شاهد.. روبابيكيا "السيدة" و"المهندسين".. عم أبو عبد الله: سأورثها لأبنائي
صوته يعلو ضجيج السيارات والمارة، مصطحبًا معه عربية كارو بعجلة أو حصان، تعرفه من جملته الشهيرة "خردة قديمة مراوح قديمة للبيع"، يسير بين ألسنة شمس النهار وثنايا الليل بالسيدة و المهندسين، إنه عم أبو عبدالله صاحب المهنة العتيقة "الروبابيكيا".
عم أبو عبد الله، بائع روبابيكايا بمنطقة جاردن سيتي، يحكي قصته مع المهنة التي زاولها منذ خمسة وعشرين عامًا والتي لم تخلو من المواقف الصعبة والأخرى التي لا تنسى، عن عرق الجبين واللف على بيت الغني والفقير بين أحياء ولاد الأكابر والناس البسيطة.
قال أبو عبد الله، إنه يحب مهنته فهو لا يجد نفسه إلا بها ولا يعلم غيرها فقد ورثها عن أجداده وسوف يورثها لأبنائه، فمن دونها لن يستطيع الناس التخلص من مقتنياتهم القديمة.
وأكد أنه لا يتقاضى معاشًا أو أي دخل ثابت فهو يشبه عمال اليومية، بالإضافة إلى مطاردة البلدية له في محاولة منهم للإرتقاء بالمنطقة وإخلائها من الباعة الجائلين، كل ذلك يجعل حياته مهددة يوميًا، فطالب المسؤولين بتركه يعمل بسلام حتى يستطيع تحصيل قوت يومه.
وأضاف أن المهنة تحمل الكثير من المخاطر أهمها جهله بالبيوت التي يشتري منها الأجهزة، فمنهم من يبيع مقتنيات منزله لشراء مخدرات، ومنهم من يبيع ماهو مسروق من مكان آخر، موضحًا أن "الروبيكيا" منها ماهو مقتنيات صغيرة كالمروحة والراديو ومنها ما هو كبير كالآثاث والأدوات الكهربائية.
وروى أبو عبد الله أنه ذات يوم اشترى من أحد البيوت أوراق وراديو إلا أنه تفاجأ أثناء بيعه لأحد الزبائن أنه كاست فباعه بإثنى عشر جنيه، وفي اليوم التالي استوقفه صاحب الكاست وطالبه باسترجاع الكاست الذي اشتراه لإبنه بألف جنيه، وأنه حرر ضده محضرًا.
وعن المهنة وكيفية مزاولتها، قال أبو عبد الله إن بائع "الروبابيكيا" ليس له منطقة مخصصة فهو يتجول بالشوارع باحثًا عن رزقه، وأن البيع يختلف من منطقة لأخرى فالمناطق الشعبية نسبة البيع بها قليلة بالإضافة إلى قدم المقتنيات وطريقة تعامل أصحابها بعكس المناطق الراقية التي تتميز بغلاء وحداثة مقتنياتها والتعامل مع المهندسين والأطباء.
وأكد أن أهم ما يصنع رجل "الروبابيكيا" هو سمعته التي تبنى على أمانته وطريقة تعامله وبيعه وشرائه وخبرته في مزاولة المهنة بحيث يستطيع تثمين الخردة وبيعها وشرائها.