تقرير أممي: الاستدامة وحقوق الإنسان أهم ركائز خطة التنمية بعد 2015
قال نائب مدير المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، فتحي ديبابي، إن خطة التنمية للألفية التي امتدت من عام 2000 إلى 2015، كانت الأكثر نجاحا لمحاربة الفقر والجوع في تاريخ العالم، وأثبتت أن التحرك العالمي يمكن أن يحدث فرقا.
وأضاف ديبابي" أنه في عام 1990 كان نصف سكان العالم يعيشون بأقل من دولار وربع وانخفضت النسبة إلى 14% عام 2015، غير أن حوالي 800 مليون شخص لا يزالون يعيشون في فقر مدقع ويعانون من الجوع".
وأوضح ديبابي - خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بالمركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة بحضور مديرة المركز الجديدة سوسن غوشة لاستعراض تقرير التقييم النهائي لتقدم إنجاز أهداف التنمية للألفية - أن عدد السكان الذين يشكون نقص التغذية في المناطق النامية انخفض بنسبة 50% تقريبا منذ عام 1995.
وذكر أن نسبة الفقر المدقع قد انخفضت إلى النصف قبل عام 2015 في شمال أفريقيا، كما انخفضت نسبة الذين يعيشون بأقل من دولار وربع يوميا من5.3% عام 1990 إلى 1.5% عام 2011 في غرب آسيا، وكانت شمال أفريقيا قريبة من تحقيق هدف القضاء على الجوع بنسبة أقل من 5%، بينما لا يزال هذا الهدف بعيد المنال في غرب آسيا نتيجة النزاعات في سوريا واليمن والعراق.
وأوضح فتحي ديبابي أن النساء حققت تقدما في التمثيل البرلماني في 90% من 174 دولة تتوافر فيه البيانات، وأن كان خُمس أعضاء البرلمانات في العالم هن فقط من النساء حتى الآن.
وأضاف أن هدف خفض وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة الثلثين قد تحقق قبل عام 2015 في شمال أفريقيا، كما تحقق الهدف نفسه تقريبا في غرب آسيا، وانخفضت نسبة الوفيات أثناء الولادة بـ45% عالميا.
وتابع" وفيما يتعلق بالمياه الصالحة للشرب، أصبح 91% من سكان العالم تستعمل مصادر مياه محسنة، كما تم القضاء على المواد المستنفدة لطبقة الأوزون تقريبا وينتظر أن تسترجع الطبقة عافيتها مع منتصف هذا القرن، غير أن الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أوكسيد الكربون زادت بنسبة تزيد عن 50% منذ عام 1990، ولا تزال ندرة المياه تؤثر سلبا على 40% من السكان في العالم وهي نسبة مرشحة للارتفاع، بحسب التقرير.
وأوضح ديبابي أن قرابة نصف عمال العالم لا يزالون يعملون في ظروف محفوفة بالمخاطر، كما أن 16 ألف طفل يموتون يوميا قبل عامهم الخامس لأسباب يمكن الوقاية منها، ويقدر عدد الأشخاص الذين يعيشون في ظروف تشبه العشوائيات بـ٨٠٠ مليون شخص.
وأشار إلى أنه لا تزال هناك هوة كبيرة بين الأكثر غنى والأكثر فقرا، وبين المناطق الحضرية والريفية في العالم، وهناك 50% من الاشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية يفتقرون لمرافق الصرف الصحي المحسنة، مقابل 18% فقط من سكان المناطق الحضرية.
ولفت إلى أن تقرير الأمم المتحدة أكد ضرورة تقوية قدرة الدول على رصد مؤشرات التنمية الصحيحة لتوفير معطيات واقعية تساعد متخذ القرار على اتخاذ القرار المناسب خاصة في الدول النامية، موضحا أن البنك الدولي ذكر أن هناك 155 دولة تفتقر للآليات المناسبة لرصد الفقر في مجتمعاتها.
وقال ديبابي إن الخطة الجديدة للتنمية المستدامة للفترة من 2015 إلى 2030، تبني على الدروس المستفادة من خطة الألفية وتركز بشكل أكبر على الربط بين التنمية وحقوق الإنسان، وعلى الحق في العمل والتشغيل، وعلى الاستدامة في التنمية وإعادة التفكير في طرق تتيح الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.