريخيًا وحاليًا، ولو بشكل طفيف وغير معلن، لأن كلًا منهم يلعب بالمتناقضات، ويعلن عكس ما يخفي، لافتًا إلى أن إيران تتعاون مع أمريكا وفي الوقت نفسه تؤكد أنها الشيطان الأكبر، كذلك الجماعة تلعب بنفس المنهج الإيراني دائما.
ولفت، إلى أن تلك المناشدة لها زاويتان الأولى هي أن إيران تمر بحالة من القوة في الوقت الحالي بسبب الاتفاق النووي الأخير، والإخوان تبحث عن القوة الأطراف التي تمتلك النفوذ لتساعدهم على الخروج من أزمتهم، والثانية تضر العلاقات المصرية الإيرانية بشكل أكبر، لاسيما مع سماح إيران لـ 7 دول الدخول إلى أراضيها وإلغاء التأشيرة لهم أمس.