دلالة استئناف الحوار الإستراتيجي بين "القاهرة وواشنطن" بعد توقف 5 سنوات
"بعد توقف دام نحو خمس سنوات؛ بسبب أحداث ثورة 25 يناير، وما تبعها من تطورات، تستأنف القاهرة، وواشنطن، جلسات الحوار الإستراتيجي، الأحد المقبل، بزيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى القاهرة"، في إطار جولته الشرق الأوسطية التي ستشمل العاصمة القطرية " الدوحة".
جرت أول محاولـة في هذا المجال في عامي 1988 و1989 بعقد جلستين في القاهرة وواشنطن للتحاور حول القضايا السياسية الدولية والإقليمية على مستوى الخبراء من الجانبين، غير أن هذا الحوار توقف بعد الغزو العراقي للكويت.
وفي يوليو 1998 تم إحياء فكرة الحوار الإستراتيجي بين الدولتين في أول جولة للحوار في واشنطن، ثم عقدت الجولة الثانية في القاهرة في ديسمبر 1998، تلاها الجولة الثالثة في فبراير عام 1999 بواشنطن.
ومع بداية الألفية الثالثة، اكتسب الحوار الإستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، أبعادًا على درجة كبيرة من الأهمية، لخطورة تطور الأوضاع في المنطقة وضرورة وضع قاعدة للمصالح المشتركة من خلال لقاءات وتشاورات مستمرة بين البلدين، وعدم الاكتفاء بلقاء واحد كل عام، نظم هذه اللقاءات وزيرا خارجية البلدين.
ورأى دبلوماسيون أن استئناف جلسات الحوار الإستراتيجي بين "القاهرة وواشنطن"، في الفترة الراهنة، تأكيد على حاجة الدولتين العاجلة إلى التنسيق؛ لمواجهة المخاطر التي تحيط بالمنطقة.
وأكد السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن التوقيت الذي يتم فيه الحوار بين البلدين، يضفي أهمية أخرى على ما حدث في المنطقة من متغيرات على ضوء الاتفاق النووي الإيراني مع الدول العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مؤكدا أن هذا الاتفاق يفتح الباب لتحقيق ما نادت به مصر طويلا، من وجود منطقة خالية من الأسلحة النووية.
وتوقع أن يتطرق اللقاء إلى الأزمة السورية واليمنية والليبية، والقضايا الثنائية والتعاون الفني والتكنولوجي والبعثات التعليمية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والتحول الديمقراطي في القاهرة" والاستعداد للانتخابات المقبلة.
وعن ادعاء صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن تجاهل "كيري" زيارة إسرائيل خلال هذه الجولة سيخلق أزمة بين "تل أبيب" و"واشنطن"، قال "هذه مبالغات اعتادت عليها إسرائيل"، ومحاولة لابتزاز الولايات المتحدة، لاسيما مع اقتراب إجراء انتخابات الرئاسة والكونجرس.
واعتبر ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، استئناف جلسات الحوار الإستراتيجي، تأكيد على دقة المرحلة ووجود احتياج عاجل للتنسيق بين البلدين، في ظل وجود العديد من القضايا المتفجرة بالمنطقة، واحتمالات قيام تركيا بغزو بعض الدول لمواجهة امتداد تنظيم "داعش" الإرهابي وتهديده لحدودها.
وأكد أن وجود مصالح مشتركة عديدة بين "القاهرة" و"واشنطن"، يدفع مسئولي الدولتين بشكل مستمر إلى توطيد العلاقات والتغاضي عن الخلافات العابرة.
يذكر أن هذا اللقاء كان محددًا له يومي 27 و28 يوليو الجاري، ولكن تم تأجيله.