لماذا استهداف القنصلية الإيطالية؟؟
بشكل مفاجئ استهدفت الجماعات الإرهابية القنصلية الإيطالية الكائنة بشارع الجلاء بوسط القاهرة، مما أثار علامات الاستفهام حول السر وراء اختيار السفارة الإيطالية، وعما إذا كانت السيارة المفخخة أخطأت الهدف، وتصيب القنصلية الإيطالية.
سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، قال إن جماعة الإخوان الإرهابية تحاول بقدر الإمكان إظهار مصر بصورة الدولة الفاشلة أمنيا، فبدأت باغتيال النائب العام، واستهداف الكمائن العسكرية في الشيخ زويد.. وأخيرا القنصلية الإيطالية في رسالة للعام الخارجي بأن النظام عاجز عن توفير الأمن والأمان.
وأوضح أن الجماعة تسعى لإفساد فرحة المصريين بشهر رمضان، ومرور عام على الرئيس السيسي، وأيضا ترقب افتتاح قناة السويس، حيث تتعمد إحداث قلاقل، مشيرا إلى أن إيطاليا لها علاقات مهمة مع مصر، حيث يوجد بها أعداد كبيرة من المغتربين النوعيين.
وأضاف أن توجيه ضربات للقنصلية الإيطالية في مصر، يعنى ذلك أن الإعلام الأوروبي يتناول الحادث، بالتالي يكون هناك تجنٍ على مصر بأنها عاجزة عن توفير الأمان للمصالح الأوربية، حيث تسعى الجماعة لتركيع مصر في الداخل الخارج، وإفساد علاقتها بالدول الأوربية.
وقال اللواء رفعت عبد الحميد، أستاذ العلوم الجنائية والخبير الأمني، إن استهداف مبنى القنصلية الإيطالية مقصود للدعاية الإعلامية فقط، مستبعدا أن تكون السيارة المفخخة أخطأت الهدف وأنها كانت تستهدف مكانا آخر.
وأشار إلى أن الهدف من العملية لم يكن إسقاط عدد كبير من الضحايا وإزهاق الأرواح، بل الضخة الإعلامية، فاستغل يوم السبت والصباح الباكر وخلو الطريق ونفذ جريمته، مؤكدا أن هذا الحادث لن يؤثر على العلاقات بين مصر وإيطاليا.
ووجه اللواء محمد زكي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، تحية إعزاز لشهداء الوطن، معربا عن أمله في أن تتعافى مصر مما تشهده ساحتها من أوضاع غير مقبولة.
وطالب بانتظار النتائج الرسمية للتحقيقات قبل الشروع في إبداء الآراء غير المستندة إلى حقائق، مضيفا أن الرؤية المبدئية للحادث تشير إلى أن هناك تخطيطا إرهابيا يهدف إلى تحقيق ضجيج هائل في مناسبة واضحة الخصوصية للمصريين جميعا، وهي الفترة المواكبة لذكرى 30 يونيو، وافتتاح المجرى الجديد لقناة السويس وأيضا في مناسبة دينية وهي العشر الأواخر من رمضان.
وأوضح أن منطقة الإسعاف، تشكل منطقة تسوق معروفة لكل أبناء القاهرة وخصوصا المنطقة المتاخمة لموقع الانفجار وحتى كورنيش النيل، بالإضافة إلى أنها ملاصقة لمواقع الصحافة الأهرام وأخبار اليوم، وأيضا مستشفى الجلاء للولادة ومرفق الإسعاف، وكوبري 6 أكتوبر أحد الشرايين الرسمية للمرور في القاهرة.
واعتبر أن الاستهداف محاولة للتأثير على الرأي العام الداخلي والخارجي، ومحاولة التأثير على رجال الأمن، فمن المعروف أن السفارة الإيطالية تتم حراستها بعدد من رجال الأمن، مضيفا أن مواجهة هذا العمليات لابد أن تكون مرشدة يشارك فيها الإعلام والتعليم والأزهر والكنيسة.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك موقف وطني للكافة خاصة من طبيعة استخدام الشوارع والحفاظ على نظافة الشارع مما يجعل أي عبوة بها شك يتم التوصل إليها واحترام القوانين حتى لا يستثمر أحد أي خلل بها.
وقال إن استهداف القنصلية الإيطالية ينطوي على هدفين، إثارة الرأي العام العالمي، وهدف رئيسي باستهداف منطقة وسط البلد.
واعتبر اللواء محمد علي بلال، الخبير الاستراتيجي، أن استهداف القنصلية عمل إرهابي لتخويف المصريين، وكان من الممكن اختيار أي سفارة، ولكن الاختيار وقع على المنطقة لضعف التأمين الأمني به.